Apakah Nabi Adam Manusia Pertama?

Apakah Nabi Adam Manusia Pertama? Dalam al-Quran terdapat 25 ayat yangmenyebutkan kata Adam dan tidak ada satupun penegasan yang menyebutkan bahwa
Apakah Nabi Adam Manusia Pertama?
 Apakah Nabi Adam Manusia Pertama? 

Dalam al-Quran terdapat 25 ayat yangmenyebutkan kata Adam dan tidak ada satupun penegasan yang menyebutkan bahwa Adam adalah manusia pertama. Adam yang kita bahas adalah sosok yang sejarahnya kurang dari 7.000 (tujuh ribu) tahun. Ada sejumlah "Adam" lain dalam sejarah manusia yang sejarahnya tidak diketahui.

هل كان سيدنا آدم عليه السلام أول البشر (1)

لقمان ابراهيم

في مقالنا السابق قمنا بتخمين تاريخ آدم عليه السلام وفق الروايات الدينية بين (٦٠٠٠-٧٠٠٠) سنة، وما دامت هذه الروايات موجودة في الكتب المقدسة والأحاديث فلا يمكن لأصحاب العقائد مثلي، أن يخالف هذه الروايات ويخترع من عنده أموراً أخرى، أما بشأن الذين لا يؤمنون بالكتب الدينية فالأمر لديهم سيّان منهم أصلاً لا يؤمن بوجود هذه الشخصيات ومنهم يؤمن ولكن يعتبرهم أشخاص عاديين ونسجوا قصصاً من عندهم، وكلا الفريقين يعلمون أن تاريخ البشرية لا يبدأ ب ٧٠٠٠ سنة وإنما منذ زمن سحيق ولا أحد يعلم، أما بالنسبة للأوادم، فهناك روايات أخرى تقول بأن هناك مائة ألف آدم، وكل آدم دورته الزمنية ٧٠٠٠ سنة، فإذا تم حساب هذه الفترة فإن تاريخ البشرية على الأقل بدأ قبل ٧٠٠ مليون سنة وذلك بضرب ١٠٠ ألف سنة ب ٧٠٠٠

والكلام السابق صحيح لو قارنا مثلاً بين تاريخ آدمنا القريب (٧٠٠٠) سنة مع تاريخ أكتشاف معبد (خرابة رشك) في شمال كوردستان والذي يعود إلى تاريخ ١٢ ألف سنة، نلاحظ أن هناك أدم آخر غير آدم الذي نعرفه وكانوا يؤمنون بعقائد دينية، وربما يكون هناك أقدم وأقدم، وكل هذا يدعم رأينا، أما رأي القائل بأن معبد (خرابة رشك) كان موطن آدم وتاريخه ١٢ ألف سنة زعم باطل ولا دليل عليه فمن كتبهم وفق التسلسل الزمني للأنبياء المذكورين يخالفهم بالرأي، فلو تم غداً اكتشاف معبد آخر في أفريقيا تاريخه 200 ألف سنة لقالوا هنا موطن آدم المذكور في الكتاب المقدس وغيروا من كل كلامهم المتداول منذ آلاف السنين، وهذا النهج يتبعه معظم الباحثيين الغربيين ذوي الخلفيات الدينية، ونحن نؤكد أن زعمهم باطل، كل ما هنالك منذ أن وُجِد الإنسان وُجِد الدين والعقيدة، فأفريقيا كان لهم آدمهم وامريكا كان لهم آدمهم وهكذا، ليس هناك شعب تركه الله عز وجل دون هداية منذ بداية الخليقة، وهذا الامر ليس مجرد إدعاء أو كلام باطل، فلاحظ خلال كل الاكتشافات الأثرية كان المعبد هو الاساس ومنبع التعلم والمعرفة وخلال مرور الزمن يتحول الدين وبعد فترة من وفاة النبي إلى أساطير والسبب في ذلك أن الطبقة الحاكمة تجمع الكهنة حولها وتضع الدين في خدمتها وبذلك يضيع الدين الحقيقي الذي جاء به ذلك النبي، فتتحول القيم الأخلاقية إلى قيم مرتبط بالسياسة.

آخر الآوادم هو آدم المذكور في الكتاب المقدس والقرآن الكريم، والذي كان ظهوره في بلاد الكورد وفق روايات هذه الكتب والمفسرين والآثار كما كتبنا في مقال سابق.

لنفهم القصة أولاً من وجهة نظر الكتاب المقدس:

يسلسل الكتاب المقدس عملية الخلق وتكوين الأرض اعتباراً من سفر التكوين الأول، حيث خلق الله النور ومن ثم جلَدٌ ومن ثم اجتمعت المياه تحت السماء، وفي اليوم الثالث:

وَقَالَ اللهُ: «لِتُنْبِتِ الأَرْضُ عُشْبًا وَبَقْلًا يُبْزِرُ بِزْرًا، وَشَجَرًا ذَا ثَمَرٍ يَعْمَلُ ثَمَرًا كَجِنْسِهِ، بِزْرُهُ فِيهِ عَلَى الأَرْضِ». وَكَانَ كَذلِكَ.
12 فَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ عُشْبًا وَبَقْلًا يُبْزِرُ بِزْرًا كَجِنْسِهِ، وَشَجَرًا يَعْمَلُ ثَمَرًا بِزْرُهُ فِيهِ كَجِنْسِهِ. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ.
13 وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا ثَالِثًا.

ومن ثم خلق الله الأوقات والأيام والسنين

ثم يخلق الله ذوات النفس الحية والطيور وكل شيء وآخر مرحلة وفي اليوم السادس يخلق الله الإنسان ذكراً وأنثى كما يلي:

وَقَالَ اللهُ: «لِتَفِضِ الْمِيَاهُ زَحَّافَاتٍ ذَاتَ نَفْسٍ حَيَّةٍ، وَلْيَطِرْ طَيْرٌ فَوْقَ الأَرْضِ عَلَى وَجْهِ جَلَدِ السَّمَاءِ».
21 فَخَلَقَ اللهُ التَّنَانِينَ الْعِظَامَ، وَكُلَّ ذَوَاتِ الأَنْفُسِ الْحيَّةِ الدَّبَّابَةِ الَّتِي فَاضَتْ بِهَا الْمِيَاهُ كَأَجْنَاسِهَا، وَكُلَّ طَائِرٍ ذِي جَنَاحٍ كَجِنْسِهِ. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ.
22 وَبَارَكَهَا اللهُ قَائِلًا: «أَثْمِرِي وَاكْثُرِي وَامْلإِي الْمِيَاهَ فِي الْبِحَارِ. وَلْيَكْثُرِ الطَّيْرُ عَلَى الأَرْضِ».
23 وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا خَامِسًا.
24 وَقَالَ اللهُ: «لِتُخْرِجِ الأَرْضُ ذَوَاتِ أَنْفُسٍ حَيَّةٍ كَجِنْسِهَا: بَهَائِمَ، وَدَبَّابَاتٍ، وَوُحُوشَ أَرْضٍ كَأَجْنَاسِهَا». وَكَانَ كَذلِكَ.
25 فَعَمِلَ اللهُ وُحُوشَ الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا، وَالْبَهَائِمَ كَأَجْنَاسِهَا، وَجَمِيعَ دَبَّابَاتِ الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ.
26 وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ».
27 فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ.
28 وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ».
29 وَقَالَ اللهُ: «إِنِّي قَدْ أَعْطَيْتُكُمْ كُلَّ بَقْلٍ يُبْزِرُ بِزْرًا عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ، وَكُلَّ شَجَرٍ فِيهِ ثَمَرُ شَجَرٍ يُبْزِرُ بِزْرًا لَكُمْ يَكُونُ طَعَامًا.
30 وَلِكُلِّ حَيَوَانِ الأَرْضِ وَكُلِّ طَيْرِ السَّمَاءِ وَكُلِّ دَبَّابَةٍ عَلَى الأَرْضِ فِيهَا نَفْسٌ حَيَّةٌ، أَعْطَيْتُ كُلَّ عُشْبٍ أَخْضَرَ طَعَامًا». وَكَانَ كَذلِكَ.

ثم يستريح الله في اليوم السابع.

ثم بعد ذلك مباشرة يقول الكتاب المقدس

{كُلُّ شَجَرِ الْبَرِّيَّةِ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ فِي الأَرْضِ، وَكُلُّ عُشْبِ الْبَرِّيَّةِ لَمْ يَنْبُتْ بَعْدُ، لأَنَّ الرَّبَّ الإِلهَ لَمْ يَكُنْ قَدْ أَمْطَرَ عَلَى الأَرْضِ، وَلاَ كَانَ إِنْسَانٌ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ.
6 ثُمَّ كَانَ ضَبَابٌ يَطْلَعُ مِنَ الأَرْضِ وَيَسْقِي كُلَّ وَجْهِ الأَرْضِ.}

رغم أن فيما سبق ذكر أن قبل خلق الإنسان قال الله لتنبت الارض عشبا وبقلاً وشجراً في اليوم الثالث أي قبل ثلاثة أيام من خلق الإنسان، أما هنا كان الإنسان لا يعمل لعدم وجود الشجر والعشب والمطر؟
هنا يذكر الكتاب المقدس جبل آدم والإنبات الشجر من الأرض:

7 وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ، وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً.
8 وَغَرَسَ الرَّبُّ الإِلهُ جَنَّةً فِي عَدْنٍ شَرْقًا، وَوَضَعَ هُنَاكَ آدَمَ الَّذِي جَبَلَهُ.
9 وَأَنْبَتَ الرَّبُّ الإِلهُ مِنَ الأَرْضِ كُلَّ شَجَرَةٍ شَهِيَّةٍ لِلنَّظَرِ وَجَيِّدَةٍ لِلأَكْلِ، وَشَجَرَةَ الْحَيَاةِ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ، وَشَجَرَةَ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ.

كيف خلق الله الشجر والعشب في اليوم الثالث والإنسان في اليوم السادس، ثم هنا كان الإنسان موجوداً وآدم موجوداً ولم تكن الشجر والعشب بعد؟

لحل هذه المعضلة ليس لدينا سوى طريقة واحدة وهي أن خلق الإنسان المذكور في البداية (ذكراً وانثى) لا علاقة له بجبل آدم، قصتان منفصلتان تماماً، الأولى تتحدث عن خلق الأنسان عامة وقبل وجود آدم، أما الثانية تتحدث عن النبي آدم وقصته بعد خلافه مع قومه بسبب العقيدة وهجرته إلى مكان آخر وصفت بالجنة وعمله بالزراعة مع المؤمنين به، وهذا تماماً يذكرنا بالسومريين الذين هاجروا من منطقتهم الجبلية إلى السهول واستصلاح الأراضي هناك، وقصة خلق التوراتية أخذت كرواية شعبية من الناس في ميزوبوتاميا بعد السبي، وكُتِب في القرن السادس قبل الميلاد، ويعتبر الكتاب المقدس مولد البشرية تبدأ مع قصة آدم ولا يعني أنه لم يكن هناك بشر قبله، وهذا موجود لدى كل الاديان مثلاً المسيحية السنة الميلادية لديها 2021 سنة لا يعني أن تاريخ البشرية بدأ بهذا العام، ولدى المسلمين 1400 ولدى قوميات وأديان أخرى تاريخ آخر، ولدى العبريين وضعوا بداية الخليقة 4002 ق.م وهكذا لدى مختلف الشعوب، يعتبرون تاريخاً معينا تاريخ مولدهم ووجودهم. ولذلك اعتبر المؤمنون بالكتاب المقدس أن التاريخ بدأ مع آدم وألفوا قصصاً خيالية وبالغوا فيها وجعلوها نصوصاً مقدسة، وبتقدم الزمن تصبح مثل هذه القصص أسطورية بسبب ضياع الكتب وكتابتها من جديد بعد آلاف السنين وهذا ما حصل مع أصحاب الكتاب المقدس، وهناك الكثير من الأخطاء التاريخية لدى الكتاب المقدس، حيث اعتبروا مدينة "أور" كلدانية وسيدنا ابراهيم آرامي-كلداني، والسبب في هذا عندما دُوّنَ الكتاب المقدس في ميزوبوتاميا قي القرن السادس ق.م كان العنصر الكلداني موجوداً وله سطوته فنسبوه خطأ لهم، رغم ان مدينة "أور" هي مدينة سومرية وفي زمن ابراهيم لم يكن "الآراميين-الكلدانيين" قد ظهروا على مسرح التاريخ، حيث تاريخ إبراهيم باعتراف الكتاب المقدس على أقل تقدير 3700 سنة، وعلى هذا الاساس سجلوا قصة آدم ونوح وغيرهم من الانبياء والتي سنبيّن خطأهم في هذه القصص كلها.

أما بالنسبة لخلق حواء من ضلع آدم، فإنها قصة غريبة جداً، ومن أغرب الروايات، لو فرضنا جدلاً بهذه القصة، فكيف تم خلق الاسد واللبوة، هل دخل الاسد في غفوة وخرج من ضلعه اللبوة؟ وهكذا الزارفة والفيل وملايين الكائنات على هذا الكوكب.

 هل كان آدم عليه السلام أول البشر (2)

لقمان إبراهيم

خلال المقالات السابقة حددنا تاريخ سيدنا آدم بين (٦٠٠٠-٧٠٠٠) سنة، وحددنا موطنه أنه كان في ميزوبوتاميا، وقلنا أن هناك تناقض في الكتاب المقدس بين عملية خلق الإنسان (ذكراً وأنثى) وبين جبل آدم.

تعالوا لنتفحص القرآن الكريم بهذا الشأن، يقول الله تعالى:

{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}

اتفق المفسرون أن الخليفة هنا هو آدم عليه السلام، وقالوا بأن آدم هنا كان خليفة للملائكة، وكان سكان الأرض قبل البشر هم من الملائكة، وهذا زعم لا دليل عليه، وهناك من قال بأن سكان الأرض قبل آدم هم الجن، هذا الكلام صحيح إذا فهمنا معنى الجن، حيث الجن مصطلح يشير إلى الإنسان وكل شيء مستتر عن العين، وفعلاً كا الانسان يعيش في حالة التستر في كهوف وملاجئ جبال زاكروس قبل 100 ألف سنة على الأقل، وهذا يسبق تاريخ سيدنا آدم بعشرات الآلاف من السنين، وهذه من إحدى اسباب إطلاق كلمة الجن على الكورد، وهذه التسمية ليست إساءة للكورد إذا فهمنا معنى هذه الكلمة على حقيقتها، وسنبيّن معنى هذه الكلمة بسبب فهم الغالبية لهذه الكلمة على غير حقيقتها في مقالات قادمة.

ليس أن البشر فقط كانوا موجودين قبل آدمنا بل كانت لديهم عقائد دينية أيضاً، ولذلك آدم كان خليفة لهؤلاء، وبينت أن سبب خلاف آدم وشعبه هو خلاف ديني، وهذا ما أدى إلى هجرة آدم لمنطقة أخرى، وهذا يتوافق مع هجرة السومريين من جبال زاكروس إلى وسط وجنوب بلاد الرافدين، ذهب بعض الباحثين بأن سبب هجرة السومريين كان سببه اقتصادي، ولا أرى أن الكلام صحيح، فالجبال الكوردية مليئة بالخيرات والحاجيات الأساسية منذ القدم من الزراعة والمواشي وغيرها، والامر الآخر نجد أن السومريين عانوا بادئ الأمر في بناء أقنية الري وشقها وجلبوا أيضا معهم خبرات أجدادهم الجبليين إضافة خبرات جديدة، ولذلك خلاف السومريين مع اجدادهم الجبليين كان خلافاً عقائدياً، وهذا يتوافق مع قصص جميع الانبياء.

وهناك نقطة أساسية تشير إليها الكتاب المقدس منذ قصة آدم إلى بعد الطوفان، أن لغة هذه القبائل كانت واحدة كما جاء في سفر التكوين 11:

{وَكَانَتِ الأَرْضُ كُلُّهَا لِسَانًا وَاحِدًا وَلُغَةً وَاحِدَةً.}

وهذا يتوافق مع المراجع التاريخية

جاء في كتاب تاريخ الكرد الفيليون ص ٤٧٠:

إن تاريخ وأصول اللغة في الأمة الكُردية هي قديمة وسكان هذهِ المناطق كانوا من قومية ولغة واحدةَ, والكُرد هم أوّل من سكنوا مناطق زاكروس وبلاد فارس واللغة كانت يومذاك لغة جميع مناطق بلاد الرافدين وواحدة ولا خلاف بينها إلا في بعض الألفاظ وكان يحكمهم ملك واحد. ( راجع الكتاب هذا الكلام يتفق عليه معظم المؤرخين)

لنعود إلى الآية الكريمة، يحدد الله تعالى أن هذه القصة كانت في الأرض {إني جاعل في الأرض خليفة}، وليس في كوكب آخر أو الجنة الآخروية.

وتشير الآية { قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء}

نعلم أن الملائكة لا تعرف الغيب:

{عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا}

والملائكة {وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} فإذاً كيف عرفت الملائكة أن آدم وذريته سيفسدون في الأرض وهم لا يعلمون الغيب إن لم يكن هناك بشر قبل آدم ويفسدون في الارض؟!

رغم أن الله تعالى يؤكد أنهم لا يعلمون شيئاً عن المستقبل في نفس الآية {إني اعلم ما لا تعلمون} هذا يعني أن الملائكة كانت تشاهد أفعال البشر قبل آدم.

ويقول الله تعالى:

{إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ}

ذكر الله تعالى آدم إلى جانب نوح وآل ابراهيم وآل عمران في عملية الاصطفاء، والاصطفاء يكون من مجموعة من نفس الجنس، لا يمكن القول بأنني اصطفيت الشخص الفلاني من بين مجموعة من البهائم أو الكائنات الاخرى غير البشر؟!

نجد في مكان آخر يقول الله تعالى:

{وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ}
كان اصطفاء مريم من بين نساء العالمين، اي من نفس الجنس.

يقول الله تعالى في موضع آخر:

{قُل لَّوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَّسُولًا}
والآية واضحة لا يمكن أن يكون اصطفاء آدم من بين الملائكة، فلو كان من بين الملائكة لأرسل الله رسولاً من نفس الجنس أي من الملائكة وليس من البشر، فكان نبياً لقومه من البشر.

أعزائي لو فهمنا معنى كلمة "الجن" تنتهي كل هذه القصة، اصطفى الله تعالى آدم من بين مجموعة من البشر كان أُطلق عليهم الجن، لأن الصفة الغالبة لهم قبل ٧٠٠٠ سنة كانت التستر والعيش في الكهوف والملاجئ في الجبال.

هل كان سيدنا آدم اول البشر (3)

لقمان ابراهيم

نبقى في دائرة القرآن الكريم، لو تفحصنا القرآن الكريم لا نجد أية آية تقول بأن سيدنا آدم هو أول البشر، بل المفسرون تأثروا بالروايات الإسرائيلية من الكتاب المقدس والذين بدورهم تأثروا بشعوب ميزوبوتاميا قبل 2600 سنة.

جاء اسم "آدم" في القرآن 25 مرة ولم يذكر الله تعالى في أية مرة أنه كان أول البشر.

وليكن معلوماً أننا دائماً نتحدث عن آدمنا القريب والذي تاريخه أقل من ٧٠٠٠ سنة، فهناك غيره من الآوادم وتاريخ البشرية تاريخ غير معلوم.

وبهذا الخصوص هناك كشف عجيب رآه محيى الدين بن عربي وهو شخصية إسلامية بارزة قال:

" أراني الله تعالى فيما يراه النائم.. وأنا أطوف بالكعبة مع قوم من الناس لا أعرفهم بوجوههم، فأنشدونا بيتين نسيت احدهما وأذكر الثاني وهو:
لقد طُفنا سنيناً بهذا البيت طُرّاً أجمعينا
فتعجبت من ذلك. وتسمى لي أحدهم باسم لا أذكره، ثم قال لي: أنا من اجدادك. قلت كم لك منذ مِتّ؟ فقال لي : بضع وأربعون ألف سنة. فقلت له : فما لآدم هذا القدر من السنين؟! فقال لي: عن أي آدم تقول، عن هذا الأقرب إليك من غيره؟ فتذكرت حديثاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم "أن الله خلق مائة ألف آدم، وقلت: قد يكون ذلك الجد الذي نسبني إليه من أولئك" ( كتاب الفتوحات المكية ج3، الفصل الخامس في المنازلات، باب 309، وبدوره نقله صاحب التفسير الكبير رضي الله عنه).


لاحظ أن آدم الذي قال عنه الشيخ محيى الدين بن عربي تاريخه ٤٠ ألف سنة وليس كما ذكره الكتاب المقدس ٧٠٠٠ سنة. الكتاب المقدس يشير إلى آدم شعب ميزوبوتاميا وليس آدم الأول الذي نجهل تاريخه ربما ملايين السنين او مليارات السنين والله اعلم، وكما قلنا لكل شعب آدم، في الصين وافريقيا وامريكا واستراليا.. الخ كل منطقة لها تاريخها وآدمها وأنبيائها.

أما آدم الذي نتحدث عنه والذي تاريخه ٧٠٠٠ سنة هو آدم شعب جبال زاكروس وميزوبوتاميا والذي من سلالته نوح وإبراهيم عليهم السلام، باتفاق كل المراجع والآثار التاريخية كما قدمنا في المقالات السابقة.

{إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ* ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}

وإذا تأملنا بعض آيات القرآن التي تتناول خلق آدم لتبين لنا أن النوع الإنساني لم يبدأ به، وأن كثيرين من البشر كانوا موجودين في عصره.. منها قوله تعالى:

١-{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ}

٢-{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ *فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ}

٣-{إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ* فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ}

٤- {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ}

فخلق الأنسان المذكور في هذه الآيات لا يشير إلى خلق آدم بذاته كما زعم بعض الناس، وإنما المراد به خلق البشر البدائي.

تبين هذه الآيات ترتيب خلق الإنسان عامة:

١-خلق الإنسان اولاً من طين
٢-ثم استمرار نسله بالنطفة المنوية
٣-ثم تمام اكتمال القوى الإنسانية فيه
٤-ثم بعد ذلك نزول الوحي الإلهي عليه

فبعد عمليات خلق البشر والإنسان عامة كان آدم هو الشخص الجاهز لتلقي الوحي، وحقيقة لو دقق أصحاب الكتاب المقدس في كتابهم لوجدوا هذا الكلام بعد إزالة بعض التناقضات، ففيه يتحدث عن خلق الإنسان (ذكراً وانثى) ثم يتحدث عن جبل آدم.

وهناك آية أخرى تدل على أن آدم لم يكن اول البشر {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ}
حيث من الناحية اللغوية يصح أن يكون المراد بالزوج الأصحاب والجماعة، وهنا دلالة أن بني نوعه كانوا موجودين قبله.

وهناك آية أخرى {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۖ}
لم تستثني الآية سيدنا آدم، وأنه من ضمن الانبياء الذين كان له قوم ولهم لسان خاص بهم.

لو كان آدم غير مشمول بهذه الآية لقال الله تعالى {إلا آدم} باعتبار لم يكن له قوم حسب ما يزعم البعض
واستثنى الله تعالى في الآيات كل ما خالف القاعدة
{فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ}

وجاء في حديث نبوي:
(قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي : نصرت بالرعب مسيرة شهر ، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي ، وأعطيت الشفاعة ، وكان النبي يبعث إلى قومه ، وبعثت إلى الناس عامة " .)

هذا الحديث يدحض قول الذين يقولون بأن آدم وقومه فقط كانوا موجودين قبل ٧٠٠٠ سنة على هذا الكوكب، فلو فرضنا جدلاً بصحة قولهم فإن آدم والنبي محمد عليهم السلام كانوا مشتركين بنفس الخصلة ألا وهي عامية الرسالة.

وقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " لم يبعث الله ، عز وجل ، نبيا إلا بلغة قومه " والحديث واضح أن القوم كانوا موجودين بالأصل ولهم لغة وأرسل فيهم النبي ولا يستثنى آدم من هذه القاعدة.

Sumber 

LihatTutupKomentar