Pengertian Hadits Israiliyat dan Hadits Maudhu
Judul kitab: Terjemah Kitab Hadits Israiliyat dan Hadis Palsu dalam Kitab Tafsir
Judul asal: Al-Israiliyat wa Al-Maudhu'at fi Kutub al-Tafsir
Penulis: Dr. Muhammad bin Muhammad Abu Syahbah (د.محمد بن محمد ابو شهبة)
Penerjemah: alkhoirot.net Al-Khoirot Research and Publication
Bidang studi: Tafsir al-Quran dan Ilmu Tafsir
اسم الكتاب: الاسرائيليات و الموضوعات في كتب التفسير
تأليف: د.محمد بن محمد ابو شهبة
Daftar Isi
- Download Kitab
- Pengertian dan Definisi
- Israiliyat,
- Hadits Maudhu
- Kitab Tafsir
- Kembali ke: Terjemah Kitab Israiliyat, Maudhuat fi Kutub al-Tafsir
معنى إسرائيليات وموضوعات وتفسير
الإسرائيليات
...
معنى: إسرائيليات، وموضوعات، وتفسير
يقتضينا منهج البحث التحليلي أن نبين معنى كلمة: «إسرائيليات» والمراد من «الموضوعات» و«التفسير» والتأويل، حتى يكون القارئ على علم بها نقول:
أ- الإسرائيليات:
جمع إسرائيلية، نسبة إلى بني إسرائيل، والنسبة في مثل هذا تكون لعجُز المركب الإضافي لا لصدره، وإسرئيل هو: يعقوب عليه السلام أي عبد الله وبنو إسرائيل هم: أبناء يعقوب، ومن تناسلوا منهم فيما بعد، إلى عهد موسى ومن جاء بعده من الأنبياء، حتى عهد عيسى عليه السلام وحتى عهد نبينا محمد ﷺ
وقد عرفوا «باليهود» أو بـ «يهود» من قديم الزمان، أما من آمنوا بعيسى: فقد أصبحوا يطلق عليهم اسم «النصاري» وأما من آمن بخاتم الأنبياء: فقد أصبح في عداد المسلمين، ويعرفون بمسلمي أهل الكتاب"١
وقد أكثر الله من خطابهم ببني إسرائيل في القرآن الكريم تذكيرا لهم بأبوة هذا النبي الصالح، حتى يتأسوا به، ويتخلقوا بأخلاقه، ويتركوا ما كانوا عليه من نكران نعم الله عليهم وعلى آبائهم وما كانوا يتصفون به من الجحود، والغدر، واللؤم، والخيانة وكذلك ذكرهم الله سبحانه باسم اليهود في غير ما آية، وأشهر كتب اليهود هي: التوراة، وقد ذكرها الله في قوله تعالى: ﴿الم، اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ، نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ، مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ
١ أهل الكتاب يطلَقون على اليهود والنصارى، ولكنهم في مثل هذا يراد بهم اليهود غالبا؛ لأنهم الذين كانوا يسكنون بالمدينة وما جاورها.
ولأن الكثرة الكاثرة من الإسرائيليات دخلت عن طريق اليهود.
الْفُرْقَان﴾ ١. وقال: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدىً وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا﴾ ٢ والمراد بها التوراة التي نزلت من عند الله قبل التحريف والتبديل، أما التوراة المحرفة المبدلة، فهي بمعزل عن كونها كلها هداية، وكونها نورا، ولا سيما بعد نزول القرآن الكريم، الذي هو الشاهد والمهيمن على الكتب السماوية السابقة، فما وافقه فهو حق، وما خالفه فهو باطل.
ومن كتبهم أيضا: الزبور وهو كتاب داود عليه السلام، وأسفار الأنبياء، الذين جاءوا بعد موسى عليه وعليهم السلام، وتسمى التوراة وما اشتملت عليه من الأسفار الموسوية وغيرها «بالعهد القديم».
وكان لليهود بجانب التوراة المكتوبة التلمود، وهي التوراة الشفهية، وهو مجموعة قواعد ووصايا وشرائع دينية وأدبية، ومدنية وشروح، وتفاسير، وتعاليم، وروايات كانت تتناقل وتدرس شفهيا من حين إلى آخر ... وقد اتسع نطاق الدرس والتعليم فيه إلى درجة عظيمة جدا، حتى صار من الصعب حفظه في الذاكرة، ولأجل دوام المطالعة، والمداولة، وحفظا للأقوال والنصوص، والآراء الأصلية المتعددة والترتيبات، والعادات الحديثة، وخوفا من نسيانها وفقدانها مع مرور الزمن، وخصوصا وقت الاضطهادات، والاضطرابات، قد دونها الحاخامون بالكتابة سياجا للتوراة، وقُبِلَت كسنة من سيدنا موسى عليه السلام٣.
ومن التوراة وشروحها، والأسفار وما اشتملت عليه، والتلمود وشروحة، والأساطير والخرافات، والأباطيل التي افتروها، أو تناقلوها عن غيرهم: كانت معارف اليهود وثقافتهم، وهذه كلها كانت المنابع الأصلية للإسرائيليات التي زخرت بها بعض كتب التفسير، والتاريخ والقصص والمواعظ، وهذه المنابع إن كان فيها حق، ففيها باطل كثير، وإن كان فيها صدق، ففيها كذب صراح، وإن كان فيها سمين، ففيها غث كثير، فمن ثم انجر ذلك إلى الإسرائيليات، وقد يتوسع بعض الباحثين في الإسرائيليات، فيجعلها شاملة لما
١ آل عمران: ١- ٤.
٢ المائدة: ٤٤.
٣ من التلمود: ص٧، ٨.
كان من معارف اليهود، وما كان من معارف النصارى التي تدور حول الأناجيل وشروحها، والرسل وسيرهم ونحو ذلك؛ وإنما سميت إسرائيليات لأن الغالب والكثير منها إنما هو من ثقافة بني إسرائيل، أو من كتبهم ومعارفهم، أو من أساطيرهم وأباطيلهم١.
والحق: أن ما في كتب التفسير من المسيحيات أو من النصرانيات هو شيء قليل بالنسبة إلى ما فيها من الإسرائيليات، ولا يكاد يذكر بجانبها، وليس لها من الآثار السيئة ما للإسرائيليات؛ إذ معظمها في الأخلاق، والمواعظ، وتهذيب النفوس، وترقيق القلوب، وأما:
١ التفسير والمفسرون ج ١ ص ١٦٥.
ب- الموضوعات:
فهي جمع موضوع، اسم مفعول، وهو في اللغة مأخوذ من وضع الشيء يضعه وضعا، إذا حطه وأسقطه. أو من وضعت المرأة ولدها إذا ولدته١، وأما في اصطلاح أئمة الحديث فالموضوع: هو الحديث المختلق٢ المصنوع، المكذوب على رسول الله ﷺ أو على من بعده من الصحابة والتابعين، ولكنه إذا أطلق ينصرف إلى الموضوع على النبي ﷺ؛ أما الموضوع على غيره فيقيد، فيقال مثلا: موضوع على ابن عباس، أو على مجاهد مثلا، والمناسبة بين المعنى اللغوي والاصطلاحي ظاهرة، أما على المعنى اللغوي الأول: فلأنه منحط ساقط عن الاعتبار، وأما على الثاني: فلما فيه من معنى التوليد، والتسبب في الوجود؛ والموضوع من حيث مادته ونصه نوعان:
١- أن يضع الواضع كلاما من عند نفسه، ثم ينسبه إلى النبي ﷺ أو إلى الصحابي، أو التابعي.
٢- أن يأخذ الواضع كلاما لبعض الصحابة أو التابعين، أو الحكماء، والصوفية، أو ما يروى في الإسرائيليات، فينسبه إلى رسول الله؛ ليروج وينال القبول، مثال ما هو من قول الصحابة: ما يروى من حديث: «أحبب حبيبك هونا ما، عسى أن يكون
١ انظر القاموس والمصباح المنير مادة»وضع".
٢ الاختلاق أعم من أن يكون ابتدع كلاما لم يسبق إليه. أو أخذ كلام الغير، ثم نسبه إلى النبي، فيكون الاختلاق في نسبته إليه.
بغيضك يوما، وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما»، فالصحيح أنه من قول سيدنا علي كرم الله وجهه، ومثال ما هو من قول التابعين: حديث: «كأنك بالدنيا لم تكن، وبالآخرة لم تزل....» فهو من كلام عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، ومثال ما هو من كلام الحكماء «المعدة بيت الداء، والحمية رأس كل دواء»، فمن قول الحارث بن كلدة طبيب العرب.
[ومثال ما هو من كلام المتصوفة ما يروى: «كنت كنزا مخفيا، فأحببت أن أعرف، فخلقت الخلق، فعرفتهم بي، فعرفوني»]
ومثال ما هو من الإسرائيليات: «ما وسعني سمائي ولا أرضى ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن». قال الإمام ابن تيمية: هو من الإسرائيليات، وليس له أصل معروف عن النبي ﷺ.
[ومثل ذلك ما روي عن ابن عباس من أن: «عمر الدنيا سبع آلاف سنة» فهو من الإسرائيليات.
وقد نسب إلى النبي وإلى الصحابة والتابعين كثير من الإسرائيليات في بدء الخلق والمعاد وأخبار الأمم الماضية، والكونيات، وقصص الأنبياء، وسأذكر الكثير من ذلك فيما بعد، وبعضها من الخطورة على الدين بمكان.
حكم الكذب على رسول الله:
جمهور العلماء سلفا وخلفا على أن الكذب على رسول الله ﷺ من الكبائر، ولا يكفر من فعل ذلك إلا إذا كان مستحلا الكذب عليه وبالغ الإمام أبو محمد الجويني١ والد إمام الحرمين من أئمة الشافعية فقال: «يكفر من تعمد الكذب على رسول الله ﷺ» نقل ذلك عنه ابنه إمام الحرمين وقال: إنه لم يره لأحد من الأصحاب، وأنه هفوة من والده.
ووافق الجويني على هذه المقالة: الإمام ناصر الدين أحمد بن محمد بن المنير.
١ هو أبو محمد عبد الله بن يوسف بن محمد بن حيويه الفقيه الشافعي والد إمام الحرمين المتوفى في ذي القعدة سنة ثمانٍ وثلاثين، وقيل: أربع وثلاثين، وأربعمائة بنيسابور، والجويني نسبة إلى جوين -بضم الجيم، وفتح الواو، وسكون الياء- ناحية من نواحي نيسابور تشتمل على قرى مجتمعة.
المالكي١ وغيره من الحنابلة، ووافقهم الإمام الذهبي في تعمد الكذب في الحلال والحرام، ولعل مما يشهد لهم قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّه﴾ ٢ فقد نفت الآية الإيمان عمن يفتري الكذب على الله، والكذب على الرسول كذب على الله، قال تعالى: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ ٣.
وقال رسول الله ﷺ: «إن كذبا علي ليس ككذبٍ على أحد، فمن كذب عليَّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار» رواه البخاري ومسلم وغيرهما، وقد روى من طريق متكاثرة، حتى قال العلماء: إنه متواتر، ففي قوله: «إن كذبا علي ليس ككذب على أحد» ما يشعر بأن حكم الكذب عليه ليس كحكم الكذب على غيره، والكذب على غيره كبيرة، فيكون الكذب عليه أكثر من كبيرة، أو أكبر الكبائر.
وفي معنى الكذب على النبي ﷺ الكذب على الصحابة والتابعين، ولا سيما فيما لا مجال للرأي فيه مما لا يعرف إلا من المشرع؛ لأن له حكم المرفوع إلى النبي كما نبه على ذلك أئمة الحديث٤؛ وأيضا فبعض الفقهاء يعتبر قولهم حجة في التشريع، إلا أني لم أقف على من قال: إن الكذب عليهم كفر، وإنما الذي قال الجويني: إنما هو في الكذب على النبي ﷺ:
ولا يدخل في الكذب الرواية بالمعنى؛ لأنها إنما أجازها العلماء لعارف بالألفاظ ومدلولاتها معرفة دقيقة عالم بالشريعة ومقاصدها خبير بما يغير المعاني ويفسرها، فهي لم تخرج عند التحقيق عن مدلول اللفظ الأصلي.
هل تقبل رواية من كذب في الحديث وإن تاب؟:
ولما للكذب على رسول الله ﷺ من إفساد في الشريعة وإبطال في الدين: ذهب
١ هو الإمام أحمد بن محمد بن المنير الإسكندري المالكي قاضي الإسكندرية وعالمها المشهور المتوفى سنة ٦٨٣هـ وصاحب كتاب «الانتصاف على تفسير الكشاف».
٢ النحل: ١٠٥.
٣ النجم: ٣، ٤.
٤ هذا بالنسبة إلى ما يروى عن الصحابي، أما ما روي عن التابعين فهو مرفوع مرسل، وهناك شرط آخر؛ وهو ألا يكون الصحابي أو التابعي معروفا بالأخذ عن أهل الكتاب الذين أسلموا وإلا احتمل أن يكون من الإسرائيليات «نزهة النظر في شرح نخبة الفكر» للحافظ ابن حجر، التدريب للسيوطي ص ٦٣، ٦٤".
جمهور المحدثين إلى أن من كذب في حديث واحد فسق، وردت روايته، وبطل الاحتجاج بها، وإن تاب وحسنت توبته، ومن هؤلاء الأئمة: أحمد بن حنبل، وأبو بكر الحميدي والصيرفي، والسمعاني١.
قال أبو بكر الصيرفي: «كل من أسقطنا خبره من أهل النقل بكذب وجدناه عليه لم نعد لقبوله لتوبة تظهر» وقال أبو المظفر السمعاني: «من كذب في خبر واحد وجب إسقاط ما تقدم من حديثه».
وخالف في ذلك الإمام النووي، فقال: والمختار القطع بصحة توبته في هذا، وقبول رواياته بعدها، إذا صحت توبته بشروطها٢. والحق أن ما ذهب إليه النووي قوى من جهة الاستدلال، ولكن مذهب الجمهور أحوط للأحاديث، وأبعد من الريبة في الرواية، ومن ثم نرى: أن أئمة الحديث احتاطوا له غاية الاحتياط، فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خيرا.
حكم رواية الموضوعات والإسرائيليات الباطلة:
قال العلماء سلفا وخلفا: لا يحل رواية الحديث الموضوع في أي باب من الأبواب، إلا مقترنا ببيان أنه موضوع مكذوب، سواء في ذلك ما يتعلق بالحلال والحرام، أو الفضائل، أو الترغيب والترهيب أو القصص والتواريخ٣، ومن رواه من غير بيان وضعه فقد باء بالإثم العظيم، وحشر نفسه في عداد الكذابين، والأصل في ذلك: ما رواه الإمام مسلم في صحيحه، بسنده أن رسول الله ﷺ قال: «من حدث عني بحديث يرى أنه كذب، فهو أحد الكاذبين» ٤ وفي حكم الموضوعات الإسرائيليات التي ألصقت بالنبي زورا، وكذبا عليه.
١ علوم الحديث لابن الصلاح ص ١٢٨.
٢ صحيح مسلم بشرح النووي ج ١ ص ٧٠.
٣ علوم الحديث لابن الصلاح ص ١٠٩ والتدريب للسيوطي ص ٩٨.
٤ روي «يرى» بضم الياء بمعنى يظن، وبفتح الياء بمعنى يعلم فيشمل الوعيد من علم أو ظن وروي «الكاذِبَيْن» بصيغة المثنى بفتح الباء وكسر النون أي من وضعه ومن رواه؛ لأنه أذاعه وبصيغة الجمع بكسر الباء وفتح النون أي صار في عدادهم وواحدا منهم؛ لإشاعته الكذب على رسول الله ﷺ.
تحذير من يروي الموضوع المكذوب:
وقد حكم كثير من علماء الحديث وأئمته على من روى حديثا موضوعا من غير تنبيه إلى وضعه وتحذير الناس منه بالتعزير والتأديب، قال أبو العباس السراج: شهدت محمد بن إسماعيل البخاري، ودفع إليه كتاب من ابن كرام يسأله عن أحاديث، منها حديث الزهري عن سالم عن أبيه١ مرفوعا: «الإيمان لا يزيد ولا ينقص» فكتب محمد بن إسماعيل على ظهر كتابه: «من حدث بهذا استوجب الضرب الشديد، والحبس الطويل».
بل بالغ بعضهم، فأحل دمه، قال يحيى بن معين -وهو من كبار أئمة الجرح والتعديل- لما ذكر له حديث سويد الأنباري: "من عشق، وعف، وكتم، ثم مات مات شهيدا.
قال: هو حلال الدم٢!!
وقد سئل الإمام ابن حجر الهيثمي عن خطيب يرقى المنبر كل جمعة، ويروي أحاديث، ولم يبين مخرجيها ودرجتها فقال: ما ذكره من الأحاديث في خطبه من غير أن يبين رواتها، أو من ذكرها فجائز، بشرط أن يكون من أهل المعرفة بالحديث، أو ينقلها من مؤلفٍ صاحبُه كذلك.
وأما الاعتماد في رواية الأحاديث على مجرد رؤيتها في كتاب ليس مؤلفه من أهل الحديث، أو في خطب ليس مؤلفها كذلك، فلا يحل؛ ومن فعل عزر عليه التعزير الشديد، وهذا حال أكثر الخطباء؛ فإنهم بمجرد رؤيتهم خطبة فيها أحاديث حفظوها، وخطبوا بها من غير أن يعرفوا أن لتلك الأحاديث أصلا أم لا، فيجب على حكام كل بلد أن يزجروا خطباءها عن ذلك.
١ هو عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.
٢ من المؤسف المحزن أن بعض أهل الهوى والغرام، وبعض الكتاب الهدامين للأخلاق لا يزالون يرددون هذا الحديث المكذوب، فمن لهم بمثل يحيى بن معين يحل دماءهم؟!
ما أشبه الليلة بالبارحة:
أقول: لا يزال بعض الخطباء، ومقيمي الشعائر الدينية الذين ليس له علم بالحديث رواية ودراية، ولا سيما من لم يتأهلوا التأهل اللازم لمن يتولى الإمامة والخطابة، والذين لا يزالون يخطبون من الدواوين، أو يعتمدون في خطبهم على الكتب التي لا يُعتمد عليها في معرفة الأحاديث والتمييز بين صحيحها، وضعيفها، وموضوعها، والذين جعلوا غايتهم استرضاء الجماهير، فيذكرون لهم أحاديث في الترغيب والترهيب، وحكايات وقصصا مثيرة عجيبة، أغلب الظن أنها من وضع القصاص، وجهلة الزهاد الذين استجابوا ذلك، وكان جل هممهم تملق الجماهير، واستمالتهم بذكر المبالغات، والتهاويل والعجائب، والغرائب وما أجدر هذه الفئة بأن يحال بينها وبين الخطابة، والوعظ، والتذكير، حتى لا يسمموا أفكار الناس ويفسخوا القيم الدينية والخلقية الصحيحة، وتكون حجة على الإسلام لا حجة له، وأحب أن أقول لهؤلاء وأمثالهم: إن في الأحاديث الصحاح والحسان، والقصص الثابت الصحيح غنية عن الأحاديث الموضوعة أو الضعيفة والقصص، وجهلة الزهاد الذين استباحوا ذلك، وكان جل همهم تملق الجماهير، واستمالتهم بذكر المبالغات، والتهاويل والعجائب، والغرائب وما أجدر هذه الفئة بأن يحال بيها وبين الخطابة، والوعظ، والتذكير، حتى لا يسموا أفكار الناس ويفسخوا القيم الدينية والخلقية الصحيحة، وتكون حجة على الإسلام لا حجة له، وأحب أن أقول لهؤلاء وأمثالهم: إن في الأحاديث الصحاح والحسان، والقصص الثابت الصحيح غنية عن الأحاديث الموضوعة أو الضعيفة والقصص المكذوب لمن يريد أن يرقق القلوب ويستولي على النفوس، فليتق الله هؤلاء في الناس، وفي أنفسهم.
ومن الحق في هذا المقام أن أقول أيضا: إن الكثيرين من المدرسين الأزهريين والوعاظ، والمرشدين، والدعاة إلى الله، والأئمة والخطباء المؤهلين تأهيلا علميا سليما، في الأزهر، وجامعته والجامعات الإسلامية الأخرى لهم من علمهم، ووعيهم الديني والثقافي وسعة اطِّلاعهم ما يعصمهم من الوقوع في رواية الموضوعات والقصص الباطلة، والإسرائيليات الزائفة، وتحري الصدق والحق في رواية الأحاديث، وذكر الأقاصيص، وأخذهم أنفسهم بالرجوع في ذلك إلى كتب العلماء الثقات الحفاظ للحديث، أو الذين لهم علم به ودراية، وهو أثر من آثار النهضة العلمية الحديثة من يوم أن أنشئت الدراسات العليا التخصصية في كليات الجامع الأزهر الشريف، عمره الله بالعلم والعلماء.
فقد كان من شعب هذه الدراسات: «شعبة التفسير والحديث» منذ ما يقرب من نصف قرن، وقد أتى على هذه الشعب حين من الدهر كان الطلاب فيها يستوعبون كل ما كتب وأُلِّفَ في العلم الذي تخصصوا فيه، وكذلك كان هناك تخصص في "الدعوة
والإرشاد»، ويا ليت هذه التخصصات تعود كما كانت؛ مناهج، ودراسة.
وكذلك كان من أسباب هذه النهضة الحديثة: إنشاء دور «للحديث في مصر، وفي الحجاز وغيرهما من الأقطار الإسلامية شرقا وغربا، وظهور علماء في كل قطر إسلامي أحبوا دراسة الحديث وعلومه» وإنا لنرجو أن يعود للحديث وعلومه سيرته الأولى، ومجده الغابر فاللهُمَّ حقق.
متى نشأ الوضع في الحديث؟:
كان من أثر اتساع رقعة الإسلام: دخول كثير من أبناء الأمم المغلوبة فيه ومنهم الفارسي، ومنهم الرومي، ومنهم المصري، ومنهم المخلص للإسلام، ومنهم المنافق الذي يكن في نفسه الحقد على الإسلام ويتظاهر بحبه، ومنهم الزنديق الذي يسعى بشتى الوسائل لإفساده وتشكيك الناس فيه، ومنهم اليهودي الذي لا يزال مشدودا إلى يهوديته، ومنهم النصراني الذي لا يزال يحن إلى نصرانيته.
وقد انتهز أعداء الإسلام من المنافقين، والزنادقة، واليهود سماحة السيد الحيي: عثمان بن عفان رضي الله عنه ودماثة خلقه، فبذروا البذور الأولى للفتنة، فكان ابن سبأ اليهودي الخبيث يطوف في الأقاليم، ويولب عليه الناس، وقد أخفى هذه السموم التي كان ينفثها تحت ستار التشيع، وحب سيدنا علي، وآل البيت الكرام، فصار يزعم أن عليا رضي الله عنه هو وصي النبي، والأحق بالخلافة حتى من أبي بكر، وعمر رضي الله عنهما ووضع على النبي ﷺ حديثا: «لكل نبي وصي، ووصيِّي عليٌّ». لم يقف الأمر عند حد هذه الدعوة، بل ادعى ألوهيته، وقد طارده سيدنا عثمان، فهرب، فلما كان عهد سيدنا علي طارده وأحل دمه، فما كان ليرضى بهذه الدعوات الخبيثة التي يشنها هذا المغيظ المحنق على الإسلام والمسلمين.
ومما يؤسف له أن دعوته وجدت آذانا صاغية من بعض الأمة وبخاصة أهل مصر، وقد نجح هذا اليهودي الماكر في إثارة الفتة التي أطاحت برأس الخليفة الثالث: عثمان رضي الله عنه، وما إن تولى الخلافة سيدنا علي حتى وجد التركة مثقلة بالخلافات، فقد ناصبه أنصار عثمان العداوة من أول يوم، واستفحلت الفتنة، ووقعت حروب طاحنة، فني فيها كثيرون من خيرة المسلمين، وظهرت طائفة أخرى وهم الخوارج الذين لم يرتضوا
التحكيم بين على، ومعاوية، وكانت النهاية؛ أن أطاحت الفتنة ركنا آخر من أركان الإسلام، وهو الخليفة الرابع، وأضحت الأمة الإسلامية في فرقة واختلاف، ودب إليها داء الأمم قبلها، وتمخضت الفتنة عن شيعة١ ينتصرون لسيدنا علي، وعثمانية ينتصرون لسيدنا عثمان، وخوارج٢ يعادون الشيعة وغيرهم، ومروانية ينتصرون لمعاوية وبني أمية، وقد استباح بعض هؤلاء لأنفسهم أن يؤيدوا أهواءهم ومذاهبهم بما يقويها، وليس ذلك إلا في الحديث بأنواعه من أحكام، وتفسير، وسير، وغيرها.
وكان ذلك حوالي سنة أربعين للهجرة، وما زالت حركة الوضع تسير، وتتضخم حتى دخل بسببها على الحديث بلاء غير قليل، وهذا العصر هو ما يعرف بعصر صغار الصحابة وكبار التابعين.
روى الإمام مسلم في مقدمة صحيحه بسنده عن طاوس، قال: «جاء هذا إلى ابن عباس -يعني بشير بن كعب- فجعل يحدثه، فقال له ابن عباس: عد لحديث كذا، وكذا. فعاد له، ثم حدثه فقال له: عد لحديث كذا وكذا، فعاد له، فقال له: لا أدري أعرفت حديثي كله وأنكرت هذا، أم أنكرت حديثي كله، وعرفت هذا، فقال له ابن عباس: إن كنا نحدث عن رسول الله ﷺ إذا لم يكن يكذب عليه، فلما ركب الناس الصعب والذلول تركنا الحديث عنه».
وابن عباس توفي سنة ثمان وستين للهجرة.
وروى بسنده عن مجاهد، قال: "جاء بشير العدوي إلى ابن عباس، فجعل يحدِّث، ويقول: قال رسول الله ﷺ، فجعل ابن عباس لا يأذن٣ لحديثه، ولا ينظر إليه، فقال: يابن عباس: ما لي أراك تسمع لحديثي أحدثك عن رسول الله
١ هم أنصار سيدنا علي، وهم طوائف وفرق كثيرة وأخبث هذه الطوائف وأبعدهم عن الإسلام الرافضة الذين رفضوا إمامة الشيخين: أبي بكر، وعمر، بل وكفروهما وأعدل طوائف الشيعة وأقربهم إلى الإسلام الزيدية وهم يفضلون عليا على غيره، ولكنهم يجوزون إمامة المفضول مع وجود الأفضل.
٢ هم الذين خرجوا على علي رضي الله عنه بعد قبوله التحكيم بينه وبين معاوية وقالوا: لا حُكْم إلا لله، وقالوا بصحة خلافة أبي بكر، وعمر، وعثمان في سنيه الأولى قبل أن يغير ويبدل، وصحة خلافة علي قبل الرضا بالتحكيم، وهم من أصلب الطوائف في عقيدتهم وأكثرهم عبادة.
٣ أي لا يسمع.
ﷺ- ولا تسمع، فقال ابن عباس: إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلا يقول: قال رسول الله ﷺ ابتدرته أبصارنا، وأصغينا إليه بآذاننا، فلما ركب الناس الصعب والذلول لم نأخذ من الناس إلا ما نعرف».
وروى بسنده عن طاوس، قال: «أتي ابن عباس بكتاب فيه قضاء علي رضي الله عنه، فمحاه إلا قدر»١ وأشار سفيان بن عيينة بذراعه، وروى بسنده عن أبي إسحاق قال: «لما أحدثوا تلك الأشياء بعد علي رضي الله عنه قال رجل من أصحاب علي: قاتلهم الله، أي علم أفسدوا» قال الإمام النووي: أشار بذلك إلى ما أدخلته الروافض، والشيعة في علم علي -رضي الله عنه- وحديثه، وتقولوه عليه من الأباطيل وأضافوه إليه من الروايات، والأقاويل المفتعلة، والمختلقة٢.
وذكر الإمام الذهبي في «التذكرة»: عن خزيمة بن نصر، قال: «سمعت عليا بصفين يقول: قاتلهم الله، أي عصابة بيضاء سودوا وأي حديث من حديث رسول الله -ﷺ- أفسدوا»٣
وروى الإمام مسلم بسنده، عن سفيان بن عيينة، قال: سمعت رجلا سأل جابرا٤ عن قوله عز وجل: ﴿فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ﴾ فقال جابر: لم يجئ تأويل هذه!! قال سفيان: وكذب، فقلنا لسفيان: وما أراد بهذا؟ فقال: إن الرافضة تقول: إن عليًّا في السحاب، فلا نخرج مع من خرج من ولده، حتى ينادي منادٍ من السماء -يريد عليا أنه ينادي: اخرجوا مع فلان.
يقول جابر: فهذا تأويل هذه الآية، وكذب، كانت في إخوة يوسف صلى الله عليه وسلم٥ وهذا لون من ألوان الدس، والوضع في التفسير، وسيأتي من ذلك أمثلة لا تحصى.
١ أي قدر أي ذراع بدليل تفسير سفيان، والظاهر أنه كان درجا مستطيلا.
٢ صحيح مسلم بشرحه ج١ من ص ٨٠-٨٣.
٣ تذكرة الحفاظ ج ١ ص ١١ ترجمة سيدنا علي [ولعل مراده ما وضعه محبوه في مدحه، وما وضعه مبغضوه في ذمه] .
٤ أي ابن يزيد الجحفي الشيعي الغالي قال فيه الإمام أبو حنيفة: «ما رأيت أكذب من جابر الجحفي» والشيعة يعتبرونه من شيوخهم.
٥ صحيح مسلم بشرح النووي ص ١٠٢.
وروى بسنده عن ابن سيرين١ قال: «لم يكونوا يسألون عن الإسناد، فلما وقعت الفتنة قالوا: سموا لنا رجالكم، فينظر إلى أهل السنة، فيؤخذ حديثهم، وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم» وروى بسنده عن ابن المبارك قال: «بيننا وبين القوم القوائم»، يعني الإسناد٢.
قال الإمام النووي: ومعنى هذا الكلام: إن جاء بإسناد صحيح قبلنا حديثه، وإلا تركناه، فجعل الحديث كالحيوان؛ لا يقوم بغير إسناد، كما لا يقوم الحيوان بغير قوائم. إلى غير ذلك من الروايات التي تدل على ظهور الوضع بعد عصر الفتنة، وأن كبار أئمة الحديث والجرح والتعديل كانوا للحركة بالمرصاد.
عرض سريع لحركة الوضع:
في عصر التابعين ومن جاء بعدهم ضعفت الخاصية التي كانت في العصر الأول وهي: التثبت والتحري في الحديث، فكثرت الرواية وانتشر الحديث، وفشا الكذب على رسول الله ﷺ وبعض صحابته، وبعد أن كان الخلفاء الراشدون المهديون يدعون إلى التحوط، والتثبت في المرويات، أضحى الأمراء والخلفاء في شغل عن ذلك بالملك والسياسة.
وقد اشتدت الخصومة بين الأحزاب السياسية، وجاءت الدولة العباسية فتقرب إليها ضعفاء الإيمان بالاختلاق في فضائلها، والحط من شأن أعدائها، بل بلغ من بعضهم أنه كان يضع الأحاديث، أو يتزيد فيها، إرضاء لما يهوى بعض الخلفاء، وذلك كما حدث من أبي البختري الكذاب: فقد دخل وهو قاضٍ على الرشيد، وهو يطير الحمام، فقال له: هل تحفظ في هذا شيئا، فروى حديثا: «أن النبي كان يطير الحمام»، وقد أدرك الرشيد كذبه، وزجره، وقال: لولا أنك من قريش لعزلتك٣!! وكما حدث من
١ ابن سيرين ولد لسنتين من خلافة عثمان وتوفي سنة ١١٠، وهو من خيار التابعين.
٢ صحيح مسلم بشرح النووي ج١ ص ٨٤، ٨٨.
٣ ويا ليته عزله لينزجر، ويرعوي غيره.
غياث ابن إبراهيم أنه دخل على المهدي وهو يلعب بالحمام، فروى له حديث: «لا سبق إلا في نصل أو حافر، أو جناح»، فزاد «أو جناح» إرضاء للمهدي، وقد روي أن المهدي قال له وهو خارج: أشهد أن قفاك قفا كذاب، وأمر بذبح الحمام، والكذب هو اللفظ الأخير فحسب، أما أصل الحديث فثابت، رواه أحمد وأصحاب السنن الأربعة.
وكذلك كان لنشأة الفرق الكلامية وغيرها من أهل السنة ومعتزلة، ومرجئة، وجبرية، وجهمية وكرامية و..... أثر كبير في إذكاء حركة الوضع، فقد حاول ضعفاء الإيمان، وأرقاء الدين منهم أن يؤيدوا بعض مذاهبهم وآرائهم بالأحاديث، وقد وضعت أحاديث في نصرة بعض هذه المذاهب، أو في الرد على بعضها الآخر، بحيث لا يشك الناظر فيها أنها مختلقة موضوعة، وذلك مثل: ما روي: «الإيمان قول وعمل، ويزيد وينقص»، ومثل: «الإيمان قول، والعمل شرائعه لا يزيد ولا ينقص» ومثل: ما روي أن رسول الله ﷺ قال -وقد سئل عن الإيمان: هل يزيد وينقص، فقال: «لا، زيادته كفر، ونقصانه شرك» وإن أصبع الإرجاء لتظهر واضحة في مثل ما روي: «كما لا ينفع مع الشرك شيء، كذلك لا يضر مع الإيمان شيء»، إلى غير ذلك من الأحاديث التي يظهر عليها أثر الصنعة والاختلاق١، وكذلك كان للخلافات الفقهية أثر في إذكاء حركة الوضع، فوضعت أحاديث في فضائل بعض الأئمة، كما وضعت أحاديث أخرى في ذم بعضهم، وكذلك وضعت أحاديث في الاستشهاد لبعض الفروع الفقهية ليس عيها شيء من نور النبوة، وإنما أقرب إلى قواعد الأصوليين والفقهاء، وكتب التخاريج لبعض كتب الفقه فيها من ذلك شيء غير قليل.
وكذلك وجد القصاص وأمثالهم من جهلة المتصوفة الذين استجازوا وضع الأحاديث حسبة لله تعالى، «وسنرد عليهم فيما يأتي إن شاء الله تعالى»، وقد كان القصاص في كل عصر سبب شر كثير.
وكذلك جدت أحداث استغلت للوضع كفتنة خلق القرآن وكحركة الشعوبية٢،
١ اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للإمام السيوطي ج١ ص ٢٢ وما بعدها.
٢ الشعوبية: هم الذين يفضلون العجم على العرب، وقد نشأت في آخر العهد الأموي، وقويت في عهد الدولة العباسية.
والتعصب للجنس، أو اللون، أو اللغة، أو المكان، فوضعت أحاديث في تكفير من قال بخلق القرآن، وتفضيل العجم على العرب، وفي فضائل بعض الشعوب، وفي فضائل بعض الأقاليم والبلدان.
وقد استمرت حركة الوضع إلى عصور متأخرة، فابن الجوزي يذكر في كتبه ما كان من قصاص زمانه، وهذا هو: «الرتن الهندي» يدعي الصحبة في المائة السادسة للهجرة١، ويضع الأحاديث المكذوبة والسيوطي المتوفى سنة ٩١١هـ. يذكر ما ناله من بعض قصاص زمانه لما أنكر عليه رواية أحاديث موضوعة يدعي أنه سمعها، والشيخ اللكنوي الهندي يذكر: أنه اطلع على رسالته في: «تحريم التنباك»؛ وقد استدل فيها مؤلفها ببعض الأحاديث التي وضعها، مثل: «كل دخان حرام».
ومهما يكن من استمرار سوق الوضع قرونا، فقد ناهضها العلماء ولا سيما أئمة الحديث وجهابذته، الذين ألفوا الكتب، ودونوا الدواوين: وميزوا فيها بين الصحيح، والحسن، والضعيف، والموضوع وكذلك وضعوا في التنصيص على الأحاديث الموضوعة كتبا لا يحصيها العد، وكشفوا عن عوارها، وحذروا الناس من الاغترار بها، فجازاهم الله أعظم ما جازى علماء أمة.
١ اقرأ ما كتب عنه في كتب الرجال لترى العجب العجاب. انظر «ميزان الاعتدال» و«لسان الميزان» للحافظ ابن حجر.
جـ التفسير:
التفسير لغة: مصدر فسره بتشديد السين مأخوذة من الفسر بمعنى البيان يقال: فَسَرت الكتاب «بتخفيف السين» أفسره فسرا وفسَّرته بالتشديد أفسره تفسيرا، وقيل: هو مقلوب من السفر بتقديم الفاء على السين مثل الجذب، والجبذ والمعنى واحد يقال: أسفر الصبح إذا أضاء ففيه معنى الكشف والتوضيح، وقيل: مأخوذ من التفسرة وهي: اسم لما يعرف به الطبيب المرض.
وأما في الاصطلاح: فقد اختلفت أساليب العلماء في تعريفه.
فمنهم من أطال في تعريفه فقال: هو علم نزول الآيات، وشئونها وأقاصيصها، والأسباب النازلة فيها، ثم ترتيب مكيها، ومدنيها وبيان محكمها، ومتشابهها، وناسخها،
ومنسوخها، وخاصها، وعامها، ومطلقها، ومقيدها، ومجملهان ومفسرها، وحلالها وحرامها ووعدها، ووعيدها، وأمرها، ونهيها، وعِبَرها، وأمثالها ونحو ذلك١.
ومنهم من توسط كأبي حيان في البحر المحيط فقال في تعريفه: علم يبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن، ومدلولاتها، وأحكامها الإفرادية، والتركيبية، ومعانيها التي تحمل عليها حالة التركيب وتتمات لذلك، ثم أخذ في شرح تعريفه٢.
وهذا التعريف غير جَلِيٍّ ولا واضح، وكذلك لم يصرح بالغرضين الأهمين اللذين نزل لهما القرآن: وهما: كونه كتاب الهداية البينة التي هي أوضح الهدايات، وأقومها، والتي لو اتبعها البشر لحققت لهم السعادتين: الدنيوية والأخروية.
والكتاب السماوي المعجز، فهو المعجزة العظمى والآية الكبرى الباقية على وجه الدهر لنبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه.
وقال الزركشي في البرهان: التفسير: علم يفهم به كتاب الله المنزل على نبيه محمد ﷺ وبيان معانيه واستخراج أحكامه، وحِكَمِه، واستمداد ذلك من علم اللغة، والنحو، والتصريف وعلم البيان وأصول الفقه والقراءات ويحتاج لمعرفة أسباب النزول والناسخ والمنسوخ٣.
وهذا التعريف أوضح، وأيسر من التعريفين السابقين، وأدل على الغرضين الأهمين، اللذين ذكرناهما آنفا.
ومن العلماء من أوجز في التعريف، فقال: هو علم يبحث فيه عن أحوال القرآن الكريم؛ من حيث دلالته على مراد الله تعالى بقدر الطاقة البشرية٤.
[وأزيد في التعريف فأقول: ومن حيث كونه المعجزة العظمى لنبينا محمد ﷺ] . والمراد بأحوال القرآن الكريم من حيث كونه كتاب الهداية الأقوم، وكتاب العربية الأكبر، والمعجزة الخالدة لنبينا محمد ﷺ.
[ويدخل في ذلك كل ما يتوقف عليه معرفة ذلك من العلم بأسباب النزول، ومناسبات
١ الإتقان في علوم القرآن ج ٢ ص ١٧٤.
٢ البحر المحيط ج١ المقدمة.
٣ البرهان ج١ بحث التفسير.
٤ منهج الفرقان في علوم القرآن ج ٢ ص ٦. مناهل العرفان في علوم القرآن ج ١ ص ٤٠٦ ط الأولى.
الآيات، والمكي والمدني، والمحكم والمتشابه، والناسخ والمنسوخ وغيرها] . كل ما يحتاج إليه المفسر من العلوم فهي وسائل لتحقيق هذين الغرضين الأكبرين، ثم إن المفسر حينما يفسر القرآن الكريم سواء أكان بالتفسير بالمأثور، أم بالاجتهاد والرأي المقبول لا يمكنه الجزم والقطع بأن هذا مراد الله تبارك وتعالى، فمن ثَمَّ كان الجزء الأخير في التعريف: «بقدر الطاقة البشرية» احتراسا لا بد منه، ولا يتأتى هذا القطع إلا لنبي مرسل يوحى إليه من ربه، وأما غيره فلا.
والمناسبة بين هذه التعاريف الاصطلاحية، والمعاني اللغوية للكلمة ظاهرة، ولا سيما على المعنيين اللغويين الأولين؛ فإن التعاريف تدور على معنى التبيين، والتوضيح والظهور بعد الخفاء.
وأما على المعنى الثالث: فلأن المفسر كأنه يسبر المعاني بمسبار١ الطبيب الماهر، ويختبرها بمخابره العلمي، حتى يتضح له المراد.
التأويل:
التأويل لغةً: أصله من الأول، وهو الرجوع، فكأن المؤول للآية رجع بها إلى ما تحتمله من المعاني.
وقيل: مأخوذ من الإيالة وهي السياسة، كأن المؤول للكلام ساسه، وتناوله بالمحاورة والمداورة حتى وصل إلى المراد منه.
أما معناه في الاصطلاح: فقد قال أبو عبيد القاسم بن سلام، وطائفة من العلماء: هما بمعنى، وعلى هذا: فيعرف بما عرف به التفسير.
وقد أنكر ذلك بعض العلماء، بل بالغوا في الإنكار.
وقال الراغب الأصفهاني في «مفرداته»: التفسير أعم من التأويل وأكثر استعمالاته في الألفاظ ومفرداتها، وأكثر استعمال التأويل في المعاني والجمل، وأكثر ما يستعمل في الكتب الإلهية، وأما التفسير فيستعمل فيها وفي غيرها.
[وقال غيره: التفسير بيان لفظ لا يحتمل إلا وجهًا واحدًا. والتأويل: توجيه لفظ
١ شيء من فتيل، أو آلة توضع في الجرح؛ ليتعرف غوره، وقد توسع فيها حتى شملت كل ما يتعرف به على الخفي الغامض: داء أو غيره.
متوجه إلى معانٍ مختلفة إلى واحد منها، بما ظهر من الأدلة.
وقال الماتريدي: التفسير: القطع على أن المراد من اللفظ هذا، والشهادة على الله أنه عني بهذا اللفظ هذا؛ فإن قام دليل مقطوع به فصحيح، وإلا فهو تفسير بالرأي، وهو المنهي عنه. والتأويل: ترجيح أحد المحتملات بدون القطع والشهادة على الله] . وقال أبو طالب التغلبي: التفسير: بيان وضع اللفظ إما حقيقة أو مجازا، كتفسير الصراط بالطريق، والصيب بالمطر، والتأويل: تفسير باطن اللفظ مأخوذ من الأول، وهو الرجوع لعاقبة الأمر، فالتأويل إخبار عن حقيقة المراد، والتفسير، إخبار عن دليل المراد؛ لأن اللفظ يكشف عن المراد، والكاشف دليل، مثاله قوله تعالى: ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَاد﴾ تفسيره: أنه من الرصد، يقال: رصدته إذا رقبته، والمرصاد: مفعال منه، وتأويله: التحذير من التهاون بأمر الله، والغفلة عن الأهبة والاستعداد للعرض عليه: [وقواطع الأدلة تقتضي بيان المراد منه على خلاف وضع اللفظ في اللغة] .
وقال بعض العلماء: التفسير: يتعلق بالرواية، أي التفسير بالمأثور، والتأويل: يتعلق بالدراية؛ أي التفسير بالرأي والاجتهاد١.
ومهما يكن من شيء فقد شاع واشتهر أن التفسير أعم من أن يكون بالمأثور، أو بالرأي والاجتهاد، وأعم من أن يكون متعلقا باللفظ أو بالمعنى، وقد أصبح في ذلك حقيقة عرفية، وهذا ما سأسير عليه في هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.
الحاجة إلى علم التفسير:
علم تفسير القرآن من العلوم المهمة التي يجب على الأمة تعلمها وقد أوجب الله على الأمة حفظ القرآن، وكذلك أوجب عليهم فهمه وتدبر معانيه، قال تعالى: ﴿أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا﴾ ٢، وقال: ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ ٣، وقال: ﴿أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ ٤، فقد دلت الآية الثانية على أنه أنزل للتدبر، وحثت الآيتان الأخريان على تدبره، وتدبر القرآن بدون فهم معانيه غير ممكن، وفهم معانيه إنما يكون بمعرفة تفسيره، فتفسير القرآن فرض على الأمة، ولكنه فرض كفائي بمعنى: إذا قام
١ الاتفاق في علوم القرآن ج ٢ ص ١٧٣.
٢ النساء ٨٢.
٣ سورة ص ٢٩.
٤ محمد: ٢٤.
به أهل العلم المتأهلون له من الأمة الإسلامية سقط عن الباقين.
والله سبحانه وتعالى إنما يخاطب كل قوم بما يفهمونه ولذلك أرسل كل رسول بلسان قومه، وأنزل كتابه بلغتهم، وقد نزل القرآن بلسان عربي مبين، في وقت بلغ فيه العرب الغاية في الفصاحة والبلاغة وكانوا يعرفون ظواهره وأحكامه، وأما دقائق معانيه وحقائق تأويله: فإنما كان يظهر لهم بعد البحث، والنظر، والتأمل، وما كان يخفى عليهم منه، أو يشكل، كانوا يسألون عنه النبي ﷺ وذلك كسؤالهم له لما نزل قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُون﴾ ١ فقالوا: وأينا لم يظلم؟ وفزعوا إلى النبي ﷺ، فبين لهم أن المراد بالظلم الشرك، واستدل عليه بقوله تعالى: ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيم﴾ ٢ وكبيانه للسيدة عائشة رضي الله عنها أن المراد بالحساب اليسير في قوله تعالى: ﴿فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا﴾ ٣: العرض أي: استعراض الأعمال من غير مناقشة، وكقصة عدي بن حاتم في الخيط الأبيض، والخيط الأسود، وظنه أن المراد الحقيقة، حتى بين له النبي ﷺ أن المراد بالخيط الأبيض بياض النهار، وبالخيط الأسود سواد الليل، إلى نحو ذلك مما خفي عليهم، ونحن محتاجون إلى مثل ما كانوا محتاجين إليه، بل وزيادة عما كانوا محتاجين إليه؛ لقصورنا عنهم في العلم باللغة، وأساليبها، والبلاغة وأسرارها، والعلم بأسباب النزول، والفقه في الدين، ومعرفة الحلال والحرام، والناسخ والمنسوخ، والمحكم والمتشابه.
وقد بين لهم النبي معاني القرآن، كما بين لهم ألفاظه، قال تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُون﴾ ٤، فمن ثم حفظوا ألفاظه، وفهموا معانيه، وفقهوا أحكامه.
قال أبو عبد الرحمن السلمي٥: حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن كعثمان بن عفان، وعبد الله بن مسعود، وغيرهما أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي ﷺ عشر آيات، لم
١ الأنعام ٨٢.
٢ لقمان: ١٣.
٣ الانشقاق: ٨.
٤ النحل: ٤٤
٥ هو عبد الله بن حبيب بن رُبَيِّعَة «بضم الراء وفتح الباء وتشديد الياء المكسورة» السُلَمي «بضم السين» الكوفي التابعي. الجليل.
يتجاوزوها حتى يعلموا ما فيها من العلم والعمل، قالوا: فتعلمنا القرآن، والعلم، والعمل جميعا، وهذا النص يبين لنا منهج المسلمين الأولين في موقفهم من القرآن، وأنهم كانوا يجمعون إلى الحفظ: العلم، والعمل.
ولذلك: كانوا يبقون مدة طويلة في حفظ السورة الواحدة وهذا هو السر في أن ابن عمر رضي الله عنهما أقام على حفظ البقرة ثماني سنين، أخرجه مالك في الموطأ، وروي عن أنس، قال: «كان الرجل منا إذا قرأ البقرة وآل عمران جد١ في أعيننا» رواه أحمد في مسنده٢.
وكذلك جاء عن السلف الصالح؛ الصحابة فمن بعدهم، فقد أخرج ابن أبي حاتم وغيره من طريق ابن أبي طلحة، عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ ٣ قال في تفسير الحكمة: المعرفة بالقرآن: ناسخه، ومنسوخه ومحكمه، ومتشابهه، ومقدمه، ومؤخره، وحلاله، وحرامه، وأمثاله.
وأخرج أيضا عن أبي الدرداء في قوله: ﴿يُؤْتِي الْحِكْمَة﴾، قال: قراءة القرآن والفكرة فيه، وأخرج ابن أبي حاتم عن عمرو بن مرة قال: «ما مررت بآية في كتاب الله لا أعرفها إلا أحزنتني؛ لأني سمعت الله يقول: ﴿وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ﴾ ٤.
وأخرج أبو عبيد عن الحسن» قال: «ما أنزل الله آية إلا وهو يحب أن يعلم فيما أنزلت، وما أراد بها».
فالواجب على الأمة الإسلامية حفظ القرآن، وفهم معانيه، ومعرفة تفسيره معرفة لا تشوبها الإسرائيليات، ولا الموضوعات والأباطيل، والتزامه سلوكا وعملا من الأفراد والجماعات في كل شأن من شئون الحياة، وبذلك يستعيدون مجدهم الغابر" وعزتهم التي
١ أي عظم وجل.
٢ رسالة في أصول التفسير ص ٦.
٣ البقرة: ٢٦٩.
٤ العنكبوت: ٤٣.
نوه الله بها في القرآن الكريم حيث قال: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ﴾ ١، وأرضهم السليبة، وسلطانهم المرهوب في الأرض.
التفسير من أشرف العلوم:
والعلم بالتفسير من أشرف العلوم الشرعية، وأجلها؛ فالشيء إنما يشرف إما بشرف موضوعه وإما من جهة غايته والغرض منه، وإما من جهة الحاجة إليه.
وموضوع علم التفسير هو: كلام الله، أشرف الكلام، وأصدقه، وهو أصل الدين، ومنبع الصراط المستقيم، وينبوع كل حكمة، ومعدن كل فضل.
وغايته هي: الاعتصام بالعروة الوثقى، والوصول إلى السعادتين: الدنيوية والأخروية.
وأما شدة الحاجة إليه: فلأن كل كمال ديني أو دنيوي، عاجل، أو آجل، مفتقر إلى العلوم الشرعية، والمعارف الدينية وهي: متوقفة على العلم بكتاب الله سبحانه وتعالى.
العلوم التي لا بد منها للمفسر:
وهاك ما قاله الإمام السيوطي في الإتقان: مع زيادة التوضيح، وحسن التصرف: قال بعض العلماء: اختلف الناس في تفسير القرآن: هل يجوز لكل أحد الخوض فيه؟ فقال قوم: لا يجوز لأحد أن يتعاطى تفسير شيء من القرآن، وإن كان عالما، أديبا، متسعا في معرفة الأدلة، والفقه، والنحو، والأخبار، والآثار، وليس له إلا أن ينتهي إلى ما روي عن النبي ﷺ في ذلك.
ومنهم من قال: يجوز تفسيره لمن كان جامعا للعلوم التي يحتاج المفسر إليها، وهي خمسة عشر علما:
«أحدها»: اللغة؛ لأن بها يعرف شرح مفردات الألفاظ ومدلولاتها بحسب الوضع، قال مجاهد: "لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكلم في كتاب الله، إذا
١ المنافقون: ٨.
لم يكن عارفا بلغات العرب، قال الإمام مالك: لا أوتى برجل غير عالم بلغة العرب يفسر كتاب الله إلا جعلته نكالا»، أقول: والمراد: العلم باللغة الواسع، المتعمق، ولا يكتفى باليسير منه، فقد يكون اللفظ مشتركا، وهو يعلم أحد المعنيين، ويكون المراد الآخر، وكذلك العلم بالفروق اللغوية. والعلم باللغة، نثرها ونظمها من الأسباب التي مكنت لابن عباس أن يكون حبر القرآن، ورأس المدرسة المكية التي هي آصَلُ المدارس التفسيرية.
«الثاني»: النحو لأن المعنى يتغير ويختلف باختلاف الإعراب، فلا بد من اعتباره. أخرج أبو عبيد عن الحسن -أي البصري: أنه سئل عن الرجل يتعلم العربية يلتمس بها حسن المنطق، ويقيم بها قراءته؟ فقال: حسن فتعلمها؛ فإن الرجل يقرأ الآية فيَعْيَى بوجهها، فيهلك فيها.
أقول: ومن لم يعرف النحو فربما يقع في أخطاء فاحشة، قد تؤدي إلى الكفر، ومثل ذلك الرجل الذي قرأ قوله تعالى: «إِنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولِهِ» بجر «رسوله» فكاد يقع في الكفر وهو لا يعلم، فكان هذا من الأسباب الحاملة على وضع علم النحو١.
«الثالث» علم التصريف؛ لأن به تعرف أبنية الكلمات والصيغ قال ابن فارس: ومن فاته علمه فاته المعظم؛ لأن «وجد» مثلا كلمة مبهمة، فإذا صرفناها اتضحت بمصادرها؛ فإنها تستعمل في العثور على الدابة، وفي الحصول على المطلوب، وفي الغضب، وفي الغنى، وفي الحب، وإنما تتميز بالمصادر، يقال: وجد ضالته وِجدانا بكسر الواو، ومطلوبه وُجودًا بضمها، وفي الغضب موجدة بكسر الجيم، وفي الغنى وُجْدًا بضم الواو، وفي الحب وَجْدًا بفتح الواو٢.
وقال الزمخشري في تفسيره: من بدع التفاسير قول من قال: إن الإمام في قوله تعالى: ﴿يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ﴾ ١ أنه جمع «أُمٍّ» وأن الناس يدعون يوم القيامة بأمهاتهم دون آبائهم. قال: وهذا جهل أوجبه جهله بالتصريف؛ فإن أُمّ لا تجمع على إمام، وصدق الزمخشري رحمه الله، فهذا من بدع التفاسير حقا.
«الرابع» علم الاشتقاق؛ لأن الاسم إذا كان اشتقاقه من مادتين اختلف المعنى باختلافهما، كالمسيح٢: أهو من السياحة، أو المسح، فمن الأول يسمى المسيح مسيحا؛ لكثرة سياحته، وأما من الثاني: فلأنه كان لا يمسح على ذي عاهة إلا بَرَأَ بإذن الله تعالى ومثل ذلك أيضا النبي، أهو من النبأ بمعنى الخبر، فهو مخبر بكسر الباء عن الله، أو مخبر بفتح الباء منه أو هو من النبوة بمعنى الرفعة، وليس من شك في أن المعنى يتغير بتغير أصل الاشتقاق.
١ تفسير روح المعاني للألوسي ج ١٠ ص ٤٧.
٢ نقله ابن الصلاح في مقدمته ص
١٦٧ عن المعافى بن زكريا النهرواني، وقد بيَّن العراقي في تعليقاته على
المقدمة أن هذه المصادر ليست موضع اتفاق وهو الحق، كما يعلم ذلك من مراجعة
«القاموس» و«لسان العرب» فلعل مراد هذا القائل أن ذلك هو الغالب والكثير في
الاستعمال.
"Ketiga": Ilmu sharaf; karena dengannya dikenal abniyah kata dan shighah-shighah. Ibnu Farish berkata: Siapa yang melewatkan ilmunya melewatkan kebanyakan; karena "wajada" misalnya kata yang samar, maka jika disharaflah menjadi jelas dengan mashdarih; karena digunakan dalam menemukan binatang, dalam mendapatkan yang dicari, dalam marah, dalam kaya, dalam cinta, dan dibedakan dengan mashdar. Dikatakan: Wajada dhāllatahu wijdānan dengan kasrah waw, dan matlūbahu wujūdan dengan dhammahnya, dalam marah mawjūdatan dengan kasrah jim, dalam kaya wujdan dengan dhammah waw, dalam cinta wajdan dengan fathah waw.2
Az-Zamakhshari berkata dalam tafsirnya: Dari bid'ah tafsir adalah ucapan siapa yang katakan: Imam dalam firman Allah: ﴿Pada hari Kami panggil setiap umat dengan imamnya﴾1 adalah jamak dari "umm", dan orang dipanggil pada hari kiamat dengan ibu-ibu mereka bukan ayah-ayah mereka. Ia katakan: Ini kebodohan yang disebabkan kebodohannya dalam sharaf; karena umm tidak dijama' pada imam. Benar Az-Zamakhshari rahimahullah, ini benar-benar bid'ah tafsir.
"Keempat": Ilmu isytiqaq; karena nama jika asalnya dari dua bahan berbeda maknanya dengan perbedaannya, seperti Al-Masih:2 Apakah dari siyahah atau masaha, dari yang pertama disebut Masih karena banyak siyahnya, dan dari yang kedua: Karena tidak menyentuh orang sakit kecuali sembuh dengan izin Allah ta'ala. Dan seperti itu juga An-Nabi, apakah dari an-naba' berarti berita, maka ia pemberita dengan kasrah ba' dari Allah, atau pemberita dengan fathah ba' daripadanya, atau dari an-nubuwwah berarti kemuliaan. Tidak diragukan bahwa makna berubah dengan perubahan asal isytiqaq.
1 Tafsir Ruh Al-Ma'ani karya Al-Alusi jilid 10 hlm. 47.
2
Diriwayatkan Ibnu Shalah dalam muqaddimahnya hlm. 167 dari Al-Ma'afā bin
Zakariya An-Nahrawani, dan Al-Iraqi jelaskan dalam ta'liqatnya pada
muqaddimah bahwa mashdar-mashdar ini bukan kesepakatan dan itu benar,
seperti yang diketahui dari merujuk "Al-Qamus" dan "Lisan Al-Arab."
Mungkin maksud pembicara itu adalah yang umum dan banyak dalam
penggunaan.
«الخامس، والسادس، والسابع»: علوم المعاني، والبيان والبديع؛ لأنه يعرف بالأول خواص تراكيب الكلام من جهة إفادتها المعاني، وبالثاني خواصها من حيث اختلافها بحسب وضوح الدلالة وخفائها، وبالثالث وجوه تحسين الكلام، وهذه العلوم الثلاثة هي علوم البلاغة، وهي من أعظم أركان المفسر؛ لأنه لا بد له من أن يعلم ما يقتضيه الإعجاز، وإنما يدرك بهذه العلوم.
وقال السكاكي: أعلم أن شأن الإعجاز عجيب، يدرك ولا يمكن وصفه، كاستقامة الوزن تدرك ولا يمكن وصفها، وكالملاحة، ولا طريق لتحصيله لغير ذوي الفطرة السليمة إلا التمرن على علمى المعاني والبيان.
أقول: وتعلم البلاغة بالطريقة التي وضعها السكاكي وأمثاله ممن قَعَّدوا القواعد، وفلسفوها، لا تكون ملكة، ولا تربي ذوقا، وكثير ممن درس البلاغة على هذا النحو الجاف لا يستطيع أن يكتب صحيفة، أو يحبر مقالا رائقا مشرقًا، يأخذ بمجامع القلوب، ويستولي على النفوس، فضلا عن كتاب.
"Kelima, keenam, ketujuh": Ilmu ma'ani, bayan, dan badi'; karena dengan yang pertama dikenal khawash konstruksi kalam dari segi pembawaan maknanya, dengan yang kedua khawashnya dari perbedaan menurut kejelasan dalalah dan kerahasiaannya, dengan yang ketiga cara-cara memperindah kalam. Ilmu-ilmu ketiga ini adalah ilmu balaghah, dan dari pilar terbesar mufassir; karena wajib baginya mengetahui apa yang diwajibkan mukjizat, dan dicapai dengan ilmu-ilmu ini.
As-Sakaki berkata: Ketahuilah bahwa urusan mukjizat aneh, dicapai tapi tidak bisa dijelaskan, seperti keseimbangan irama dicapai tapi tidak bisa dijelaskan, dan seperti kepilotan, dan tidak ada jalan untuk mendapatkannya bagi yang bukan pemilik fitrah selamat kecuali latihan pada ilmu ma'ani dan bayan.
Saya katakan: Belajar balaghah dengan cara yang ditetapkan As-Sakaki dan semisalnya yang menetapkan qawa'id dan memfilsufkannya, tidak menjadi kemampuan, dan tidak membina selera, dan banyak yang belajar balaghah dengan cara kering ini tidak mampu menulis halaman atau artikel yang indah cerah yang menarik hati dan menguasai jiwa, apalagi buku.
وإنما الذي يجدي في تكوين الملكة، وتربية الذوق البلاغي، وإرهاف الحس الأدبي، هو: مزاولة الجيد من القول، والبليغ من كلام العرب نثرا ونظما، والمقارنة والموازنة بين الأساليب وطرق البيان، وكثرة المدارسة والممارسة لكلام البلغاء والفصحاء، وهي طريقة الإمام عبد القاهر الجرجاني ومدرسته، وذلك كما صنع في كتابيه الجليلين: «دلائل الإعجاز» و«أسرار البلاغة»، حينئذ يتسهل على المفسر لكتاب الله إدراك ما فيه من فصيح الكلام، وبليغ المعاني وأسرار الإعجاز، وما أحسن ما قاله ابن أبي الحديد في هذا، قال: اعلم أن معرفة الفصيح والأفصح، والرشيق والأرشق من الكلام أمر لا يدرك إلا بالذوق، ولا يمكن إقامة الدلالة عليه، وهو بمنزلة جاريتين: إحداهما بيضاء مشربة بحمرة، دقيقة الشفتين، نقية الثغر، كحلاء العين، أسيلة الخد، دقيقة الأنف معتدلة القامة، والأخرى دونها في هذه الصفات والمحاسن، لكنها أحلى في العيون والقلوب منها، ولا يدرى سبب ذلك، ولكنه يعرف بالذوق والمشاهدة، ولا يمكن تعليله، وهكذا الكلام!! نعم يبقى الفرق بين الوصفين، إن حسن الوجوه، وملاحتها، وتفضيل بعضها على بعض يدركه كل من له عين صحيحة، وأما الكلام: فلا يدرك إلا بالذوق، وليس كل من اشتغل بالنحو، واللغة، والفقه، يكون من أهل الذوق، وممن صلح لانتقاد الكلام، وإنما أهل الذوق هم الذين اشتغلوا بعلم البيان، وراضوا أنفسهم بالرسائل، والخطب، والكتابة والشعر، وصارت لهم بذلك دراية، وملكة تامة، فإلى هؤلاء ينبغي أن يرجع في معرفة الكلام وفضل بعضه على بعض.
Yang bermanfaat dalam membentuk kemampuan dan membina selera balaghi, dan mempertajam indera adabi adalah: Mengamalkan yang baik dari ucapan dan kalam Arab yang fasih nashr dan nazm, membandingkan dan menyeimbangkan gaya-gaya dan cara bayan, banyak latihan dan praktik kalam para baligh dan fashih. Ini cara Imam Abd Al-Qahir Al-Jurjani dan madrasahnya, seperti yang ia lakukan dalam dua kitab agungnya: "Dala'il Al-I'jaz" dan "Ashrar Al-Balaghah." Saat itu memudahkan bagi mufassir Kitab Allah mencapai apa yang ada di dalamnya dari kalam fasih, makna baligh, rahasia mukjizat. Betapa baik apa yang dikatakan Ibnu Abi Al-Hadid tentang ini, ia katakan: Ketahuilah bahwa pengetahuan fasih dan paling fasih, ringan dan paling ringan dari kalam adalah hal yang hanya dicapai dengan selera, dan tidak bisa didirikan dalil padanya, dan ia seperti dua gadis: Salah satunya putih bercampur merah, bibir tipis, mulut bersih, mata berbintik, pipi lembut, hidung tipis seimbang badan. Yang lain kurang dari sifat dan keindahan ini, tapi lebih manis di mata dan hati daripadanya, dan tidak diketahui sebabnya, tapi dikenali dengan selera dan penglihatan, dan tidak bisa dijelaskan. Demikian kalam!! Ya, tetap ada perbedaan antara dua deskripsi, bahwa keindahan wajah dan kemanisannya, dan superioritas sebagian atas sebagian dicapai oleh siapa pun yang memiliki mata yang sehat. Adapun kalam: Hanya dicapai dengan selera, dan bukan setiap yang sibuk dengan nahwu, bahasa, fiqh, menjadi ahli selera, dan yang layak mengkritik kalam. Ahli selera adalah yang sibuk dengan ilmu bayan, merasa puas dengan risalah, khutbah, penulisan, dan syi'r, sehingga menjadi pemahaman dan kemampuan sempurna bagi mereka. Kepada mereka yang harus dirujuk dalam pengetahuan kalam dan superioritas sebagian atas sebagian.
١ الإسراء: ٧١.
٢ فهو على الأول فعيل بمعنى فاعل، وعلى الثاني فعيل بمعنى مفعول.
1 Surah Al-Isra': 71.
2 Pada yang pertama fa'il berarti fa'il, pada yang kedua fa'il berarti maf'ul.
وقال الزمخشري: من حق مفسر كتاب الله الباهر، وكلامه المعجز أن يتعاهد بقاء النظم على حسنه، والبلاغة على كمالها، وما وقع به التحدى سليما من القادح.
أقول: والزمخشري: من خير إن لم يكن خير من له في إدراك إعجاز القرآن باع طويل، وخير من أفصح عن أسرار إعجاز القرآن الكريم بطريقة العرب الفصحاء البلغاء، لا بطريقة أهل الفلسفة والكلام.
Az-Zamakhshari berkata: Dari hak mufassir Kitab Allah yang menakjubkan, dan kalam mukjizat bahwa ia memeriksa kekekalan nazm atas keindahannya, balaghah atas kesempurnaannya, dan apa yang ditantang dengannya bebas dari cela.
Saya katakan: Az-Zamakhshari dari yang terbaik jika bukan terbaik yang memiliki pengertian panjang dalam mencapai mukjizat Al-Qur'an, dan paling fasih tentang rahasia mukjizat Al-Qur'an al-Karim dengan cara Arab fashih baligh, bukan cara ahli falsafah dan kalam.
«الثامن»: علم القراءات؛ لأنه به يعرف كيفية النطق بألفاظ القرآن الكريم، وبالقراءات يترجح بعض الوجوه المحتملة على بعض.
«التاسع»: علم أصول الدين؛ ليعرف وهو يفسر القرآن ما يجب لله وما يستحيل عليه، وما يجوز له، وليعرف الفرق بين العقائد والشرائع، وما هو من أصول الدين، وما هو من فروعه.
«العاشر»: علم أصول الفقه؛ لأن به يعرف وجه الاستدلال على الأحكام، وطريقة استنباطها من النصوص.
«الحادي عشر»: علم أسباب النزول، وعلم القصص والأخبار؛ لأن بمعرفة سبب النزول يعرف المعنى المراد من الآية، كما أنه يزيل الإشكال عن بعضها، ويبين بعض حكم الله في التشريع، وبعلم القصص يعلم ما هو من الإسرائيليات التي دست في الرواية الإسلامية، وما ليس منها وما هو حق، وما هو باطل.
"Kedelapan": Ilmu qira'at; karena dengannya dikenal bagaimana pengucapan lafaz Al-Qur'an al-Karim, dan dengan qira'at beberapa wajah kemungkinan diringankan atas yang lain.
"Yang kesembilan": Ilmu ushul din; agar ketika menafsirkan Al-Qur'an ia tahu apa yang wajib bagi Allah, apa yang mustahil atas-Nya, apa yang mungkin bagi-Nya, dan membedakan antara aqidah dan syariat, apa yang dari ushul din, apa yang dari furu'.
"Yang kesepuluh": Ilmu ushul fiqh; karena dengannya dikenal cara istidlal atas hukum, dan cara istinbathnya dari nash.
"Yang kesebelas": Ilmu sebab turun, ilmu qishash dan akhbar; karena dengan pengetahuan sebab turun dikenal makna yang dimaksud dari ayat, seperti itu menghilangkan kesulitan dari sebagiannya, dan menjelaskan sebagian hukum Allah dalam tasyri'. Dengan ilmu qishash diketahui apa yang dari Isra'iliyyat yang dicampur dalam riwayat Islam, apa yang bukan darinya, apa yang benar, apa yang batil.
«الثاني عشر»: علم الناسخ والمنسوخ، وهو مهم للمفسر، وإلا وقع في خطأ كبير.
«الثالث عشر»: علم الفقه؛ إذ به يعرف مذاهب الفقهاء، ومن احتج منهم بالآية ومن لم يحتج بها، وطريقة كل منهم في فهم الآية والأخذ بها، أو الإجابة عنها.
«الرابع عشر»: علم الأحاديث والسنن والآثار المبينة؛ لتفصيل المجمل، وتوضيح المبهم، وتخصيص العام، وتقييد المطلق، إلى غير ذلك من وجوه بيان السنة للقرآن.
«الخامس عشر»: علم الموهبة، وهو علم يورثه الله تعالى من عمل بما علم، وإليه الإشارة بحديث النبي ﷺ: «من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم» ١، قال ابن أبي الدنيا: وعلوم القرآن، وما يستنبط منه بحر لا ساحل له.
فهذه العلوم التي هي كالآلة للمفسر لا يكون مفسرًا إلا بتحصيلها فمن فسر القرآن بدونها كان مفسرا بالرأي المنهى عنه، وإذا فسر مع حصولها لم يكن مفسرا بالرأي المنهي عنه، والصحابة والتابعون كان عندهم علوم العربية بالطبع لا بالاكتساب، واستفادوا العلوم الأخرى من النبي ﷺ:
"Yang keduabelas": Ilmu nasikh dan mansukh, dan penting bagi mufassir, kalau tidak jatuh ke kesalahan besar.
"Yang ketigabelas": Ilmu fiqh; karena dengannya dikenal mazhab fuqaha, siapa yang berdalil dengan ayat dari mereka dan siapa yang tidak, dan cara masing-masing dalam memahami ayat dan mengambilnya atau menjawabnya.
"Yang keempatbelas": Ilmu hadis dan sunan dan athar yang jelas; untuk menjelaskan mujmal, menjelaskan yang samar, menkhushush umum, mengikat mutlaq, hingga cara-cara lain penjelasan sunnah untuk Al-Qur'an.
"Yang kelimabelas": Ilmu karamah, dan ia ilmu yang diwariskan Allah dari amal atas apa yang dipelajari, dan kepada itu disebut dengan hadis Nabi shallallahu 'alaihi wa sallam: "Siapa yang mengamalkan apa yang dipelajarinya, Allah wariskan kepadanya ilmu apa yang belum dipelajarinya."1 Ibnu Abi Ad-Dunya berkata: Ilmu-ilmu Al-Qur'an dan apa yang diistinbath darinya lautan tanpa pantai.
Ilmu-ilmu ini yang seperti alat bagi mufassir tidak menjadi mufassir kecuali dengan mendapatkannya, maka siapa yang menafsirkan Al-Qur'an tanpa itu adalah mufassir dengan pendapat yang dilarang. Jika menafsirkan dengan mendapatkannya bukan mufassir dengan pendapat yang dilarang. Sahabat dan tabi'in memiliki ilmu-ilmu Arabiyah secara fitrah bukan perolehan, dan mendapat ilmu-ilmu lain dari Nabi shallallahu 'alaihi wa sallam:
قال الإمام السيوطي: ولعلك تستشكل علم الموهبة، وتقول: هذا شيء ليس في قدرة الإنسان، وليس كما ظننت من الإشكال، والطريق إلى تحصيله: ارتكاب الأسباب الموجبة من العمل، والزهد.
قال الزركشي في البرهان: اعلم أنه لا يحصل للناظر فهم معاني الوحي، ولا يظهر له أسراره وفي قلبه بدعة، أو كبر، أو هوى، أو حب الدنيا، أو وهو مُصِرٌّ على ذنب، أوغير متحقق بالإيمان، أو ضعيف التحقيق، أو يعتمد على قول مفسر ليس عنده علم،
أو راجع إلى معقوله، وهذه كلها حجب، وموانع بعضها آكد من بعض.
١ رواه أبو نعيم عن أنس.
Imam As-Suyuthi berkata: Mungkin engkau kesulitan dengan ilmu karamah, dan katakan: Ini sesuatu di luar kemampuan manusia. Tidak seperti yang engkau kira dari kesulitan, dan jalan untuk mendapatkannya: Melakukan sebab-sebab yang mewajibkan dari amal dan zuhud.
Az-Zarkasyi berkata dalam Al-Burhan: Ketahuilah bahwa tidak didapat bagi pemirsa pemahaman makna wahyu, dan tidak muncul baginya rahasianya jika di hatinya bid'ah, atau kesombongan, atau hawa nafsu, atau cinta dunia, atau ketika ngotot pada dosa, atau tidak yakin dengan iman, atau lemah yakinnya, atau mengandalkan ucapan mufassir yang tidak punya ilmu, atau kembali ke akalnya, dan ini semua penghalang dan pencegah, sebagian lebih kuat dari sebagian.
1 Diriwayatkan Abu Nu'aim dari Anas.
قال السيوطي: ويدل على هذا المعنى: قوله تعالى: ﴿سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ﴾ ١ قال سفيان بن عيينة: يقول: «أنزع عنهم فهم القرآن» أخرجه ابن أبي حاتم٢.
أقول: وعلم الموهبة ثمرة من ثمرات التقوى، والتقوى لها معنيان: معنى نفسي وهو: خشية الله ومراقبته في السر والعلن، وهذا هو ما أراده النبي ﷺ حينما قال: «التقوى ههنا» ثلاثا، وأشار إلى صدره، رواه مسلم، ومعنى ظاهري، وهو الاستقامة على الدين، وذلك بامتثال المأمورات، واجتناب المنهيات، وقد تسمو بصاحبها، فتصل به إلى حد فعل النوافل والمستحبات أيضا، واتباع مكارم الأخلاق، وتوقي الشبهات، خشية الوقوع في المآثم والمحرمات، والتقوى بمعنييها لا بد منها لمن يتصدى لشرح كتاب الله، وفي هذا المعنى قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا﴾ ٣ أي معنى في القلب يفرق به بين الحق والباطل.
وليتمثل المفسر لكتاب الله أنه يفسر كلامًا لا ككلام الناس، وأنه قائم بين يدي الله الواحد، الأحد، الجبار، الكبير، المتعال، المنتقم وأن أي تقصير، أو تساهل فيه، يعتبر كذبا على الله، وافتراءًَ عليه.
وسلوا بطانات الملوك، والرؤساء، والأمراء، والوزراء ينبئوكم بأن الواحد منهم محسوب عليه كل كلمة، بل كل حرف ينطق به ومؤاخذ على كل ما يصدر منه مهما قَلَّ، وأن كلمة يقولها، ربما تطيح بعنقه، أو تقصيه عن منصبه، فما بالكم بمن يفسر كلام رب الأرباب وملك الملوك؟!! ويقول: مراد الله كذا، أو عني الله كذا؟!
وهذا هو السر في أن بعض كبار الصحابة، والتابعين، ومن بعدهم كان يتحرج غاية التحرج، من القول في تفسير القرآن الكريم، مع ما كانوا عليه من العلم الغزير، والعقل المستنير، والقلب المستضيء.
As-Suyuthi berkata: Dan menunjukkan makna ini: Firman Allah: ﴿Niscaya Aku akan menyimpangkan dari ayat-ayat-Ku orang-orang yang berlaku angkuh di bumi tanpa hak﴾.1 Sufyan bin Uyainah berkata: Artinya: "Aku cabut dari mereka pemahaman Al-Qur'an." Dikeluarkan Ibnu Abi Hatim.2
Saya katakan: Ilmu karamah adalah buah dari takwa, dan takwa memiliki dua makna: Makna jiwa yaitu takut kepada Allah dan mengawasinya secara rahasia dan terang, dan ini yang dimaksud Nabi shallallahu 'alaihi wa sallam ketika bersabda: "Takwa ini," tiga kali, dan menunjuk dadanya, diriwayatkan Muslim. Dan makna zhahir, yaitu lurus pada agama, dengan mentaati yang diwajibkan, menjauhi yang dilarang, dan bisa meninggikan pemiliknya hingga melakukan nawafil dan mustahab juga, mengikuti akhlak mulia, menjauhi syubhat takut jatuh ke maksiat dan haram. Takwa dengan dua maknanya wajib bagi siapa yang memikul penjelasan Kitab Allah, dan dalam makna ini firman Allah: ﴿Wahai orang-orang yang beriman, jika kamu bertakwa kepada Allah, niscaya Dia akan memberikan kepadamu furqan﴾3 yaitu makna di hati yang membedakan antara hak dan batil.
Dan biarlah mufassir Kitab Allah meyakini bahwa ia menafsirkan kalam bukan seperti kalam manusia, dan ia berdiri di hadapan Allah Yang Maha Esa, Yang Ahad, Al-Jabbar, Al-Kabir, Al-Muta'ali, Al-Muntaqim, dan setiap kekurangan atau kelalaian di dalamnya dianggap bohong atas Allah dan pemalsuan atas-Nya.
Dan tanyakanlah kepada penasihat raja, pemimpin, pangeran, menteri, mereka akan beri tahu bahwa satu dari mereka dihisab setiap kata, bahkan setiap huruf yang diucapkan, dan dimintai pertanggungjawaban atas setiap yang keluar darinya sekecil apa pun, dan kata yang dikatakannya mungkin menjatuhkan lehernya atau mengasingkannya dari jabatannya. Lalu bagaimana dengan siapa yang menafsirkan kalam Tuhan para tuan dan Raja para raja?!! Dan katakan: Maksud Allah begini, atau maksud Allah begini?!!
Ini rahasia bahwa sebagian sahabat besar, tabi'in, dan setelahnya sangat menahan diri dari berkata dalam tafsir Al-Qur'an al-Karim, meskipun ilmu mereka luas, akal mereka terang, hati mereka bercahaya.
١ الأعراف: ١٤٦.
٢ الإتقان ج ٢ ص ١٨٠- ١٨٢.
٣ الأنفال: ٢٩ والفرقان: مصدر كالرجحان والغفران.
1 Surah Al-A'raf: 146.
2 Al-Itqan jilid 2 hlm. 180-182.
3 Surah Al-Anfal: 29. Dan Al-Furqan: Masdar seperti ar-rajhan dan al-ghaf ran.
علوم أخرى لا بد منها للمفسر:
Ilmu-ilmu Lain yang Wajib bagi Mufassir:
وقد جاء الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده، فزاد هو وتلميذه السيد محمد رشيد رضا بعض العلوم الأخرى كالعلم بتاريخ البشر، وعلم السيرة والعلوم الكونية، وقد زدت والله الحمد والمنة كما زاد غيري بعض العلوم وها أنذا أجمل ذلك فيما يأتي:
Ustadz Imam Syaikh Muhammad Abduh datang, maka ia dan muridnya Sayyid Muhammad Rasyid Ridha menambahkan sebagian ilmu lain seperti ilmu sejarah manusia, sirah, dan ilmu-ilmu kosmik. Saya tambahkan -puji dan nikmat bagi Allah- seperti yang ditambahkan orang lain sebagian ilmu, dan inilah ringkasannya dalam apa yang akan datang:
١- أن يكون عالما بالأحاديث: صحيحها، وحسنها، وضعيفها، ولئن عز ذلك في عصرنا هذا فليكن واقفا على ما قاله العلماء، وجمعه الأئمة فيما يتعلق بتفسير القرآن الكريم، وبيان فضائل آياته وسوره، ولو أن المفسرين جميعهم كانوا من حفاظ الحديث ونقاده المميزين لغثه من سمينه، وأئمته الذين جمعوا بين الرواية والدراية، لما وقع في كتب التفاسير كل هذا الدخيل، من الإسرائيليات والأحاديث الضعيفة والموضوعة، ولما عانى المسلمون ما يعانونه اليوم من الآثار السيئة، التى ترتبت على وجود هذه الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير.
1. Bahwa ia harus mengetahui hadis: Shahihnya, hasannya, dhaifnya. Meskipun sulit di era kami ini, biarlah ia berdiri atas apa yang dikatakan ulama dan dikumpulkan imam-imam dalam yang berkaitan dengan tafsir Al-Qur'an al-Karim, dan penjelasan fadhail ayat dan surahnya. Sekiranya semua mufassir adalah dari huffaz hadis dan pengkritiknya yang membedakan ghalih dari shalih, dan imam-imam yang menggabungkan riwayat dan pemahaman, tidak akan masuk ke kitab-kitab tafsir semua yang asing ini dari Isra'iliyyat dan hadis dhaif dan mawdu'. Tidak akan menderita Muslim apa yang mereka derita hari ini dari dampak buruk yang timbul dari adanya Isra'iliyyat dan mawdu'at di kitab-kitab tafsir.
٢- أن يكون عالما بالسير، ولا سيما سيرة النبي ﷺ وسير أصحابه النبلاء رضوان الله عليهم وعالما بالتواريخ، وأحوال الأمم الماضية، ولا سيما تاريخ الأنبياء السابقين، والملوك الغابرين؛ فإن ذلك يعين المفسر على إصابة وجه الحق والصواب.
[ففي القرآن كثير من الآيات لا يمكن تفسيرها إلا لعالم بالسير كالآيات المتعلقة ببدر وأحد والخندق والحديبية والفتح وتبوك، وكثير من الآيات المتعلقة بقصص الماضين وأولياء الله الصالحين والملوك الغابرين لا يمكن تفسيرها إلا بمعرفة التواريخ، وذلك كقصة أصحاب الكهف وقصة ذي القرنين وقصة الخضر مع موسى عليه الصلاة والسلام] .
2. Bahwa ia harus mengetahui sirah, terutama sirah Nabi shallallahu 'alaihi wa sallam dan sirah sahabatnya yang mulia radhiyallahu 'anhum, dan mengetahui sejarah, keadaan umat-umat terdahulu, terutama sejarah nabi-nabi sebelumnya dan raja-raja yang hilang; karena itu membantu mufassir mencapai wajah hak dan benar.
Karena di Al-Qur'an banyak ayat yang tidak bisa ditafsir kecuali oleh ahli sirah seperti ayat-ayat tentang Badr, Uhud, Khandaq, Hudaibiyah, Fath, Tabuk, dan banyak ayat tentang kisah masa lalu dan wali-wali Allah yang shalih dan raja-raja yang hilang tidak bisa ditafsir kecuali dengan pengetahuan sejarah, seperti kisah Ashab al-Kahf, Dhul Qarnain, dan kisah Al-Khidhr dengan Musa 'alaihima assalam.
٣- أن يكون على علم بعلم الاجتماع البشري، وعلم النفس؛ فإن هذين العلمين يعينان المفسر على فهم المراد من بعض الآيات، وتفسيرها تفسيرًا علميا صحيحا، والكشف عما فيها من أسرار اجتماعية، ونفسية، وقارئ التفسير اليوم تستهويه التفاسير المدعمة بالمباحث النفسية والاجتماعية.
وكيف يتأتى المفسر الذي يجهل قواعد هذين العلمين الصحيحة أن يفسر هذه الآيات. وأمثالها، كقوله تعالى: ﴿كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ ١، وقوله تعالى: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ، إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ﴾ ٢، وقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ ٣، وقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ﴾ ٤ وقوله تعالى: ﴿وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ﴾ ٥ إلى نحو ذلك من الآيات:
3. Bahwa ia harus memiliki ilmu sosiologi manusia dan psikologi; karena ilmu keduanya membantu mufassir memahami maksud dari sebagian ayat, dan menafsirkannya secara ilmiah benar, dan mengungkap rahasia sosial dan psikologis di dalamnya. Pembaca tafsir hari ini menyukai tafsir yang didukung penelitian psikologis dan sosial.
Bagaimana mufassir yang mengabaikan qawa'id kedua ilmu benar ini bisa menafsirkan ayat-ayat dan semisalnya seperti firman Allah: ﴿Dahulu manusia satu umat (dalam urusan agama), maka Allah mengutus para nabi sebagai pembawa berita gembira dan pemberi peringatan, dan Dia menurunkan dengan mereka Kitab yang benar untuk menjadi penentu perbedaan di antara manusia terhadap apa yang mereka perselisihkan. Hanya orang-orang yang diberi Kitab itu (yang berbeda) sesudah datang kepada mereka bukti-bukti yang nyata karena permusuhan di antara mereka. Maka Allah memberi petunjuk kepada orang-orang yang beriman kepada kebenaran yang mereka perselisihkan dengannya dengan izin-Nya. Dan Allah memberi petunjuk kepada siapa yang Dia kehendaki kepada jalan yang lurus﴾,1 dan firman Allah: ﴿Sekiranya Tuhanmu menghendaki, tentulah Dia menjadikan manusia satu umat (saja), sedang mereka tidaklah berhenti berpecah belah, kecuali orang-orang yang dikasihani oleh Tuhanmu. Dan untuk itu (supaya berpecah belah) Dia ciptakan mereka. Dan sudah sempurna firman Tuhanmu, (yaitu) bahwa Dia akan memenuhi neraka (dengan) jin dan manusia semuanya﴾,2 dan firman Allah: ﴿Sesungguhnya Allah tidak mengubah keadaan suatu kaum hingga mereka yang mengubah keadaan yang ada pada diri mereka﴾,3 dan firman Allah: ﴿Wahai orang-orang yang beriman, janganlah kamu jadikan (orang-orang Yahudi dan Nasrani) sebagai pimpinan-pimpinan (yang kamu ikuti). Mereka tidak akan menahan diri untuk menyakitimu. Mereka sangat menghendaki kemurahanmu. Telah nyata kebencian dari mulut mereka, dan apa yang tersembunyi di dada mereka lebih besar lagi. Sungguh, Kami telah menjelaskan kepadamu ayat-ayat (Kami), jika kamu memahami﴾,4 dan firman Allah: ﴿Dan sekiranya Kami menghendaki, niscaya Kami perlihatkan (mukjizat) kepada mereka sehingga engkau mengenal mereka dengan tanda di wajahnya; dan engkau akan mengenali mereka dari cara berbicaranya (yang khas). Dan Allah mengetahui perbuatan-perbuatanmu﴾,5 hingga sejenisnya dari ayat-ayat:
٤- أن يكون على علم بتاريخ الأديان السماوية السابقة، كاليهودية والنصرانية، وما دخلهما من تحريف وتبديل، حتى يستطيع أن يفسر قوله تعالى: ﴿يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِه﴾ ٦، والمذاهب الدينية غير السماوية: كالبرهمية، والبوذية، والمزدكية، والمانوية ونحوها، وبذلك يستطيع المفسر أن يصل إلى الحق والصواب حينما يعرض للآيات التي جادلت أهل الكتاب، ولا سيما النصارى في عقيدتي التثليث والصلب والفداء، وكيف تأثروا في هاتين العقيدتين بالديانات والنحل القديمة وإلى ذلك أشار الله تبارك وتعالى في قوله: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾ ٧.
فإذا كان من يتعرض لتفسير كتاب الله على علم بهذه العلوم كلها ما ذكرها الإمام السيوطي وغيره، وما ذكرناه، فقد استأهل أن يفسر القرآن الكريم، وإلا فليرح نفسه، وليرحنا معه، ولا يخبط في كتاب الله خبط عشواء٨.
4. Bahwa ia harus memiliki ilmu sejarah agama-agama samawi sebelumnya seperti Yahudi dan Nasrani, dan apa yang masuk ke dalamnya dari tahrif dan tabdil, hingga bisa menafsirkan firman Allah: ﴿Mereka memutar-mutar kalimat dari tempat-tempatnya﴾,6 dan mazhab agama non-samawi: Seperti Brahmana, Buddha, Mazdak, Manawi, dan sejenisnya. Dengan itu mufassir bisa mencapai hak dan benar ketika menghadapi ayat-ayat yang berdebat dengan Ahl al-Kitab, terutama Nasrani dalam aqidah tatslis dan shalib dan fidā', dan bagaimana mereka terpengaruh dalam dua aqidah ini oleh agama dan aliran kuno. Kepada itu Allah tabaraka wa ta'ala tunjuk dalam firman-Nya: ﴿Dan orang-orang Yahudi menjadikan Uzair seorang putra Allah, dan orang-orang Nasrani menjadikan Al-Masih seorang putra Allah. Itu adalah perkataan mereka dengan mulut mereka; mereka meniru perkataan orang-orang kafir yang sebelum mereka. Allah melaknat mereka. Bagaimana mereka dipalingkan?﴾.7
Jika siapa yang membahas tafsir Kitab Allah dengan pengetahuan ilmu-ilmu ini semua yang disebutkan Imam As-Suyuthi dan lainnya, dan apa yang kami sebutkan, maka layak menafsirkan Al-Qur'an al-Karim. Kalau tidak, biarlah ia istirahatkan dirinya, dan istirahatkan kami dengannya, dan jangan khabath dalam Kitab Allah seperti khabath buta.8
1 Al-Itqan fi Ulum Al-Qur'an jilid 2 hlm. 174.
2 Al-Bahr Al-Muhith jilid 1 muqaddimah.
3 Al-Burhan jilid 1 bab tafsir.
4 Manahij Al-Furqan fi Ulum Al-Qur'an jilid 2 hlm. 6. Manahil Al-Irfan fi Ulum Al-Qur'an jilid 1 hlm. 406 edisi pertama.
1 Surah Al-An'am: 82.
2 Surah Luqman: 13.
3 Surah Al-Insyiqaq: 8.
4 Surah An-Nahl: 44.
5 Ia adalah Abdullah bin Habib bin Ruba'iyah (dhammah ra', fathah ba', tasydid ya' mabni) As-Sulami (dhammah sin) Al-Kufi tabi'i. Al-Jalil.
1 Yaitu besar dan agung.
2 Risalah fi Ushul Al-Tafsir hlm. 6.
3 Surah Al-Baqarah: 269.
4 Surah Al-Ankabut: 43.
1 Surah Al-Munafiqun: 8.
١ البقرة: ٢١٣
٢ هود: ١١٨، ١١٩.
٣ الرعد: ١١.
٤ آل عمران: ١١٩.
٥ محمد: ٣٠
٦ المائدة: ٤١.
٧ التوبة: ٣٠.
٨ هذا الفصل وما يعقبه من بحوث من الأهمية بمكان، ولا بد من ذكرها قبل المقصود؛ لأنها تعين على معرفة الحق من الباطل، والإسرائيليات من غيرها، والموضوع من غيره، والمقبول من المردود.
1 Surah Al-Baqarah: 213.
2 Surah Hud: 118, 119.
3 Surah Ar-Ra'd: 11.
4 Surah Ali Imran: 119.
5 Surah Muhammad: 30.
6 Surah Al-Maidah: 41.
7 Surah At-Taubah: 30.
8 Bab ini dan apa yang menyusulnya dari penelitian sangat penting, dan wajib disebutkan sebelum yang dimaksud; karena membantu mengetahui hak dari batil, Isra'iliyyat dari yang lain, mawdu' dari yang lain, yang diterima dari yang ditolak.
ما يجوز الخوض في تفسيره وما لا يجوز:
من التفسير ما هو ظاهر واضح، يعلمه العالم باللسان العربي، ومنه ما لا يعذر أحد بجهالته، ومنه ما لا يجوز التكلم فيه إلا للعلماء الراسخين في العلم، ومنه ما لا يجوز الاشتغال به؛ لأنه مما استأثر الله بعلمه، فلا يخرج منه الباحث بطائل.
وقد أُثِرت عن الصحابي الجليل حبر القرآن ابن عباس رضي الله عنهما مقالة في هذا يستحسن أن نذكرها، فقد أخرج ابن جرير وغيره من طرق، عن ابن عباس، قال: «التفسير أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته وتفسير تعرفه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله تعالى» ثم رواه مرفوعا١ بسند ضعيف، بلفظ: "أُنزِلَ القرآن على أربعة أحرف أي أوجه: حلال، وحرام لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير العرب وتفسير تفسيره العلماء، ومتشابه لا يعلمه إلا الله تعالى ومن ادعى علمه سوى الله تعالى فهو كاذب، وفي إسناده محمد بن السائب الكلبي، وهو متَّهم بالكذب٢ وقد وضح لنا كلمة ابن عباس، وشرحها الإمام الزركشي في البرهان فقال:
هذا تقسيم صحيح، فأما الذي تعرفه العرب فهو: الذي يُرجَعُ فيه إلى لسانهم، وكذلك: اللغة والإعراب فعلى المفسر معرفة معانيها، ومسميات أسمائها، ولا يلزم ذلك القارئ، ثم إن كان ما يتضمنه ألفاظها يوجب العمل دون العلم، كفى فيه خبر الواحد والاثنين، والاستشهاد بالبيت والبيتين، وإن كان يوجب العلم لم يُكتفَ بذلك، بل لا بد أن يستفيض ذلك اللفظ، وتكثر شواهده من الشعر، وأما الإعراب: فما كان اختلافه محيلا للمعنى: وجب على المفسر والقارئ تعلمه؛ ليتوصل المفسر إلى معرفة الحكم، ويسلم القارئ من اللحن، وإن لم يكن محيلا للمعنى: وجب تعلمه على القارئ؛ ليسلم من اللحن، ولا يجب على المفسر لوصوله إلى المقصود بدونه٣.
Apa yang Boleh Dibahas dalam Tafsirnya dan Apa yang Tidak Boleh:
Dari tafsir ada yang zhahir jelas, diketahui oleh ahli bahasa Arab, dan ada yang tidak ada uzur bagi siapa pun atas kejahilannya, dan ada yang tidak boleh dibicarakan kecuali oleh ulama yang kokoh dalam ilmu, dan ada yang tidak boleh dikerjakan; karena Allah istimewakan ilmunya, sehingga peneliti tidak keluar darinya dengan hasil.
Telah disebutkan dari sahabat agung hibr Al-Qur'an Ibnu Abbas radhiyallahu 'anhuma ucapan dalam ini yang pantas disebutkan. Ibnu Jarir dan lainnya keluarkan dari jalan-jalan, dari Ibnu Abbas, ia katakan: "Tafsir empat wajah: Wajah yang dikenal Arab dari bahasanya, dan tafsir yang tidak ada uzur bagi siapa pun atas kejahilannya, dan tafsir yang dikenal ulama, dan tafsir yang tidak diketahui kecuali Allah ta'ala." Kemudian diriwayatkan marfu'1 dengan sanad dhaif, dengan lafaz: "Al-Qur'an diturunkan atas empat huruf yaitu wajah: Halal, haram tidak ada uzur bagi siapa pun atas kejahilannya, tafsir Arab, dan tafsir tafsirnya ulama, dan mutasyabih tidak diketahui kecuali Allah ta'ala, dan siapa yang mengklaim ilmunya selain Allah ta'ala maka ia pembohong." Dan dalam sanadnya Muhammad bin As-Sa'ib Al-Kalbi, dan ia dituduh bohong.2 Ibnu Abbas jelaskan kata-katanya, dan Imam Az-Zarkasyi jelaskan dalam Al-Burhan maka katakan:
Ini pembagian benar, adapun yang dikenal Arab adalah yang dirujuk kepada bahasa mereka, dan demikian bahasa dan i'rab maka atas mufassir pengetahuan maknanya, nama-nama namanya, dan tidak wajib bagi pembaca. Kemudian jika yang terkandung lafaznya mewajibkan amal tanpa ilmu, cukup berita satu dan dua, dan istisyhad dengan bait dan dua bait. Jika mewajibkan ilmu tidak cukup dengan itu, tapi wajib luasnya lafaz itu, dan banyak saksi dari syi'r. Adapun i'rab: Jika perbedaannya mustahil untuk makna wajib atas mufassir dan pembaca mempelajarinya; agar mufassir sampai pengetahuan hukum, dan pembaca selamat dari lahn. Jika tidak mustahil untuk makna: Wajib dipelajari atas pembaca; agar selamat dari lahn, dan tidak wajib atas mufassir untuk sampai tujuannya tanpa itu.3
١ المرفوع: ما نسب إلى النبي ﷺ من قول، أو فعل، أو تقرير أو وصف خلقي أو خلقي.
٢ تفسير ابن كثير والبغوي ج١ ص ١٥ ط المنار.
٣ مثال ذلك قول الله تعالى: ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ﴾ فسواء أعرب لفظ السماء مبتدأ أو جعل فاعلا لفعل محذوف، فالمعنى لا يختلف لكن الرفع لازم للقارئ، ولو قرأ بالنصب يعتبر لاحنا.
1 Marfu': Yang dinisbatkan kepada Nabi shallallahu 'alaihi wa sallam dari ucapan, perbuatan, taqrir, atau sifat jasmani atau ma'nawiyah.
2 Tafsir Ibnu Katsir dan Al-Baghawi jilid 1 hlm. 15 edisi Al-Manar.
3 Contoh itu firman Allah: ﴿Apabila langit terbelah﴾. Baik lafaz "as-sama'" di-i'rab sebagai mubtada' atau dijadikan fā'il untuk fi'il muhdzuf, makna tidak berbeda tapi raf' wajib bagi pembaca, jika dibaca dengan nashb dianggap lāhn.
وأما ما لا يعذر أحد بجهله: فهو ما تتبادر النصوص إلى معرفة معناه من النصوص. المتضمنة شرائع الأحكام، ودلائل التوحيد، وكل لفظ أفاد معنى واحدا جليا يعلم أنه مراد الله تعالى: فهذا التقسيم لا يلتبس تأويله؛ إذ كل أحد يدرك معنى التوحيد من قوله تعالى: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ﴾ ١، وأنه لا شريك له في الإلهية، وإن لم يعلم أن «لا» موضوعة في اللغة للنفي و«إلا» للإثبات، وأن مقتضى هذه الكلمة الحصر، ويعلم كل أحد بالضرورة أن مقتضى قوله تعالى: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ﴾ ونحوه، طلب إيجاب المأمور به، وإن لم يعلم أن صيغة «افعل» للوجوب فما كان من هذا القسم لا يعذر أحد يدعى الجهل بمعاني ألفاظه؛ لأنها معلومة لكل أحد بالضرورة. وأما ما لا يعلمه إلا الله تعالى: فهو ما يجري مجرى الغيوب، نحو الآي المتضمنة لقيام الساعة، وتفسير الروح، والحروف المقطعة في أوائل السور،٢ وكل متشابه في القرآن عند أهل الحق، فلا مساغ للاجتهاد في تفسيره، ولا طريق إلى ذلك إلا بالتوقيف بنص من القرآن أو الحديث، أو إجماع الأمة، على تأويله.
Adapun yang tidak ada uzur atas kejahilannya: Adalah yang nash-nash datang ke pengetahuan maknanya dari nash. Yang mengandung syariat hukum, dalil tauhid, dan setiap lafaz membawa satu makna jelas yang diketahui maksud Allah ta'ala: Maka pembagian ini tidak ada ta'wil yang membingungkan; karena setiap orang paham makna tauhid dari firman Allah: ﴿Maka ketahuilah, bahwa sesungguhnya tidak ada tuhan selain Allah﴾,1 dan tidak ada sekutu bagi-Nya dalam ketuhanan, meskipun tidak tahu bahwa "lā" ditetapkan dalam bahasa untuk penafian dan "illā" untuk pengesahan, dan mukhtash dari kata ini adalah penahanan, dan setiap orang tahu secara pasti bahwa mukhtash dari firman Allah: ﴿Dan dirikanlah shalat, dan berikanlah zakat﴾ dan sejenisnya, permintaan wajib atas yang diamrkan, meskipun tidak tahu bahwa shighah "if'al" untuk wajib. Maka apa dari qism ini tidak ada uzur bagi siapa pun mengklaim kejahilan makna lafaznya; karena diketahui setiap orang secara pasti. Adapun yang tidak diketahui kecuali Allah ta'ala: Adalah yang berjalan pada majra ghayb, seperti ayat-ayat yang mengandung qiyam as-sa'ah, tafsir ar-ruh, huruf muqaththa' di awal surah,2 dan setiap mutasyabih di Al-Qur'an menurut Ahlul Haqq, maka tidak ada ruang untuk ijtihad dalam tafsirnya, dan tidak ada jalan kecuali tawqifi dengan nash dari Al-Qur'an atau hadis, atau ijma' umat atas ta'wilnya.
وأما ما يعلمه العلماء ويرجع إلى اجتهادهم، فهو: الذي يغلب عليه إطلاق التأويل، وذلك استنباط الأحكام، وبيان المجمل، وتخصيص العموم، وكل لفظ احتمل معنيين فصاعدًا فهو الذي لا يجوز لغير العلماء الاجتهاد فيه، وعليهم اعتماد الشواهد والدلائل دون مجرد الرأي؛ فإن كان أحد المعنيين أظهر، وجب الحمل عليه، إلا أن يقوم دليل على أن المراد هو الخفي، وإن استويا والاستعمال فيهما حقيقة لكن في أحدهما حقيقة لغوية أو عرفية، وفي الآخر شرعية: فالحمل على الشرعية أولى٣؛ إلا إن دل دليل على إرادة الحقيقة اللغوية، كما في قوله: ﴿وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ﴾ ٤ ولو كان في أحدهما حقيقة عرفية، وفي الآخر لغوية، فالحمل على العرفية أولى٥، وإن اتفقا في ذلك أيضا: فإن تنافى اجتماعهما، ولم يمكن إرادتهما باللفظ الواحد، كالقرء للحيض، والطهر، اجتهد في المراد منهما بالأمارات الدالة عليه، فما ظنه فهو مراد الله تعالى في حقه، وإن لم يظهر له شيء: فهل يتخير في الحمل على أيهما شاء. ويأخذ بالأغلظ حكما، أو بالأخف؟ أقوال؛ وإن لم يتنافيا وجب الحمل عليهما عند المحققين، ويكون ذلك أبلغ في الإعجاز، والفصاحة، إلا إن دل دليل على إرادة أحدهما١.
Adapun yang diketahui ulama dan dirujuk kepada ijtihad mereka: Adalah yang dominan ta'wil, yaitu istinbath hukum, penjelasan mujmal, khushush umum, dan setiap lafaz membawa dua makna atau lebih maka itu yang tidak boleh bagi non-ulama ijtihad di dalamnya, dan atas mereka mengandalkan saksi dan dalil bukan pendapat semata; jika salah satu makna lebih zhahir, wajib diarahkan kepadanya, kecuali berdiri dalil bahwa maksud adalah yang tersembunyi. Jika sama dan penggunaan keduanya hakikat tapi pada salah satunya hakikat bahasa atau urfi, dan pada yang lain syar'i: Maka arahkan ke syar'i lebih utama;3 kecuali dalil tunjukkan kehendak hakikat bahasa, seperti dalam firman-Nya: ﴿Dan mohonkanlah (ampunan) untuk mereka, sesungguhnya shalatmu itu adalah ketenangan jiwa bagi mereka﴾.4 Jika pada salah satunya hakikat urfi, dan pada yang lain bahasa, maka arahkan ke urfi lebih utama.5 Jika sama juga: Jika bertentangan pertemuan keduanya, dan tidak mungkin dimaksudkan dengan lafaz satu, seperti qar' untuk haid dan thahar, ijtihad dalam maksud dari keduanya dengan tanda-tanda yang tunjukkannya, apa yang ia kira maka itu maksud Allah atasnya, dan jika tidak muncul baginya sesuatu: Apakah memilih arahkan ke mana yang ia mau. Ambil yang lebih berat hukum, atau yang lebih ringan? Pendapat-pendapat; dan jika tidak bertentangan wajib arahkan keduanya menurut para muhaqqiq, dan itu lebih kuat dalam mukjizat dan kefasihan, kecuali dalil tunjukkan kehendak salah satunya.1.
١ محمد: ١٩.
٢ مثل: الم، والمص، وحم، وطس.
٣ وذلك مثل لفظ الصلاة، والزكاة؛ فإن الصلاة معناها في اللغة الدعاء، والزكاة معناها النماء والطهارة لكن لهما معنى شرعي، وهو في الصلاة: الأقوال والأفعال المبتدأة بالتكبير المختتمة بالتسليم، والزكاة: إخراج جزء من المال بشروطه لفقير وغيره من مصارف الزكاة، فالكلمتان عند الإطلاق تنصرفان إلى المعنى الشرعي.
٤ أي ادع لهم وهم الذين يأتون بزكاة أموالهم؛ تطييبا لقلوبهم، وشرحًا لصدورهم.
٥ وذلك مثل لفظ المسجد، فإن معنى لغويا وهو مكان السجود، ومعنى عرفيا وهو المكان المعد للعبادة؛ فلفظ مسجد ينصرف عند الإطلاق إلى الحقيقة العرفية.
1 Surah Muhammad: 19.
2 Seperti: Alif Lam Mim, wa al-magh, ha mim, tha sin.
3
Dan itu seperti lafaz shalat dan zakat; karena shalat maknanya dalam
bahasa doa, dan zakat maknanya pertumbuhan dan pembersihan, tapi
keduanya memiliki makna syar'i, dan shalat: Ucapan dan perbuatan dimulai
dengan takbir diakhiri salam, zakat: Pengeluaran bagian dari harta
dengan syaratnya untuk fakir dan lainnya dari masarif zakat. Kedua kata
ketika mutlaq mengarah ke makna syar'i.
4 Yaitu mohonkan untuk
mereka dan mereka yang datang dengan zakat harta mereka; untuk
menyejukkan hati mereka dan melapangkan dada mereka.
5 Dan itu
seperti lafaz masjid, karena makna bahasa adalah tempat sujud, dan makna
urfi adalah tempat yang disediakan untuk ibadah; maka lafaz masjid
ketika mutlaq mengarah ke hakikat urfi.
وقال ابن النقيب: اعلم أن علوم القرآن ثلاثة أقسام:
Ibnu An-Naqib berkata: Ketahuilah bahwa ilmu-ilmu Al-Qur'an tiga qism (bagian):
«الأول»: علم لم يُطلِع الله عليه أحدا من خلقه، وهو ما استأثر به من علوم أسرار كتابه من معرفة كنه ذاته، وغيوبه التي لا يعلمها إلا هو، وهذا لا يجوز لأحد الكلام فيه بوجه من الوجوه إجماعا.
"Pertama": Ilmu yang Allah tidak beri tahu kepada siapa pun dari makhluk-Nya, dan ia apa yang Dia istimewakan dari ilmu rahasia kitab-Nya dari pengetahuan hakikat dzat-Nya, dan ghayub-Nya yang tidak diketahui kecuali Dia, dan ini tidak boleh bagi siapa pun bicara di dalamnya dengan cara apa pun secara ijma'.
«الثاني»: ما أطْلَعَ الله عليه نبيه من أسرار الكتاب، واختصه به وهذا لا يجوز الكلام فيه إلا له ﷺ، أو لمن أذن له، وأوائل السور من هذا القسم، وقيل: من القسم الأول.
"Kedua": Apa yang Allah beri tahu nabi-Nya dari rahasia kitab, dan khushushkannya dengannya, dan ini tidak boleh bicara di dalamnya kecuali baginya shallallahu 'alaihi wa sallam, atau bagi yang diizinkan baginya. Awal surah dari qism ini, dikatakan dari qism pertama.
«الثالث»: علوم علمها الله نبيه، مما أودع في كتابه من المعاني الجلية والخفية، وأمر بتعليمها، وهذا ينقسم إلى قسمين:
١ منه ما لا يجوز الكلام فيه إلا بطريق السمع، وهو أسباب النزول، والناسخ والمنسوخ والقراءات واللغات، وقصص الأمم الماضية وأخبار ما هو كائن من الحوادث، وأمور الحشر، والمعاد.
٢ ومنه ما يؤخذ بطريق النظر، والاستدلال، والاستخراج من الألفاظ وهو قسمان:
١ قسم اختلفوا في جوازه وهو تأويل الآيات المتشابهة في الصفات٢.
"Ketiga": Ilmu yang Allah ajarkan pada nabi-Nya, dari makna jelas dan tersembunyi yang disimpan dalam kitab-Nya, dan diperintahkan diajarkannya, dan ini terbagi dua qism:
1. Dari yang tidak boleh bicara di dalamnya kecuali dengan jalan sam', yaitu sebab turun, nasikh mansukh, qira'at, bahasa, qishash umat terdahulu dan akhbar apa yang akan terjadi dari kejadian, urusan hisab dan ma'ad.
2. Dan dari yang diambil dengan jalan nazhar, istidlal, istikhrāj dari lafaz yaitu dua qism:
1. Qism yang berbeda tentang kebolehannya yaitu ta'wil ayat-ayat mutasyabih dalam shifat.2
2. Qism yang disepakati yaitu istinbath hukum ushul dan furu' dan i'rabiyah1 karena dasarnya pada qiyas, dan demikian pula cabang-cabang balaghah, jenis nasihat dan hikmah dan isyarat tidak dilarang istinbathnya darinya dan pengeluarannya bagi yang layak.
١ الإتقان ج ٢، ص ١٨٢.
٢ الآيات المتشابهة مثل: «الرحمن على العرش استوى»، «وجاء ربك»، «ويبقى وجه ربك»، «يد الله فوق أيديهم». والعلماء في هذا على فريقين: السلف وهؤلاء يؤمنون بالآيات المتشابهة كما وردت من غير تأويل ولا تشبيه، ولا تكييف مع اعتقاد تنزيه الله عن ظواهرها المعروفة لنا، والخلف: هؤلاء أولوا هذه الآيات على حسب المعروف من اللغة، وقواعد الشرع، والعقل، والأول هو الذي كان عليه النبي ﷺ والصحابة، والتابعون والسلف. وقد قالوا: إن مذهب السلف أحكم، ومذهب الخلف أسلم، فلنكن على ما كان عليه السلف رضوان الله عليهم.
1 Al-Itqan jilid 2 hlm. 182.
2 Ayat-ayat mutasyabih seperti:
"Ar-Rahman 'ala al-'arsy istawa", "wa ja'a rabbuka", "wa yabqa wajhu
rabbika", "yadullah fawqa aidihim". Ulama dalam ini dua kelompok: Salaf
dan ini beriman dengan ayat mutasyabih seperti yang datang tanpa ta'wil
dan tidak tasybih, tidak takyif dengan keyakinan tenzih Allah dari
zhahirnya yang dikenal kami. Khalaf: Ini menafsirkan ayat-ayat ini
menurut yang dikenal dari bahasa, qawa'id syar', akal. Yang pertama
adalah yang atas Nabi shallallahu 'alaihi wa sallam dan sahabat,
tabi'in, salaf. Mereka katakan: Mazhab salaf lebih kuat, mazhab khalaf
lebih aman. Maka mari kita atas apa yang atas salaf radhiyallahu
'anhum.
٢- وقسم اتفقوا عليه وهو: استنباط الأحكام الأصلية والفرعية والإعرابية١ لأن مبناها على الأقيسة، وكذلك فنون البلاغة، وضروب المواعظ والحكم والإشارات لا يمتنع٢ استنباطها منه، واستخراجها لمن له أهلية.
وروي عن الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه أنه قال: لا يحل تفسير المتشابه إلا بسنة عن رسول الله ﷺ أو خبر عن أحد من أصحابه، أو إجماع العلماء، ومن هذه النصوص الجيدة التي تدل على العمق في البحث، والأصالة في الرأي، والدقة في التفكير نعلم أن من القرآن ما لا يجوز الخوض فيه قط، وأن منه ما الأولى عدم الخوض فيه؛ لأنه لا يؤدي إلى أمر تَرْكَن إليه النفس، ويطمئن إليه القلب، وأن هذا وذاك لم يرد فيه عن المعصوم ﷺ روايات صحيحة ثابتة، وإنما الكثرة الكاثرة منها روايات ضعيفة أو واهية أو مكذوبة مختلقة.٣.
Diriwayatkan dari Imam Asy-Syafi'i radhiyallahu ta'ala 'anhu bahwa ia katakan: Tidak halal tafsir mutasyabih kecuali dengan sunnah dari Rasulullah shallallahu 'alaihi wa sallam atau berita dari salah seorang sahabatnya, atau ijma' ulama. Dari nash-nash baik ini yang tunjukkan kedalaman penelitian, keaslian pendapat, ketepatan pemikiran kami ketahui bahwa dari Al-Qur'an ada yang tidak boleh dibahas sama sekali, dan ada yang lebih utama tidak dibahas; karena tidak membawa ke sesuatu yang jiwa condong kepadanya dan hati tenang kepadanya. Dan ini dan itu tidak ada riwayat shahih thabit dari Al-Ma'thum shallallahu 'alaihi wa sallam. Sebagian besarnya riwayat dhaif atau lemah atau dipalsukan dibuat-buat.3.
وما ورد فيهما عن الصحابة والتابعين فمعظمه لم يصح عنهم؛ لأنهم ما كانوا يخوضون في مثل هذا والكثير منه من قبيل الإسرائيليات والأخبار الباطلة التي تلقوها عن أهل الكتاب الذين أسلموا، واتخذت في ظاهر الأمر شكل الرواية الإسلامية، وما هي منها في شيء.
Dan apa yang datang darinya dari sahabat dan tabi'in sebagian besar tidak shahih daripadanya; karena mereka tidak membahas seperti ini, dan sebagian besar dari Isra'iliyyat dan akhbar batil yang diambil dari Ahl al-Kitab yang masuk Islam, dan diambil dalam zhahir sebagai riwayat Islam, padahal bukan darinya sedikit pun.
١ أي استنباط وأخذ القواعد النحوية؛ فإن القرآن الكريم هو أوثق المصادر التي يعتمد عليها في إثبات اللغة، وقواعد النحو.
٢ التعبير بـ «لا يمتنع» غير دقيق؛ فإن القرآن هو أصل الفصاحة والبلاغة، والبيان المعجز، وهو المصدر الأول الذي تعرفه منه فنون البلاغة، والفصاحة، والأساليب الفحلة الجزلة: ﴿نزل به الروح الأمين، على قلبك لتكون من المنذرين، بلسان عربي مبين﴾ .
٣ الإتقان ج ٢، ص ١٨٢، ١٨٣.
1 Yaitu istinbath dan pengambilan qawa'id nahwiyah; karena Al-Qur'an al-Karim adalah sumber paling terpercaya yang diandalkan dalam pembuktian bahasa dan qawa'id nahwu.
2 Ungkapan "tidak dilarang" tidak tepat; karena Al-Qur'an adalah asal kefasihan dan kebalaghahan, bayan mukjizat, sumber pertama yang dikenali darinya cabang-cabang balaghah, kefasihan, gaya-gaya unggul yang teguh: ﴿Turunkan kepadanya Ar-Ruh Al-Amin, atas hatimu agar engkau menjadi dari pemberi peringatan, dengan bahasa Arab yang jelas﴾.
3 Al-Itqan jilid 2 hlm. 182, 183.
