Isra'iliyyat dalam Tafsir Al-Qur'an
Judul kitab: Terjemah Kitab Hadits Israiliyat dan Hadis Palsu dalam Kitab Tafsir
Judul asal: Al-Israiliyat wa Al-Maudhu'at fi Kutub al-Tafsir
Penulis: Dr. Muhammad bin Muhammad Abu Syahbah (د.محمد بن محمد ابو شهبة)
Penerjemah: alkhoirot.net Al-Khoirot Research and Publication
Bidang studi: Tafsir al-Quran dan Ilmu Tafsir
Daftar Isi
- Isra'iliyyat dalam Kisah Harut dan Marut
- Isra'iliyyat tentang Makhluk-Makhluk Jelmaan (Al-Masukh)
- Isra'iliyyat tentang Pembangunan Ka'bah
- Isra'iliyyat dalam Kisah Tabut (Peti Perjanjian)
- Isra'iliyyat Kisah Daud Membunuh Jalut (Goliath)
- Isra'iliyyat dalam Kisah Adam dan Hawa
- Apa yang Datang dalam Kisah Adam AS
- Israiliyat dalam Kebesaran Ciptaan Para Jabbar dan Khurafat Uj bin Uq
- Israiliyat dalam Kisah Pengembaraan
- Israiliyat dalam "Maidah yang Diminta oleh Murid-Murid"
- Kembali ke: Terjemah Kitab Israiliyat, Maudhuat fi Kutub al-Tafsir
الإسرائيليات في القرآن
الإسرائيليات في قصة هاروت وماروت
...
١-
الإسرائيليات في قصة هاروت وماروت:
روى السيوطي في الدر المنثور، في تفسير
قوله تعالى: ﴿وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوت﴾
روايات كثيرة وقصصا عجيبة رويت عن ابن عمر، وابن مسعود، وعلي، وابن عباس، ومجاهد،
وكعب، والربيع، والسدي، رواها ابن جرير الطبري في تفسيره، وابن مردويه، والحاكم،
وابن المنذر، وابن أبي الدنيا، والبيهقي، والخطيب في تفاسيرهم وكتبهم١.
وخلاصتها: أنه لما وقع الناس من بني آدم فيما وقعوا فيها من المعاصي والكفر بالله، قالت الملائكة في السماء: أي رب، هذا العالم إنما خلقتهم لعبادتك، وطاعتك، وقد ركبوا الكفر، وقتل النفس الحرام، وأكل المال الحرام، والسرقة، والزنا، وشرب الخمر، فجعلوا يدعون عليهم، ولا يعذرونهم فقيل لهم: إنهم في غيب، فلم يعذروهم، وفي بعض الروايات أن الله قال لهم: لو كنتم مكانهم لعملتم مثل أعمالهم، قالوا: سبحانك ما كان ينبغي لنا، وفي رواية أخرى: قالوا: لا. فقيل لهم: اختاروا منكم ملكين آمرهما بأمري، وأنهاهما عن معصيتي، فاختاروا هاروت، وماروت، فأهبطا إلى الأرض، وركبت فيهما الشهوة، وأمرا أن يعبدا الله، ولا يشركا به شيئا، ونهيا عن قتل النفس الحرام، وأكل المال الحرام، والسرقة، والزنا، وشرب الخمر، فلبثا على ذلك في الأرض زمانا، يحكمان بن الناس بالحق، وفي ذلك الزمان امرأة حسنها في سائر الناس كحسن الزهرة في سائر الكواكب، وأنهما أراداها٢ على نفسها، فأبت إلا أن يكونا على أمرها ودينها، وأنهما سألاها عن دينها، فأخرجت لهما صنما، فقالا: لا حاجة لنا في عبادة هذا، فذهبا فصبرا ما شاء الله، ثم أتيا عليها، فخضعا لها بالقول، وأراداها على نفسها، فأبت إلا أن يكونا على دينها، وأن يعبدا الصنم الذي تعبده، فأبيا، فلما رأت أنهما قد أبيا أن يعبدا الصنم، قالت لهما: اختارا إحدى الخلال الثلاث: إما أن تعبدا هذا الصنم، أو تقتلا النفس، أو تشربا هذا الخمر، فقالا: هذا لا ينبغي، وأهون الثلاثة شرب الخمر، وسقتهما الخمر، حتى إذا أخذت الخمر فيهما وقعا بها٣ فمر بهما إنسان، وهما في ذلك، فخشيا أن يفشي عليهما، فقتلاه، فلما أن ذهب عنهما السكر، عرفا ما قد وقعا فيه من الخطيئة، وأرادا أن يصعدا إلى السماء، فلم يستطيعا وكشف الغطاء فيما بينهما، وبين أهل السماء، فنظرت الملائكة إلى ما قد وقعا فيه من الذنوب، وعرفوا أنه من كان في غيب فهو أقل خشية فجعلوا بعد ذلك يستغفرون لمن في الأرض،
١ الدر المنثور ج ١ من ص٢ ٩٧-١٠٣، تفسير ابن جرير ج١ ص ٣٦٢-٣٦٧ ط بولاق.
٢
راودها عن نفسها.
٣ أي فعلا بها الفاحشة.
فلما وقعا فيما وقعا فيه من الخطيئة، قيل لهما: اختارا عذاب الدنيا، أو عذاب الآخرة، فقالا: أما عذاب الدنيا فينقطع ويذهب، وأما عذاب الآخرة فلا انقطاع له، فاختارا عذاب الدنيا فجعلا ببابل فهما بها يعذبان معلقين بأرجلهما، وفي بعض الروايات، أنهما علماها الكلمة التي يصعدان بها إلى السماء، فصعدت، فمسخها الله، فهي هذا الكوكب المعروف بالزهرة١.
ويذكر السيوطي أيضًا في كتابه ما رواه ابن جرير، وابن أبي حاتم، والحاكم وصححه٢،
والبيهقي في سننه: عن عائشة، أنها قدمت عليها امرأة من دومة الجندل، وأنها
أخبرتها أنها جيء لها بكلبين أسودين فركبت كلبا، وركبت امرأة أخرى الكلب الآخر،
ولم يمض غير قليل، حتى وقفتا ببابل، فإذا هما برجلين معلقين بأرجلهما، وهما هاروت
وماروت، واسترسلت المرأة التي قدمت على عائشة في ذكر قصة عجيبة غريبة.
ويذكر
أيضا: أن ابن المنذر أخرج من طريق الأوزاعي، عن هارون بن رباب، قال: دخلت على عبد
الملك بن مروان وعنده رجل قد ثنيت له وسادة، وهو متكئ عليها، فقالوا: هذا قد لقي
هاروت، وماروت فقالوا له: حدثنا رحمك الله: فأنشأ الرجل يحدث بقصة عجيبة
غريبة٣.
وكل هذا من خرفات بني إسرائيل، وأكاذيبهم التي لا يشهد لها عقل، ولا
نقل، ولا شرع، ولم يقف بعض رواة هذا القصص الباطل عند روايته عن بعض الصحابة
والتابعين ولكنهم أوغلوا باب الإثم، والتجني الفاضح، فألصقوا هذا الزور إلى النبي
ﷺ ورفعوه إليه، فقد قال السيوطي: أخرج سعيد، وابن جرير، والخطيب في تاريخ، عن
نافع، قال: سافرت مع ابن عمر، فلما كان من آخر الليل:
١ الزُّهَرة كرُطَبة
-يعني بضم الزاي وفتح الهاء- نجم في السماء كما في القاموس وغيره.
٢ تصحيح
الحاكم غير معتدٍّ به؛ لأنه معروف أنه متساهل في الحكم بالتصحيح كما قال ابن
الصلاح وغيره، وقد صحح أحاديث تعقبها الإمام الذهبي وحكم عليها بالوضع.
٣
الدر المنثور ص ١٠١ تفسير الطبري ج١ ص ٣٦٦.
قال: يا نافع: انظر:
هل طلعت الحمراء؟ قلت: لا، مرتين أو ثلاثا، ثم قلت: قد طعلت، قال: لا مرحبا بها،
ولا أهلا: قلت: سبحان الله!! نجم مسخر، ساع، مطيع!! قال: ما قلت لك إلا ما سمعت
من رسول الله ﷺ قال:»وإن الملائكة قالت: يا رب كيف صبرك على بني آدم في الخطايا
والذنوب؟ قال: إني ابتليتهم وعافيتكم، قالوا: لو كنا مكانهم ما عصيناك، قال:
فاختاروا ملكين منكم، فلم يألوا جهدا أن يختاروا فاختاروا هاروت وماروت، فنزلا،
فألقى الله عليهم الشبق، قلت: وما الشبق؟ قال: الشهوة، فجاءت امرأة يقال لها:
الزهرة فوقعت في قلبيهما، فجعل كل واحد منهما يخفي عن صاحبه ما في نفسه، ثم قال
أحدهما للآخر: هل وقع في نفسك ما وقع في قلبي؟ قال: نعم، فطلباها لأنفسهما،
فقالت: لا أمكنكما حتى تعلماني الاسم الذي تعرجان به إلى السماء، وتهبطان، فأبيا،
ثم سألاها أيضا، فأبتن ففعلا، فلما استطيرت طمسها الله كوكبا، وقطع أجنحتها، ثم
سألا التوبة من ربهما، فخيرهما بين عذاب الدنيا، وعذاب الآخرة، فاختارا عذاب
الدنيا على عذاب الآخرة، فأوحى الله إليهما: أن ائتيا «بابل»١ فانطلقا إلى بابل،
فخسف بهما، فهما منكوسان بين السماء والأرض، معذبان إلى يوم القيامة، ثم ذكر أيضا
رواية أخرى، مرفوعة إلى النبي ﷺ لا تخرج في معناها عما ذكرنا٢، ولا ينبغي أن يشك
مسلم عاقل فضلا عن طالب حديث في أن هذا موضوع على النبي ﷺ مهما بلغت أسانيده من
الثبوت فما بالك إذا كانت أسانيدها واهية، ساقطة، ولا تخلو من وضاع، أو ضعيف، أو
مجهول؟!! ونص على وضعه أئمة الحديث!!
وقد حكم بوضع هذه القصة الإمام أبو
الفرج ابن الجوزي٣، ونص الشهاب العراقي على أن من اعتقد في هاروت وماروت أنهما
ملكان يعذبان على خطيئتهما: فهو كافر بالله.
١ بابل: بلد من بلاد العراق.
٢
الدر المنثور ج١ ص ٩٧ تفسير الطبري ج ١ ص ٣٦٤.
٣ اللآلئ المصنوعة في
الأحاديث الموضوعة ج١ ص ٨٢.
العظيم١، وقال الإمام القاضي عياض
في «الشفاء»، وما ذكره أهل الأخبار، ونقله المفسرون في قصة هاروت وماروت: لم يرد
فيه شيء لا سقيم٢، ولا صحيح عن رسول الله ﷺ وليس هو شيئًا يؤخذ بالقياس.
وكذلك:
حكم بوضع المرفوع من هذه القصة: الحافظ: عماد الدين ابن كثير، وأما ما ليس
مرفوعا: فبين أن منشأة روايات إسرائيلية عن كعب وغيره، ألصقها زنادقة أهل الكتاب
بالإسلام، قال رحمه الله في تفسيره بعد أن تكلم على الأحاديث الواردة في هاروت
وماروت، وأن روايات الرفع غريبة جدا، وأقرب ما يكون في ذلك أنه من رواية عبد الله
بن عمر، عن كعب الأحبار، كما قال عبد الرزاق في تفسيره عن الثوري، عن موسى بن
عقبة، عن سالم بن عبد الله بن ابن عمر، عن كعب، ورفع مثل هذه الإسرائيليات إلى
النبي كذب واختلاق ألصقه زنادقة أهل الكتاب، زورا وبهتانا" وذكر مثل ذلك في
البداية والنهاية٣.
أقول: وهذا الذي قاله العلامة ابن كثير هو: الحق الذي لا
ينبغي أن يقال غيره. وليس أدل على هذا من أن ابن جرير رواها بالسند الذي ذكره ابن
كثير، وبغيره عن ابن عمر، عن كعب الأحبار٤، ولكن بعض الرواة غلطا، أو سوء نية،
رفعها ونسبها إلى النبي ﷺ، وكذا ردها المحققون من المفسرين الذين مهروا في معرفة
أصول الدين، وأبت عقولهم أن تقبل هذه الخرافات: كالإمام الرازي، وأبي حيان، وأبي
السعود، والآلوسي،
ثم هذه من ناحية العقل غير مسلمة، فالملائكة معصومون عن
مثل هذه الكبائر، التي لا تصدر من عربيد، وقد أخبر الله عنهم بأنهم لا يعصون الله
ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون، كما ورد في بعض الروايات التي أشرت إليها آنفا رد
لكلام الله، وفي رواية أخرى: أن الله قال لهما: لو ابتليتكما بما ابتليت به بني
آدم لعصيتماني، فقالا: لو فعلت بنا
١ روح المعاني ج١ ص ٣٤١.
٢ لعله
أراد به الضعيف، واعتبر ما روى مرفوعا ساقطا عن الاعتبار.
٣ البداية
والنهاية ج ١ ص ٣٧.
٤ تفسير الطبري ج ١ ص ٣٦٣.
يا رب ما
عصيناك!! ورد كلام الله كفر، ننزه عنه من له علم بالله وصفاته، فضلًا عن
الملائكة.
ثم كيف ترفع الفاجرة إلى السماء، وتصير كوكبا مضيئا، وما النجم
الذي يزعمون أنه: «الزهرة» وزعموا أنه كان امرأة، فمسخت إلا في مكانه، من يوم أن
خلق الله السموات والأرض.
وهذه الخرافات التي لا يشهد لها نقل صحيح، ولا عقل
سليم هي كذلك مخالفة لما صار عند العلماء المحدثين أمرا يقينا، ولا أدرى ماذا
يكون موقفنا أمام علماء الفلك، والكونيات، إذا نحن لم نزيف هذه الخرافات، وسكتنا
عنها، أو انتصرنا لها؟!!
وإذا كان بعض العلماء المحدثين١ مال إلى ثبوت مثل
هذه الروايات التي لا نشك في كذبها، فهذا منه تشدد في التمسك بالقواعد، من غير
نظر إلى ما يلزم من الحكم بثبوت ذلك من المحظورات، وأنا لا أنكر أن بعض أسانيدها
صحيحة أو حسنة، إلى بعض الصحابة أو التابعين، ولكن مرجعها ومخرجها من إسرائيليات
بني إسرائيل، وخرافاتهم، والراوي قد يغلط، وبخاصة في رفع الموقوف، وقد حققت هذا
في مقدمات البحث، وأن كونها صحيحة في نسبتها لا ينافي كونها باطلة في ذاتها، ولو
أن الانتصار لمثل هذه الأباطيل يترتب عليه فائدة ما لغضضنا الطرف عن مثل ذلك،
ولما بذلنا غاية الجهد في التنبيه إلى بطلانها، ولكنها فتحت على المسلمين باب شر
كبير، يجب أن يغلق.
ويرحم الله الإمام الحافظ الناقد البصير: ابن كثير فقد
نبه على أصل الداء، ووصف له الدواء، وبيَّن الحق والصواب في موقف المسلم من هذه
الخرافات.
ما التفسير الصحيح للآية؟
وليس من شأني في هذا الكتاب مجرد
الهدم والإبطال لهذه الإسرائيليات والخرافات فحسب، ولكني إلى ذلك سأعنى بتفسير
الآيات التي حرفت عن مواضعها، تفسيرا علميا صحيحا، يشهد له النقل الصحيح، والعقل
السليم، والسابق واللاحق من الآيات،
١ هو الحافظ ابن حجر، وتابعه
السيوطي.
حتى يزداد القارئ يقينا أنها دخيلة على القرآن الكريم،
وإليك التفسير الصحيح.
قوله تعالى: ﴿وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ
بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا
إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا
يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ
أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا
يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ
خَلاقٍ﴾ ١.
وليس في الآية ما يدل ولو من بعد على هذه القصة المنكرة، وليس
السبب في نزول الآية ذلك، وإنما السبب: أن الشياطين في ذلك الزمن السحيق كانوا
يسترقون السمع من السماء، ثم يضمون إلى ما سمعوا أكاذيب يلفقونها، ويُلْقُونها
إلى كهنة اليهود وأحبارهم. وقد دوَّنها هؤلاء في كتب يقرؤونها، ويعلمونها الناس،
وفشا ذلك في زمن سليمان عليه السلام حتى قالوا: هذا علم سليمان وما تم لسليمان
ملكه إلا بهذا العلم، وبه يسخر الإنس، والجن، والريح التي تجري بأمره، وهذا من
افتراءات اليهود على الأنبياء، فأكذبهم الله بقوله: ﴿وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ
وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ﴾ ٢.
ثم
عطف عليه: ﴿وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ﴾ فالمراد بما أنزل هو: علم السحر
الذي نزلا ليعلماه الناس، حتى يحذروا منه، فالسبب في نزولهما هو: تعليم الناس
أبوابا من السحر، حتى يعلم الناس الفرق بين السحر والنبوة، وأن سليمان لم يكن
ساحرا، وإنما كان نبيا مرسلا من ربه، وقد احتاط الملكان عليهما السلام غاية
الاحتياط، فما كانا يُعلِّمان أحدا شيئا من السحر حتى يُحذِّراه، ويقولا له: إنما
نحن فتنة أي بلاء واختبار، فلا تكفر بتعلمه والعمل به، وأما من تعلمه للحذر منه،
وليعلم الفرق بينه وبين النبوة والمعجزة؛ فهذا لا شيء فيه، بل هو أمر مطلوب،
مرغوب فيه إذا دعت الضرورة إليه، ولكن الناس ما كانوا يأخذون بالنصيحة، بل كانوا
يفرقون به بين المرء وزوجه، وذلك بإذن الله ومشيئته، وقد دلت الآية: على أن تعلم
السحر لتحذير الناس من الوقوع فيه والعمل به
١ البقرة: ١٠٢.
٢ لأن تعلم
السحر للعمل به كفر.
مباح، ولا إثم فيه، وأيضا تعلمه؛ لإزالة
الاشتباه بينه، وبين المعجزة، والنبوة مباح، ولا إثم فيه، وإنما الحرم والإثم في
تعلمه أو تعليمه للعمل به، فهو مثل ما قيل:
عرفت الشر لا للشر ... لكن
لتوقِّيهِ
ومن لا يعرف الشر ... من الناس يقعْ فِيهِ
واليهود عليهم
لعائن الله لما جاءهم رسول الله ﷺ وكان يعلمون أنه النبي الذي بشرت به التوراة
حتى كانوا يستفتحون به على المشركين قبل ميلاده وبعثته، فلما جاءهم ما عرفوا
كفروا به، ونبذوا كتابهم التوراة، وكتاب الله القرآن وراء ظهورهم، وبدل أن يتبعوا
الحق المبين اتبعوا السحر الذي توارثوه عن آبائهم والذي علمتهم إياه الشياطين،
وكان الواجب عليهم أن ينبذوا السحر، ويحذروا الناس من شره، وذلك كما فعل الملكان:
هاروت وماروت من تحذير الناس من شروره، والعمل به، وهذا هو التفسير الصحيح للآية،
لا ما زعمه المبطلون الخرفون وبذلك: يحصل التناسق بين الآيات وتكون الآية متآخية
متعانقة، ولا أدري ما الصلة بين ما رووه من إسرائيليات، وبين قوله: ﴿وَمَا
يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا
تَكْفُرْ﴾ الآية.
والعجب: أن الإمام ابن جرير حوَّم حول ما ذكرناه في تفسير
الآية ثم لم يلبث أن ذكر ما ذكر! والخلاصة: على القارئ أن يحذر من هذه
الإسرائيليات؛ سواء وجدها في كتاب تفسير، أو حديث أو تاريخ أو مواعظ، أو أدب
أو.......
١ تفسير ابن جرير ج١ ص ٣٥٩، ٣٦٠.
٢- إسرائيليات
في المسوخ من المخلوقات:
ويوغل بعض زنادقة أهل الكتاب، فيضعون على النبي ﷺ
خرافات في خلق بعض أنواع الحيوانات التي زعموا أنها مسخت، ولو أن هذه الخرافات
نسبت إلى كعب الأحبار وأمثاله، أو إلى بعض الصحابة، والتابعين لَهَانَ الأمرُ،
ولكن عظيم الإثم أن
ينسب ذلك إلى المعصوم ﷺ، وهذا اللون من
الوضع والدس من أخبث وأقذر أنواع الكيد للإسلام ونبي الإسلام.
فقد قال
السيوطي عفا الله عنه بعد ما ذكر طامات وبلايا في قصة هاروت وماروت، من غير أن
يعلق عليها بكلمة؛ أخرج الزبير بن بكار في الموفقيات، وابن مردويه، والديلمي، عن
علي: أن النبي ﷺ سئل عن المسوخ١ فقال: هم ثلاثة عشر: الفيل، والدب، والخنزير،
والقرد، والجريث٢، والضب، والوطواط، والعقرب، والدعموص، والعنكبوت، والأرنب،
وسهيل، والزهر، فقيل: يا رسول الله وما سبب مسخهن؟ وإليك التخريف والكذب الذي
نبرئ ساحة رسول الله منهما فقال: أما الفيل: فكان رجلًا جبارًا لوطيا، لا يدع
رطبا، ولا يابسا، وأما الدب: فكان مؤنثًا يدعو الناس إلى نفسه، وأما الخنزير:
فكان من النصارى الذين سألوا المائدة، فلما نزلت كفروا، وأما القردة: فيهود
اعتدوا في السبت، وأما الجريث: فكان ديوثا٣، يدعو الرجال إلى حليلته، وأما الضب:
فكان أعرابيا يسرق الحاج بمحجنه، وأما الوطواط: فكان رجلا يسرق الثمار من رءوس
النخل، وأما العقرب: فكان رجلا لا يسلم أحد من لسانه، وأما الدعموص٤: فكان
نَمَّامًا يُفَرق بين الأحبة، وأما العنكبوت: فامرأة سحرت زوجها، وأما الأرنب:
فإمرأة كانت لا تطهر من حيضها، وأما سهيل: فكان عشَّارًا باليمن، وأما الزهرة:
فكانت بنتا لبعض ملوك بني إسرائيل افتتن بها هاروت، وماروت؛ ألا قبَّح الله من
وضع هذا الزور والباطل، ونسبه إلى من لا ينطق عن الهوى.
ومما لا يقضي منع
العجب: أن السيوطي ذكر هذا الهراء من غير سند، ولم يعقب عليه بكلمة استنكار، ومثل
هذا: لا يشك طالب علم في بطلانه، فضلا عن عالم كبير، وقد حكم عليه ابن الجوزي
بالوضع، وقد ذكره السيوطي في اللآلئ، وتعقبه بما لا يجدي، وكان من الأمانة
العلمية أن يشير إلى هذا، وبعد هذا الكذب والتخريف ينقل السيوطي ما رواه الطبراني
في الأوسط بسند ضعيف كذا قال: عن عمر بن الخطاب قال: جاء
١ جمع مسخ أي
الممسوخ من حالة إلى حالة أخرى.
٢ في القاموس: «الجِرِّيث كسكيت سمك».
٣
الديوث الذي لا يغار على زوجته.
٤ الدعموص بضم الدال دويبة أو دودة سوداء
تكون في الغدران إذا أخذ ماؤها في النضوب.
جبريل إلى النبي ﷺ في
غير حينه، ثم ذكر قصة طويلة في وصف النار، وأن النبي بكى، وجبريل بكى، حتى نوديا:
لا تخافا إن الله أمنكما أن تعصياه١، وأغلب الظن: أنه من الإسرائيليات التي دست
في الرواية الإسلامية.
١ الدر المنثور ج١ ص ١٠٢، ١٠٣.
٣-
الإسرائيليات في بناء الكعبة: البيت الحرام والحجر الأسود:
وكذلك أكثَرَ
السيوطي في تفسيره: «الدر المنثور» عند تفسير قوله تعالى: ﴿وَإِذْ يَرْفَعُ
إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ
مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ ١، من النقل عن الأزرقي، وأمثاله
من المؤرخين والمفسرين الذين هم كحاطبي ليل، ولا يميزون بين الغث والسمين،
والمقبول، والمردود، في بناء البيت، ومن بناه قبل إبراهيم: أهم الملائكة أم آدم؟
والحجر الأسود ومن أين جاء؟ وما ورد في فضلهما، وقد استغرق في هذا النقل الذي
معظمه من الإسرائيليات التي أخذت عن أهل الكتاب بضع عشرة صحيفة٢، لا يزيد ما صح
منها أو ثبت عن عُشْرِ هذا المقدار.
ولو أنه اقتصر على الرواية الصحيحة التي
رواها البخاري في صحيحه٣، ورواها غيره من العلماء الأثبات، لأراحنا، وأراح نفسه،
ولما أفسد العقول، وسمم النفوس بكل هذه الإسرائيليات، التي نحن في غنية عنها بما
تواتر من القرآن، وثبت من السنة الصحيحة؛ وفي الحق: أن ابن جرير كان مقتصدا في
الإكثار من ذكر الإسرائيليات في هذا الموضع، وإن كان لم يسلم منها، وذكر بعضها،
وذلك مثل ما رواه بسنده عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: لما أهبط الله آدم من
الجنة قال: إني مهبط معك بيتا يطاف حوله كما يطاف حول عرشي، ويصلى عنده، كما يصلى
عند عرشي، فلما كان زمن الطوفان، رفع، فكانت الأنبياء يحجونه، ولا يعلمون مكانه٤،
حتى بوأه الله إبراهيم
١ البقرة: ١٢٧.
٢ الدر المنثور ج١ من ص ١٢٥-
١٣٧.
٣ صحيح البخاري كتاب أحاديث الأنبياء باب «واتخد الله إبراهيم
خليلا».
٤ ولا أدري كيف يحجونه ولا يعلمون مكانه؟
عليه
السلام وأعلمه مكانه، فبناه من خمسة أجبل: من حراء، وثبير، ولبنان، وجبل الطور،
وجبل الخمر.
وأعجب من ذلك: ما رواه بسنده عن عطاء بن أبي رباح، قال: لما
أهبط الله آدم من الجنة: كان رجلاه في الأرض، ورأسه في السماء!! يسمع كلام أهل
السماء ودعاءهم، يأنس إليهم فهابته الملائكة، حتى شكت إلى الله في دعائها، وفي
صلاتها، فوجه إلى مكة، فكان موضع قدمه قرية وخطوه مفازة حتى انتهى إلى مكة وأنزل
الله ياقوتة من ياقوت الجنة، فكانت على موضع البيت الآن فلم يزل يطوف به، حتى
أنزل الله الطوفان فرفعت تلك الياقوتة، حتى بعث الله إبراهيم، فبناه، فذلك قول
الله تعالى: ﴿وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ﴾ ١ إلى غير ذلك
مما مرجعه إلى أخبار بني إسرائيل وخرافاتهم، ولم يصح في ذلك خبر عن المعصوم ﷺ،
ويرحم الله الإمام الحافظ ابن كثير؛ فقد بين لنا منشأ معظم هذه الروايات التي هي
من صنع بني إسرائيل، ودس زنادقتهم، فقد قال فيما رواه البيهقي في الدلائل من طرق
عن عبد الله بن عمرو ابن العاص عن النبي ﷺ: «بعض الله جبريل إلى آدم، فأمره،
ببناء البيت، فبناه آدم، ثم أمره بالطواف به، وقال له: أنت أول الناس، وهنا أول
بيت وضع اللناس».
قال ابن كثير: إنه من مفردات ابن لهيعة، وهو ضعيف، والأشبه
والله أعلم أن يكون موقوفا على عبد الله بن عمرو بن العاص، ويكون من الزاملتين٢
اللتين أصابهما يوم اليرموك، من كتب أهل الكتاب، فكان يحدث بما فيهما٣.
وقال
في «بدايته»: ولم يجئ في خبر صحيح عن المعصوم: أن البيت كان مبنيا قبل الخليل
عليه السلام ومن تمسك في هذا بقوله: ﴿مَكَانَ الْبَيْتِ﴾ فليس بناهض ولا ظاهر،
لأن مراده: مكانه المقدر في علم الله تعالى، المقرر في قدرته، المعظم عند
الأنبياء موضعه من لدن آدم إلى زمان إبراهيم٤.
١ تفسير ابن جرير ج١ ص ٤٢٨،
٤٢٩.
٢ الزاملة: البعير الذي يحمل عليه المتاع.
٣ تفسيري ابن كثير
والبغوي ج١ ص ٣١٦ ط المنار فتح الباري ج٦ ص ٣١٠.
٤ البداية والنهاية ج١ ص
١٦٣، ج ٢ ص ٢٩٩.
٤- الإسرائيليات في قصة التابوت:
ومن
الإسرائيليات، التي التبس فيها الحق بالباطل: ما ذكره غالب المفسرين في تفاسيرهم:
في قصة طالوت، وتنصيبه ملِكًا على بني إسرائيل، واعتراض بني إسرائيل عليه، وإخبار
نبيهم لهم بالآية الدالة على ملكه، وهي التابوت، وذلك عند قوله تعالى: ﴿وَقَالَ
لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ
سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ
تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ
مُؤْمِنِينَ﴾ ١.
فقد ذكر ابن جرير، والثعلبي، والبغوي، والقرطبي، وابن كثير،
والسيوطي في: «الدر» وغيرهم في تفاسيرهم كثيرا من الأخبار عن الصحابة والتابعين،
وعن وهب بن منبه، وغيره من مسلمة أهل الكتاب في وصف التابوت، وكيف جاء، وعلام
يشتمل، وعن السكينة وكيف صفتها.
فقد ذكروا في شأن التابوت: أنه كان من خشب
الشمشاد٢، نحوًا من ثلاثة أذرع في ذراعين، كان عند آدم إلى أن مات، ثم عند شيث،
ثم توارثه أولاده، إلى إبراهيم، ثم كان عند إسماعيل، ثم يعقوب، ثم كان في بني
إسرائيل، إلى أن وصل إلى موسى عليه السلام فكان يضع فيه التوراة ومتاعا من متاعه،
فكان عنده إلى أن مات، ثم تداوله أنبياء بني إسرائيل إلى وقت شمويل، وكان عندهم
حتى عصوا، فغلبوا عليه؛ غلبهم عليه العمالقة.
وهذا الكلام وإن كان محتملا
للصدق والكذب، لكننا في غنية ولا يتوقف تفسير الآية عليه.
وقال بعضهم: إن
التابوت إنما كان في بني إسرائيل، ولم يكن من عهد آدم عليه السلام، وأنه الصندوق
الذي كان يحفظ فيه موسى عليه السلام التوراة، ولعل هذا أقرب إلى الحق والصواب،
وكذلك أكثروا من النقل في: «السكينة»، فروى عنه
١ البقرة: ٢٤٨.
٢ في
البغوي بالمعجمتين والدال المهملة، وفي القرطبي بالمعجمة ثم ميم ثم سين مهملة
آخره راء، وفي بعض التفاسير والذال المعجمة.
علي بن أبي طالب
رضي الله عنه هي: ريج فجوج١ هفافة، لها رأسان ووجه كوجه الإنسان.
وقال
مجاهد: حيوان كالهِرِّ، لها جناحان، وذَنَب، ولعينيه شعاع، إذا نظر إلى الجيش
انهزم، وقال محمد بن إسحاق، عن وهب بن منبه: السكينة: رأس هرة ميتة، إذا صرخت في
التابوت بصراخ هر أيقنوا بالنصر، وهذا من خرافات بني إسرائيل وأباطيلهم، وعن وهب
بن منبه أيضا قال: السكينة: روح من الله تتكلم، إذا اختلفوا في شيء تتكلم،
فتخبرهم ببيان ما يريدون.
وعن ابن عباس: السكينة طست من ذهب، كانت تغسل فيه
قلوب الأنبياء، أعطاه الله موسى عليه السلام.
والحق أنه ليس في القرآن ما
يدل على شيء من ذلك، ولا فيما صح عن النبي ﷺ وإنما هذه من أخبار بني إسرائيل التي
نقلها إليها مسلمة أهل الكتاب، وحملها عنهم بعضهم الصحابة والتابعين ومرجعها إلى
وهب بن منبه، وكعب الأحبار وأمثالهما.
التفسير الصحيح للسكينة:
والذي
ينبغي أن تفسر به السكينة: أن المراد بها: الطمأنينية، والسكون الذي يحل بالقلب،
عند تقديم التابوت أمام الجيش، فهي من أسباب السكون، والطمأنينة، وبذلك: تقوى
نفوسهم، وتشتد معنوياتهم فيكون ذلك من أسباب النصر، فهو مثل قوله تعالى:
﴿فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْه﴾ ٢ أي طمأنينته، وما ثبت به قلبه، ومثل
قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ
لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ﴾ ٣.
وقوله: ﴿فَأَنْزَلَ اللَّهُ
سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ
التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا﴾ ٤. فالمراد بالسكينة طمأنينة
القلوب، وثبات النفوس.
١ شديد المرور في غير استواء ولا أدري كيف يكون للريح
رأسان، ووجه كوجه الإنسان؟
٢ التوبة: ٤٠.
٣ الفتح: ٤.
٤ الفتح:
٢٦.
ويعجبني في هذا ما قاله الإمام أبو محمد: عبد الحق، ابن
عطية حيث قال: والصحيح أن التابوت كانت فيه أشياء فاضلة، من بقايا الأنبياء
وآثارهم، فكانت النفوس تسكن إلى ذلك، وتأنس، وتقوى١.
وكذلك: ذكروا في مجيء
التابوت أقوالا متضاربة، يرد بعضها بعضًا، مما يدل على أن مرجعه إلى أخبار بني
إسرائيل، وابتداعهم، وأنه ليس فيه نقل يعتدُّ به.
فروى عن ابن عباس أنه قال:
جاءت الملائكة تحمل التابوت بين السماء والأرض، حتى وضعته بين يدي طالوت، والناس
ينظرون، وعن السدي: أصبح التابوت في دار طالوت، فآمنوا بنبوة شمعون وأطاعوا
طالوت، وقال الحسن: كان التابوت مع الملائكة في السماء٢، فلما ولي طالوت الملك
حملته الملائكة، ووضعته بينهم، وقال قتادة: بل كان التابوت في التيه، خلفه موسى
عند يوشع بن نون، فبقي هناك حتى حملته الملائكة، ووضعته في دار طالوت، فأقروا
بمكة.
وذكر غيرهم: أن التابوت كان بأريحاء، وكان الذين استولوا عليه وضعوه
في بيت آلهتهم: تحت صنمهم الأكبر، فأصبح التابوت على رأس الصنم، فأنزلوه، فوضعوه
تحته، فأصبح كذلك، فسمروه تحته، فأصبح الصنم مكسور القوائم، مُلقىً بعيدًا،
فعلموا أن هذا أمر من الله لا قبل لهم به، فأخرجوا التابوت من بلدهم فوضعوه في
بعض القرى، فأصاب أهلها أمراض في رقابهم، وقيل: جعلوه في مخرأة٣ قوم لهم، فكان كل
من تبرز هناك أصيب بالناسور وقيل: بالباسور، فتحيروا في الأمر، فقالت لهم امرأة
كانت عندهم من سبي بني إسرائيل، من أولاد الأنبياء: لا تزالون ترون ما تكرهون ما
دام هذا التابوت فيكم، فأخرجوه عنكم، فأتوا بعجلة، بإشارة تلك المرأة، وحملوا
عليها التابوت، ثم علقوها على ثورين، وضربوا جنوبهما، فأقبل الثوران يسيران، ووكل
الله بهما أربعة من الملائكة يسوقونهما، فأقبلا حتى وقفا على أرض بني إسرائيل،
فكسرا نيريهما٤، وقطعا حبالهما، ووضعا التابوت في أرض فيها حصاد بني إسرائيل،
ورجعا إلى
١ تفسير القرطبي ج٣ ص ٢٤٩.
٢ هذا مع أنهم رووا كما سلف أنه
لما عصوا وأفسدوا غلبتهم عليه العمالقة.
٣ مكان تغوطهم.
٤ النير ما
يوضع على رقبة الثور عند الحرث، والجر.
أرضهما، فلم يُرع بني
إسرائيل إلا التابوت، فكبروا، وحمدوا الله تعالى، فذلك قوله تعالى: ﴿تَحْمِلُهُ
الْمَلائِكَةُ﴾، أي تسوقه.
وكل هذا من أخبار بني إسرائيل الذين غيروا،
وبدلوا، فالله أعلم بصحتها، وأقرب هذه الأقوال من الصحة، وما يدل عليه القرآن هو:
ما روى عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وكذلك اختلفوا في تعيين البقية الباقية
مما ترك آل موسى وآل هارون١، وكانت محفوظة في التابوت.
فعن ابن عباس، قال:
عصاه -أي موسى- ورضاض٢ الألواح؛ لأنها انكسرت لما ألقاها موسى عليه السلام حين
عاد، فوجدهم يعبدون العجل، وكذا قال قتادة، والسدي، والربيع بن أنس، وعكرمة،
وزاد: والتوراة.
وقال أبو صالح: عصا موسى. وعصا هارون، ولو حين من التوراة
وقفيز من المن الذي كان ينزل على بني إسرائيل في التيه، وقيل: عصا موسى، ونعلاه،
وعصا هارون وعمامته، وثياب موسى، وثياب هارون، ورضاض الألواح، إلى غير ذلك.
وهي
أقوال متقاربة، ولا يرد بعضها بعضا، وهي محتملة، والله أعلم بالصواب منها، وهي من
الأخبار التي تحتمل الصدق والكذب، فلا نصدقها، ولا نكذبها.
والذي نقطع به،
ويجب الإيمان به: أنه كان في بني إسرائيل تابوت أي صندوق من غير بحث في حقيقته
وهيئته، ومن أين جاء؛ إذ ليس في ذلك خبر صحيح عن المعصوم، وأن هذا التابوت كان
فيه مخلفات من مخلفات موسى، وهارون عليهما السلام مع احتمال أن يكون تعيين ذلك في
بعض ما ذكرنا آنفا، وأن هذا التابوت كان مصدر سكينة، وطمأنينة لبني إسرائيل، ولا
سيما عند قتال عدوهم، وأنه عاد إلى بني إسرائيل، تحمله الملائكة، من غير بحث في
الطريق التي حملته بها الملائكة، وبذلك
١ المراد بآل موسى وآل هارون هما
ذاتهما وهذا أمر معهود في لغة العرب، وفي الحديث الشريف: «ولقد أعطي مزمارا من
مزامير آل داود»، أي صوتا حسنا، ولم يكن في آل داود حسن الصوت أحد إلا هو،
فالمراد بآل داود: داود نفسه.
٢ فتات الألواح وما تهشم منها.
كان
التابوت آية دالة على صدق طالوت في كونه ملكا عليهم، وما وراء ذلك من الأخبار
التي سمعتها لم يقم عليها دليل.
٥- الإسرائيليات في قصة قتل
داود جالوت:
ومن الإسرائيليات: ما يذكره المفسرون في قصة قتل داود، وهو:
جندي صغير في جيش طالوت جالوتَ الملك الجبار، وذلك عند تفسير قوله تعالى:
﴿فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ
الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ
النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ
عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ ١.
فقد ذكر الثعلبي، والبغوي، والخازن، وصاحب «الدر
المنثور»، وغيرهم، في تفاسيرهم ما خلاصته: أنه عبر النهر فيمن عبر مع طالوت ملك
بني إسرائيل إيشا: أبو داود في ثلاثة عشر ابنا له وكان داود أصغرهم، وكان يرمي
بالقذافة٢ فلا يخطئ، وأنه ذكر لأبيه أمر قذافته تلك، وأنه دخل بين الجبال، فوجد
أسدا فأخذ بأذنيه، فلم يهجه، وأنه مشى بين الجبال، فسبح، فما بقي جبل حتى سبح
معه، فقال له أبوه: أبشر؛ فإن هذا خير أعطاك الله تعالى إياه.
فأرسل جالوت
إلى طالوت: أن ابرز إليَّ، أو أبرز إليَّ من يقاتلني، فإن قتلني فلكم ملكي، وإن
قتلته فلي ملككم، فشق ذلك على طالوت، فنادى في عسكره: من قتل جالوت زوجته ابنتي،
وناصفته ملكي، فهاب الناس جالوت، فلم يجبه أحد.
فسأل طالوت نبيهم أن يدعو
الله تعالى فدعا الله في ذلك، فأتى بقرن فيه دهن القدس، وتنور من حديد، فقيل: إن
صاحبكم الذي يقتل جالوت هو الذي يوضع هذا القرن على رأسه، فيغلي الدهن حتى يدهن
منه رأسه، ولا يسيل على وجهه، بل يكون على رأسه كالإكليل٣، ويدخل هذا التنور
فيملؤه، ولا يتقلقل فيه.
فدعا طالوت بني إسرائيل، فجربهم، فلم يوافقه منهم
أحد، فأوحى الله إلى نبيهم:
١ البقرة: ٢٥١.
٢ شيء يقذف به كالمقلاع فلا
يخطئ هدفه.
٣ ما يلبسه الملوك على رءوسهم.
إن في ولد
«إيشا» من يقتل الله به جالوت، فدعا طالوت إيشا، فقال: اعرض هذا على بنيك، فأخرج
له اثنى عشر رجلا أمثال السواري١، فجعل يعرضهم على القرن، فلا يرى شيئا فقال
لإيشا: هل بقي لك ولد غيرهم؟ فقال: لا فقال نبي هذا الزمان: يا رب إنه زعم أن لا
ولد له غيرهم، فقال الله: كذب، فقال هذا النبي لإيشا: إن الله كذبك!!
فقال
إيشا: صدق الله، يا نبي الله، إن لي ابنا صغيرا، يقال له: داود، استحييت أن يراه
الناس لقصر قامته وحقارته فخلفته في الغنم يرعاها، وهو في شعب كذا وكذا، وكان
داود رجلا قصيرا، مسقاما، مصغارا، أزرق أمعر٢، فدعاه طالوت، ويقال: بل خرج إليه،
فوجد الوادي قد سال بينه وبين الزريبة التي كان يريح إليها، فوجده يحمل شاتين
يجيز بهما السيل، ولا يخوض بهما الماء، فلما رآه قال: هذا هو لا شك فيه، هذا يرحم
البهائم، فهو بالناس أرحم، فدعاه، ووضع القرن على رأسه، ففاض يعني من غير أن يسيل
على وجهه فقال طالوت: هل لك أن تقتل جالوت، وأزوجك ابنتي، وأجري خاتمك في ملكي؟
قال: نعم، قال: وهل آنست من نفسك شيئا تتقوى به على قتله؟ قال: نعم، وذكر بعض
ذلك.
فأخذ طالوت داود، ورده إلى عسكره، وفي الطريق مر داود بحجر، فناداه: يا
داود احملني؛ فإني حجر هارون الذي قتل بي ملك كذا، فحمله في مخلاته، ثم مر بآخر،
فناداه قائلا: إنه حجر موسى الذي قتل به ملك كذا، فأخذه في مخلاته، ثم مر بحجر
ثالث، فناداه قائلا له: احملني؛ فإني حجرك الذي تقتل بي جالوت، فوضعه في
مخلاته.
فلما تصافوا للقتال، وبرز جالوت، وسال المبارزة، انتدب له داود،
فأعطاه طالوت فرسا، ودرعا، وسلاحا، فلبس السلاح، وركب الفرس، وسار قريبا، ثم لم
يلبث أن
١ جمع سارية، وهي العمود أي: أنهم كالعمد الطويلة.
٢ أمعر:
قليل الشعر، أو نحيف الجسم، وهذا من أكاذيب بني إسرائيل، ورميهم الأنبياء بأبشع
الصفات فقاتلهم الله أنى يؤفكون، وما كان لأبيه وقد أخبره داود بما ذكره أول
القصة، أن ينتقصه، وبصفه بهذه الأوصاف.
نزع ذلك، وقال لطالوت:
إن لم ينصرني الله لم يغنِ عني هذا السلاح شيئا!!، فدعني أقاتل جالوت كما أريد،
قال: فافعل ما شئت، قال: نعم.
فأخذ داود مخلاته، فتقلدها، وأخذ المقلاع،
ومضى نحو جالوت، وكان جالوت من أشد الرجال، وأقواهم، وكان يهزم الجيش وحده، وكان
له يبضة فيها ثلاثمائمة رطل حديدا١ فلما نظر إلى داود ألقى الله في قلبه الرعب،
وبعد مقاومة بينهما، وتوعد كل منهما الآخر، أخرج داود حجرا من مخلاته، ووضعه في
مقلاعه وقال: باسم إله إبراهيم، ثم أخرج الآخر وقال: باسم إله إسحاق، ووضعه في
مقلاعه، ثم أخرج الثالث وقال:
باسم إله يعقوب، ووضعه في مقلاعه، فصارت كلها
حجرا واحدا، ودور داود المقلاع، ورمى به، فسخر له الله الريح، حتى أصاب الحجر أنف
البيضة، فخلص إلى دماغه، وخرج من قفاه، وقتل من ورائه ثلاثين رجلا، وهزم الله
تعالى الجيش، وخر جالوت قتيلا، فأخذه يجره، حتى ألقاه بين يدي طالوت، ففرح جيش
طالوت فرحا شديدا، وانصرفوا إلى مدينتهم، والناس يذكرون بالخير داود.
فجاء
داود طالوت، وقال له: أنجز لي ما وعدتني، فقال: وأين الصداق؟، فقال له داود: ما
شرطت على صداقا غير قتل جالوت، ثم اقترح عليه طالوت أن يقتل مائتي رجل من
أعدائهم، ويأتيه بغلفهم٢، ففعل، فزوجه طالوت ابنته، وأجرى خاتمه في ملكه، فمال
الناس إلى داود، وأحبوه، وأكثروه ذكره، فحسده طالوت، وعزم على قتله، فأخبر ابنة
طالوت رجل من أتباعه، فحذرت داود، وأخبرته بما عزم أبوها عليه، وبعد مغامرة من
طالوت لقتل داود، ومكيدة وحيلة من داود، أنجى الله داود منه، فلما أصبح الصباح،
وتيقن طالوت أن داود لم يقتل، خاف منه، وتوجَّس خيفة، واحتاط لنفسه، ولكن الله
أمكن داود منه ثلاث مرات، ولكن لم يقتله، ثم كان أن فر داود من
١ البيضة: ما
يلبسه المحارب على رأسه، وهذا من أكاذيبهم، وتخريفاتهم، ولا أدري عاقل يدري كيف
يمكن لجالوت أن يحارب، وعلى رأسه هذا القدر من الحديد؟ أي: نحو مائة وخمسين كيلو
جراما من الحديد، ولعل الرطل في زمانهم كان أثقل من رطلنا اليوم، فيكون حمل على
رأسه ما يزيد على ثلاثة قناطير من الحديد ومما ذكروه في وصفه أن ظله كان ميلا،
وهذا ولا شك خرافة.
٢ الغلفة بضم الغين القطعة التي تقطع من الصبي عند
الختان.
طالوت في البرية، فرآه طالوت ذات يوم فيها، فأراد قتله،
ولكن داود دخل غارًا، وأمر الله العنكبوت، فنسجت عليه من خيوطها، وبذلك نجا من
طالوت، ولجأ إلى الجبل، وتعبد مع المتعبدين.
فطعن الناس في طالوت بسبب داود،
واختفائه، فأسرف طالوت في قتل العلماء والعباد، ثم كان أن وقعت التوبة في قلبه،
وندم على ما فعل، وحزن حزنا طويلا، وصار يطلب من يفتيه أن له توبة فلم يجد حتى دل
على امرأة عندها اسم الله الأعظم، فذهب إليها، وأمن روعها، فانطلقت به إلى قبر
«شمويل»، فخرج من قبره وأرشده إلى طريق التوبة، وهو أن يقدم ولده ونفسه في سبيل
الله حتى يقتلوا، ففعل، وجاء قاتل طالوت إلى داود لخيبره بقتله، فكانت مكافأته
على ذلك: أن قتله، وأتى بنو إسرائيل إلى داود، وأعطوه خزائن طالوت، وملكوه على
أنفسهم، وقد استغرق ذلك من تفسير البغوي بضع صحائف١.
وفي هذا الذي ذكروه
الحق والباطل، والصدق، والكذب، ونحن في غنية عنه بما في أيدينا من القرآن والسنة،
وليس في كتاب الله ما يدل على ما ذكروه، ولسنا في حاجة إلى شيء من هذا في فهم
القرآن وتدبره، فلا تلقِ إليه بالا، وارم به دبر أذنيك، فإن فيه تجنِّيًا على من
اصطفاه الله ملكا عليهم، وكذبا على نبي الله داود، ويرحم الله الإمام العلامة ابن
كثير فقد أعرض عن ذكره، ونبه إلى أنه من الإسرائيليات، فقال في قوله تعالى:
﴿وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوت﴾: "ذكروا في الإسرائيليات٢ أنه قتله بمقلاع كان في يده
رماه به، فأصابه، فقتله، وكان طالوت قد وعده إن قتل جالوت أن يزوجه ابنته،
ويشاطره نعمته، ويشركه في أمره، فوفى له ثم آل الملك إلى داود عليه السلام مع ما
منحه الله من النبوة العظيمة، ولهذا قال تعالى: ﴿وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ﴾
الذي كان بيد طالوت، ﴿وَالْحِكْمَةَ﴾ أي: النبوة بعد شمويل، ﴿وَعَلَّمَهُ مِمَّا
يَشَاءُ﴾ من العلم الذي اختصه به عليه الصلاة والسلام.
١ تفسير ابن كثير
والبغوي ج ١ من ص ٦٠٤-٦٠٨.
٢ ويؤكد أنه من الإسرائيليات أن هذا جله مأخوذ من
التوراة: انظر التوراة، سفر صمويل الأول الإصحاح ١٦، ١٧، ١٨، ١٩، يحصل لك اليقين
بهذا.
٦- الإسرائيليات في قصص الأنبياء والأمم السابقة:
وقد
جاء في كتب التفسير على اختلاف مناهجها إسرائيليات كواذب، ومرويات بواطل، لا
يحصيها العد، وذلك فيما يتعلق بقصص الأنبياء والمرسلين والأمم والأقوام السابقين
وقد رويت عن بعض الصحابة، والتابعين وتابعيهم، وورد بعضها مرفوعًا إلى النبي ﷺ
كذبًا وزورًا.
وهذه المرويات والحكايات لا تَمُتُّ إلى الإسلام، وإنما هي من
خرافات بني إسرائيل وأكاذيبهم، وافتراءاتهم على الله، وعلى رسله، رواها عن أهل
الكتاب الذين أسلموا، أو أخذها من كتبهم بعض الصحابة والتابعين، أو دست عليهم، بل
فيها ما حرفوا للأجله التوراة، وذلك مثل ما فعلوا في قصة إسحاق بن إبراهيم، وأنه
هو الذبيح، كما سيأتي.
ولا يمكن استقصاء كل ما ورد من الإسرائيليات، وإلا
لاقتضى هذا مجلدات كبارا، ولكني سأكتفي بما هو ظاهر البطلان، ولا يتفق وسنن الله
في الأكوان، وما يخل بالعقيدة الصحيحة في أنبياء الله ورسله التي يدل عليها العقل
السليم، والنقل الصحيح.
٧- ما ورد في قصة آدم عليه السلام:
﴿فَأَزَلَّهُمَا
الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيه﴾ .
فمن تلك
الإسرائيليات: ما رواه ابن جرير١ في تفسيره بسنده عن وهب بن منبه قال: لما أسكن
الله آدم وذريته أو زوجته -الشك من أبي جعفر، وهو في أصل كتابه «وذريته»- ونهاه
عن الشجرة، وكانت شجرة غصونها متشعبة بعضها في بعض، وكان لها ثمر تأكله الملائكة
لخلدهم٢، وهي الثمرة التي نهى الله آدم عنها وزوجته، فلما أراد إبليس أن
يستنزلهما دخل في جوف الحية، وكانت للحية أربعة قوائم، كأنها بختية٣ من
١ هو
الإمام ابن جرير، وقد شك في اللفظ الذي سمعه ممن أخذ عنه، أهو ذريته أم زوجته؟
فيذكر ذلك رعاية للأمانة في الرواية والظاهر لفظ «زوجته» لأن آدم عليه السلام لم
تكن له ذرية في الجنة.
٢ وكيف والملائكة لا تأكل ولا تشرب؟
٣ ناقة.
أحسن
دابة خلقها الله، فلما دخلت الحية الجنة خرج من جوفها إبليس، فأخذ من الشجرة التي
نهى الله عنها آدم وزوجته فجاء بها إلى حواء، فقال: انظري إلى هذه الشجرة، ما
أطيب ريحها، وأطيب طعمها، وأحسن لونها فأخذت حواء فأكلت منها، ثم ذهبت إلى آدم،
فقالت له مثل ذلك حتى أكل منها، فبدت لهما سوءاتهما، فدخل آدم في جوف الشجرة
فناداه ربه: يا آدم أين أنت؟ قال: أنا هنا يا رب، قال: ألا تخرج؟ قال: أستحيي منك
يا رب، قال: ملعونة الأرض التي خلقت منها، لعنة يتحول عمرها شوكا.... ثم قال: يا
حواء، أنت التي غررت عبدي؛ فإنك لا تحملين حملا إلا حملتيه كرها، فإذا أردت أن
تضعي ما في بطنك، أشرفت على الموت مرارا، وقال للحية: أنت التي دخل الملعون في
جوفك حتى غر عبدي، ملعونة أنت لعنة تتحول قوائمك في بطنك، ولا يكن لك رزق إلا
التراب، أنت عدوة بني آدم، وهم أعداؤك.... قال عمرو: قيل لوهب: وما كانت الملائكة
تأكل!! قال: يفعل الله ما يشاء١، قال ابن جرير: وروى ابن عباس نحو هذه القصة.
ثم
ذكر ابن جرير بسنده عن ابن عباس، وعن ابن مسعود، وعن ناس من الصحابة نحو هذا
الكلام٢، وفي السند أسباط عن السدي، وعليهما تدور الروايات، وقد قدمنا حالهما في
الرواية.
وكذلك: ذكر السيوطي في «الدر المنثور» ما رواه ابن جرير وغيره في
هذا، مما روي عن ابن عباس، وابن مسعود، ولكنه لم يذكر الرواية عن وهب من منبه٣،
وأغلب كتب التفسير بالرأي ذكرت هذا أيضا، وكل هذا من قصص بني إسرائيل الذي تزيدوا
فيه، وخلطوا حقا بباطل، ثم حمله عنهم ابن عباس، وغيره من الصحابة والتابعين،
وفسروا به القرآن الكريم.
ويرحم الله ابن جرير، فقد أشار بذكره الرواية عن
وهب: إلى أن ما يرويه عن ابن عباس، وابن مسعود إنما مرجعه إلى وهب وغيره من
مُسلِمة أهل الكتاب، ويا لتيه لم ينقل شيئا من هذا، ويا ليت من جاء بعده من
المفسرين صانوا تفاسيرهم عن مثل هذا.
١ هذا تهرب من الجواب، وعجز عن تصحيح
هذا الكذب الظاهر.
٢ تفسير ابن جرير ج ١ ص ١٨٦، ١٨٧
٣ الدر المنثور ج ١
ص ٥٣.
وفي رواية ابن جرير الأولى ما يدل على أن الذين رووا عن
وهب وغيره كانوا يشكون فيما يروونه لهم، فقد جاء في آخرها: «قال عمرو١، قيل لوهب:
وما كانت الملائكة تأكل؟!! قال: يفعل الله ما يشاء» فهم قد استشكلوا عليه: كيف أن
الملائكة تأكل؟! وهو لم يأتِ بجواب يُعتدُّ به.
ووسوسة إبليس لآدم عليه
السلام لا تتوقف على دخوله في بطن الحية؛ إذ الوسوسة لا تحتاج إلى قرب ولا
مشافهة، وقد يوسوس إليه وهو على بعد أميال منه، والحية خلقها الله يوم خلقها على
هذا، ولم تكن لها قوائم كالبختي، ولا شيء من هذا٢.
ما ذكر في قوله تعالى:
﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ﴾:
ومن الروايات التي لا تثبت ما
ذكره السيوطي في «الدر» قال: أخرج الطبراني في المعجم الصغير، والحاكم، وأبو
نعيم، والبيهقي كلاهما في الدلائل، وابن عساكر، عن عمر بن الخطاب، قال: قال رسول
الله ﷺ: «لما أذنب آدم الذنب الذي أذنبه، رفع رأسه إلى السماء، فقال: أسألك بحق
محمد إلا غفرت لي، فأوحى الله إليه، ومن محمد؟ فقال: تبارك اسمك، لما خلقتني رفعت
رأسي إلى عرشك، فإذا فيه مكتوب،»لا إله إلا الله، محمد رسول الله«فعلمت أنه ليس
أحد أعظم عندك قدرا ممن جعلت اسمه مع اسمك، فأوحى الله إليه: يا آدم إنه آخر
النبيين، من ذريتك، ولولا هو ما خلقتك» ثم قال: وأخرج الديلمي في مسند الفردوس
بسند واه٣ عن علي، قال: سألت النبي ﷺ عن قول الله: ﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ
رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْه﴾ فقال: إن الله أهبط آدم بالهند، وحواء بجدة،
وإبليس ببيسان، والحية بأصبهان، وكان للحية قوائم كقوائم البعير، ومكث آدم بالهند
سنة باكيا على خطيئته، حتى بعث الله إليه
١ هو عمرو بن عبد الرحمن بن مهرب
الراوي عن وهب.
٢ انظر التوراة، سفر التكوين، الإصحاح الثالث؛ لتزداد يقينا
أنه من الإسرائيليات وليس منه شيء عن المعصوم ﷺ.
٣ السند الواهي: هو الشديد
الضعف الذي ربما يصل إلى حد السقوط والوضع.
جبريل، وقال: يا آدم
ألم أخلُقْك بيدي؟ ألم أنفخ فيك من روحي؟ ألم أُسْجِد لك ملائكتي؟ ألم أزوجك حواء
أمتي؟ قال: بلى، قال: فما هذا البكاء؟ قال: وما يمنعني من البكاء، وقد أخرجت من
جوار الرحمن، قال: فعليك بهذه الكلمات، فإن الله قابل توبتك، وغافر ذنبك، قل:
اللهم إني أسألك بحق محمد، وآل محمد، سبحانك لا إله إلا أنت، عملت سوءا وظلمت
نفسي، فاغفر لي، إنك أنت الغفور الرحيم، اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد
سبحانك، لا إله إلا أنت، عملت سوءا وظلمت نفسي، فتب علي، إنك أنت التواب الرحيم،
فهؤلاء الكلمات التي تلقى آدم. ولا أدري ما دام سنده واهيا لم ذكره؟! ومثل هذا
عليه أمارات الوضع والاختلاق.
ويسترسل السيوطي في الدر، فيذكر عن ابن عباس:
أنه سأل رسول الله ﷺ عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه، فتاب عليه، قال: «سأل
بحق محمد، وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت على، فتاب عليه»، ومثل هذا لا يشك
طالب حديث في اختلاقه وأنه من وضع الشيعة، واختلاقهم، ثم يسترسل في الرواية،
فيذكر: أن آدم لما هبط كان مسودًّا جسمه ثم بيض الله جسده بصيامه ثلاثة أيام،
ولذلك سميت بالأيام البيض، وأنه عليه السلام كان يشرب من السحاب، بل يروى عن عكب
أنه أول من ضرب الدينار والدرهم، إلى غير ذلك مما لا يخرج عن كونه من
الإسرائيليات.
التفسير الصحيح للكلمات:
والصحيح في الكلمات هو: ما روي
عن طرق عدة: أنها قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ
تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ وقدر واه السيوطي
في الدر١ من طرق عدة، ولكنه خلط عملا صالحا، وآخر سيئا، وقد أفاض ابن جرير في
تفسيره في ترجيح هذا القول، وإن ذكر غيره من الأقوال التي هي بعيدة عن الحق
والصواب.
ما نسب إلى ابني آدم لما قتل أحدهما الآخر:
ومن ذلك: ما ذكره
بعض المفسرين كابن جرير الطبري في تفسيره، والسيوطي في
١ الدر المنثور ج١ ص
٥٨، ٦، ٦١.
تفسيره: «الدر المنثور» في قصة ابني آدم: قابيل،
وهابيل، وقتل أولهما الآخر، ما روى عن عكب: أن الدم الذي على جبل قاسيون هو دم
ابن آدم، وعن وهب: أن الأرض نشفت دم ابن آدم فلعن ابن آدم الأرض، فمن أجل ذلك لا
تنشف الأرض دما بعد دم هابيل إلى يوم القيامة، وأن قابيل حمل هابيل سنة في جراب
على عنقه، حتى أنتن وتغير، فبعث الله الغرابين قتل أحدهما الآخر، فحفر له، ودفنه،
برجليه ومنقاره، فعلم كيف يصنع بأخيه، مع أن القرآن عبر بالفاء، التي تدل على
الترتيب والتعقيب من غير تراخٍ، قال تعالى: ﴿فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ
فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيه﴾ ١.
وروى أيضا:
أنه لما قتله أسودَّ جسده، وكان أبيض، فسأله آدم عن أخيه، فقال: ما كنت عليه
وكيلا، قال: بل قتلته فلذلك أسودَّ جسدك، إلى نحو ذلك.
فكل هذا وأمثاله عدا
ما جاء في القرآن من إسرائيليات بني إسرائيل، وقد جاءت بعض الروايات صريحة عن
كعب، ووهب، وما جاء عن ابن عباس، ومجاهد وغيرهما، فمرجعه إلى أهل الكتاب الذين
أسلموا٢.
ما نسب إلى آدم عليه السلام من قول الشعر:
ومن الإسرائيليات:
ما رواه ابن جرير في تفسيره، وما ذكره السيوطي في الدر: من أن آدم لما قتل أحد
ابنيه الآخر، مكث مائة عام لا يضحك حزنا عليه، فأتى على رأس المائة، فقيل له:
حياك الله وبياك، وبشر بغلام، فعند ذلك ضحك.
وكذلك ما ذكره من أن آدم عليه
السلام رثى ابنه بشعر، روى ابن جرير عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: لما
قتل ابن آدم أخاه بكى آدم، فقال:
تغيرت البلاد ومن عليها ... فوجه الأرض
مغير قبيح
تغير كل ذي لون وطعم ... وقلَّ بشاشة الوجه المليح
١
المائدة: من الآية ٣١.
٢ تفسير ابن جرير عند قوله تعالى في سورة المائدة:
﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ﴾ ... الآيات، الدر المنثور ج١ ص
٢٧٠.
قال السيوطي: وأخرج الخطيب وابن عساكر عن ابن عباس قال:
لما قتل ابن آدم أخاه قال آدم عليه السلام: وذكر البيتين السابقين باختلاف
قليل.
فأجابه إبليس عليه اللعنة:
تنح عن البلاد وساكنيها ... فبي في
الخلد ضاق بك الفسيح
وكنت بها وزوجك في رخاء ... وقلبك من أذى الدنيا
مريح
فما انفكت مكايدتي ومكري ... إلى أن فاتك الثمن الربيح١
وقد طعن
في نسبة هذه الأشعار إلى نبي الله آدم الإمام الذهبي في كتابه: ميزان الاعتدال،
وقال: إن الآفة فيه من المحزمي أو شيخه٢.
وما الشعر الذي ذكروه إلا منحول
مختلق، والأنبياء لا يقولون الشعر، وصدق الزمخشري حيث قال: «روي أن آدم مكث بعد
قتل ابنه مائة سنة لا يضحك، وأنه رثاه بشعر، وهو كذب بحت، وما الشعر إلا منحول
ملحون، وقد صح أن الأنبياء معصومون من الشعر»٣.
وقد قال الله تبارك وتعالى:
﴿وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ
وَقُرْآنٌ مُبِينٌ﴾ ٤.
وقال الإمام الآلوسي في تفسيره: وروي عن ميمون بن
مهران عن الحبر ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: «من قال: آدم عليه السلام قد
قال شعرا فقد كذب، إن محمدًا ﷺ والأنبياء كلهم في النهى عن الشعر سواء، ولكن لما
قتل قابيل هابيل بكاه آدم بالسريانية، فلم يزل ينقل، حتى وصل إلى يعرب بن قحطان،
وكان يتكلم بالعربية، والسريانية، فقدم فيه وأخر، وجعله شعرا عربيا» وذكر بعض
علماء العربية:
١ تفسير ابن جرير في الموضع السابق، الدر المنثور ج١ ص ٢٧٦،
٢٧٧.
٢ ميزان الاعتدال ج١ ص ٧٣.
٣ تفسير الكشاف ج١ ص ٤٣١.
٤ سورة
يس: الآية ٦٩.
أن في ذلك لحنا، وإقواء، وارتكاب ضرورة، والأولى
عدم نسبته إلى يعرب؛ لما فيه من الركاكة الظاهرة١.
والحق: أنه شعر في غاية
الركاكة، والأشبه أن يكون هذا الشعر من اختلاق إسرائيلي، ليس له من العربية إلا
حظ قليل، أو قصاص يريد أن يستولي على قلوب الناس بمثل هذا الهراء.
١ روح
المعاني ج ٦ ص ١١٥.
٨- الإسرائيليات في عظم خلق الجبارين وخرافة
عوج بن عوق:
ومن الإسرائيليات التي اشتملت عليها كتب التفسير: ما يذكره بعض
المفسرين، عند تفسير قوله تعالى: ﴿قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا
جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا.....﴾ ١.
فقد
ذكر الجلال السيوطي في «الدر» كثيرًا من الروايات في صفة هؤلاء القوم، وعظم
أجسادهم، مما لا يتَّفق وسنة الله في خلقه، ويخالف ما ثبت في الأحاديث الصحيحة،
وذلك مثل ما أخرجه ابن عبد الحكم عن أبي ضمرة قال: «استظل سبعون رجلا من قوم موسى
في خف رجل من العماليق!! ومثل ما أخرجه البيهقي في شعب الإيمان عن يزيد بن أسلم
قال: بلغني أنه رؤيت ضُبُع وأولادها رابضة في فجاج عين رجل من العماليق!! ومثل ما
رواه ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس، قال: أمر موسى أن يدخل مدينة
الجبارين، فسار بمن معه، حتى نزل قريبا من المدينة، وهي»أريحاء" فبعث إليهم اثني
عشر نقيبا، من كل سبط منهم عين؛ ليأتوه بخبر القوم، فدخلوا المدينة، فرأوا أمرا
عظيما من هيبتهم، وجسمهم، وعظمهم، فدخلوا حائطًا أي: بستانًا لبعضهم فجاء صاحب
الحائط ليجني الثمار، فنظر إلى آثارهم فتبعهم، فكلما أصاب واحدا منهم أخذه، فجعله
في كمه مع الفاكهة وذهب إلى ملكهم، فنثرهم بين يديه، فقال الملك: قد رأيتم شأننا
وأمرنا، اذهبوا فأخبروا صاحبكم، قال: فرجعوا
١ سورة المائدة الآية: ٢٢.
إلى
موسى فأخبروه بما عاينوه من أمرهم، فقال: اكتموا عنا، فجعل الرجل يخبر أخاه
وصديقه، ويقول: اكتم عني، فأشيع في عسكرهم، ولم يكتم منهم إلا رجلان: يوشع بن
نون، وكالب بن يوحنا، وهما اللذان أنزل الله فيهما: ﴿قَالَ رَجُلانِ مِنَ
الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ
فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُون﴾ .
ويروي ابن جرير بسنده، عن
مجاهد نحوا مما قدمنا، ثم يذكر أن عنقود عنبهم لا يحمله إلا خمسة أنفس، بينهم في
خشبة ويدخل في شطر الرمانة إذا نزع حبها خمسة أنفس وأربعة١، إلى غير ذلك من
الإسرائيليات الباطلة.
خرافة عوج بن عوق ٢:
ومن الإسرائيليات الظاهرة
البطلان، التي ولِعَ بذكرها بعض المفسرين والأخباريين، عند ذكر الجبارين: قصة عوج
بن عوق، وأنه كان طوله ثلاثة آلاف ذراع، وأنه كان يمسك الحوت، فيشويه في عين
الشمس، وأن طوفان نوح لم يصل إلى ركبتيه، وأنه امتنع عن ركوب السفينة مع نوح، وأن
موسى كان طوله عشرة أذرع وعصاه عشرة أذرع، ووثب في الهواء عشرة أذرع، فأصاب كعب
عوج فقتله، فكان جسرًا لأهل النيل سنة إلى نحو ذلك من الخرافات، والأباطيل التي
تصادم العقل والنقل، وتخالف سنن الله في الخليقة، ولا أدري كيف يتفق هذا الباطل،
هو وقول الله تبارك وتعالى: ﴿وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا
بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ، قَالَ سَآوي إِلَى
جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ
اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ
الْمُغْرَقِينَ﴾ ٣.
اللهم إلا إذا كان عوج أطول من جبال الأرض!!
فمن
تلك الرويات الباطلة المخترعة: ما رواه ابن جرير بسنده عن أسباط، عن السدي، في
قصة ذكرها من أمر موسى وبني إسرائيل وبعث موسى النقباء الاثني عشر،
١ تفسير
ابن جرير ج ٦ ص ١١٢، الدر المنثور ج١ ص ٢٧٠.
٢ منهم من يقول: ابن عوق: ومنهم
من يقول: ابن عنق كما ذكر العلامة ابن كثير، وفي القاموس: «وعُوج بن عُوق بضمهما
أي: العينين رجل ولد في منزل آدم فعاش إلى زمن موسى، وذكر من عظم خلقه شناعة».
٣
هود: من الآية ٤٢ والآية ٤٣.
وفيها: فلقيهم رجل من الجبارين
يقال له: عوج، فأخذ الاثني عشر فجعلهم في حجزته١، وعلى رأسه حملة حطب، وانطلق بهم
إلى امرأته، فقال: انظري إلى هؤلاء القوم الذين يزعمون أنهم يريدون أن يقاتلونا،
فطرحهم بين يديها، فقال: ألا أطحنهم برجلي؟ فقالت امرأته: بل خلِّ عنهم، حتى
يخبروا قومهم بما رأوا، ففعل ذلك، وكذلك ذكر مثل هذا وأشنع منه غير ابن جرير
والسيوطي بعض المفسرين، والقصصيين وهي كما قال ابن قتيبة: أحاديث خرافة، كانت
مشهورة في الجاهلية، ألصقت بالحديث بقصد الإفساد٢.
وإليك ما ذكره الإمام
الحافظ الناقد ابن كثير في تفسيره، قال: وقد ذكر كثير من المفسرين ههنا أخبارا من
وضع بني إسرائيل، في عظمة خلق هؤلاء الجبارين، وأن منهم عوج بن عنق بنت آدم عليه
السلام، وأنه كان طوله ثلاثة آلاف ذراع وثلاثمائة وثلاثة وثلاثون ذراعا، وثلث
ذراع، تحرير الحساب، وهذا شيء يستحيى من ذكره ثم هو مخالف لما ثبت في الصحيحين:
أن رسول الله ﷺ قال: «إن الله خلق آدم، وطوله ستون ذراعا، ثم لم يزل الخلق ينقص
حتى الآن»، ثم ذكروا: أن هذا الرجل كان كافرًا، وأنه كان ولد زنية، وأنه امتنع من
ركوب سفينة نوح، وأن الطوفان لم يصل إلى ركبتيه، وهذا كذب وافتراء؛ فإن الله
تعالى ذكر أن نوحا دعا على أهل الأرض من الكافرين، فقال: ﴿رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى
الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا﴾، وقال تعالى: ﴿فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ
مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ، ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ﴾، وقال
تعالى: ﴿لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِم﴾، وإذا كان
ابن نوحٍ الكافرُ غرق، فكيف يبقى عوج بن عنق، وهو كافر، وولد زينة؟! هذا لا يسوغ
في عقل، ولا شرع، ثم في وجود رجل يقال له: عوج ابن عنق نظر، والله أعلم٣.
وقال
العلامة ابن قيم الجوزية، بعد أن ذكر حديث عوج: "وليس العجب من جرأة من وضع هذا
الحديث، وكذب على الله، وإنما العجب ممن يدخل هذا في كتب العلم
١ الحجزة:
موضع التكة من السروال.
٢ تأويل مختلف الحديث ص ٣٦٢ وروح المعاني ٦ ص ٦.
٣
تفسير ابن كثير والبغوي ج٣ ص ١١٥ ط المنار.
من التفسير وغيره،
فكل ذلك من وضْع زنادقة أهل الكتاب الذين قصدوا الاستهزاء، والسخرية بالرسل
وأتباعهم، أقول: وسواء أكان عوج بن عوق شخصية وجدت حقيقة، أو شخصية خيالية: فالذي
ننكره هو: ما أضفوه عليه من صفات وما حاكوه حوله من أثواب الزور والكذب والتجرؤ
على أن يفسر كتاب الله بهذا الهراء، وليس في نص القرآن ما يشير إلى ما حكوه
وذكروه، ولو من بعد، أو على وجه الاحتمال، ثم أين زمن نوح من زمن موسى عليهما
السلام وما يدل عليه آية: ﴿قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ
وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا﴾ كان في زمن موسى قطعًا،
ولا مرية في هذا فهل طالت الحياة بعوق حتى زمن موسى؟! بل قالوا: إن موسى هو الذي
قتله، ألا لعن الله اليهود، فكم من علم أفسدوا، وكم من خرافات وأباطيل وضعوا.
٩-
الإسرائيليات في قصة التيه:
فمن هذه الأخبار العجيبة التي رويت في قصة
التيه: ما رواه ابن جرير بسنده عن الربيع، قال: لما قال لهم القوم ما قالوا، ودعا
موسى عليهم، أوحى الله إلى موسى أنها محرمة عليهم أربعين سنة، يتيهون في الأرض،
فلا تأسَ على القوم الفاسقين، وهم يومئذ ستمائة ألف مقاتل فجعلهم فاسقين بما
عصوا، فلبثوا أربعين سنة في فراسخ ستة، أو دون ذلك، يسيرون كل يوم جادين، لكي
يخرجوا مها، حتى يمسوا، وينزلوا، فإذا هم في الدار التي منها ارتحلوا، وأنهم
اشتكوا إلى موسى ما فعل بهم فأنزل عليهم المن والسلوى١، وأعطوا من الكسوة ما هي
قائمة لهم، ينشأ الناشئ فتكون معه على هيئته، وسأل موسى ربه أن يسقيهم، فأتى بحجر
الطور، وهو حجر أبيض، إذا ما أنزل القوم ضربه بعصاه، فيخرج منه اثنتا عشرة عينا،
لكل سبط منهم عين، قد علم كل أناس مشربهم..... وكذلك: روي أن ثيابهم ما كانت
تبلى، ولا تتسخ، وكذلك نقل بعض المفسرين كالزمخشري وغيره: بأنهم كانوا ستمائة
ألف، وسعة المعسكر اثنا عشر ميلا،
١ المن: شيء كالعسل كان ينزل على الشجر من
السماء فيأخذونه ويأكلونه، والسلوى: طير كالسماني.
وكذلك: ذكروا
أن الحجر كان من الجنة، ولم يكن حجرا أرضيا، ومنهم من قال: كان على هيئة رأس
إنسان، ومنهم من قال: كان على هيئة رأس شاة، وقيل: كان طوله عشرة أذرع، وله
شعبتان تتقدان في الظلام، إلى غير ذلك من تزيدات بني إسرائيل، وليس في القرآن ما
يدل على هذا الذي ذكروه في وصف الحجر، مع أنه لو أريد بالحجر الجنس، وأن يضرب أي
حجر ما، لكان أدل على القدرة، وأظهر في الإعجاز.
وقد لاحظ ابن خلدون من قبل
المغالط التي تدخل في مثل هذه المرويات، فقال في مقدمته المشهورة:
اعلم: أن
فن التاريخ فن عزيز المذهب، جم الفوائد، شريف الغاية إذ هو يوقفنا على أحوال
الماضين من الأمم في أخلاقهم، والأنبياء في سيرهم، والملوك في دولهم، وسياستهم،
حتى تتم فائدة الاقتداء في ذلك لمن يرومه في أحوال الدين والدنيا، فهو محتاج إلى
مآخذ متعددة، ومعارف متنوعة، وحسن نظر وتثبُّت، يفضيان بصاحبهما إلى الحق،
وينكبان به عن المزلات والمغالط؛ لأن الأخبار إذا اعتمد فيها على مجرد النقل، ولم
تحكم أصول العادة، وقواعد السياسة، طبيعة العمران، والأحوال في الاجتماع
الإنساني. ولو قيس الغائب منها بالشاهد، والحاضر بالذاهب فربما لم يؤمن فيها من
العثور، ومزلَّة القدم، والحيد عن جادة الصدق، وكثيرا ما وقع للمؤرخين، والمفسرين
وأئمة النقل من المغالط في الحكايات، والوقائع، لاعتمادهم فيها على مجرد النقل
غثا، أو سمينا، ولم يعرضوها على أصولها، ولا قاسوها بأشباهها، ولا سبروها بمعيار
الحكمة، والوقوف على طبائع الكائنات وتحكيم النظر، والبصيرة في الأخبار فضلُّوا
عن الحق، وتاهوا في بيداء الوهم، والغلط، سيما في إحصاء الأعداد من الأموال،
والعساكر إذا عرضت في الحكايات؛ إذ هي مظنة الكذب ومطية الهذر، ولا بد من ردها
إلى الأصول، وعرضها على القواعد، وهذا: كما نقل المسعودي وكثير من المؤرخين في
جيوش بني إسرائيل، وأن موسى أحصاهم في التيه، بعد أن أجاز من كان يطيق حمل السلاح
خاصة من ابن عشرين، فما فوقها، فكانوا ستمائة ألف أو يزيدون، ويذهل في ذلك عن
تقدير مصر والشام، واتساعها لمثل هذا العدد من الجيوش، لكل مملكة حصة من
الحامية.
تتسع لها، وتقوم بوظائفها، وتضيق عما فوقها، تشهد بذلك
العوائد المعروفة، والأحوال المألوفة.....
ولقد كان ملك الفرس ودولتهم أعظم
من ملك بني إسرائيل بكثير، يشهد لذلك: ما كان من غلبة بختنصر لهم، والتهامه
بلادهم، واستيلائه على أمرهم، وتخريب بيت المقدس قاعدة ملتهم، وسلطانهم وهو من
بعض عمال مملكة فارس..... وكانت ممالكهم بالعراقين، وخراسان، وما وراء النهر،
والأبواب أوسع من ممالك بني إسرائيل بكثير، ومع ذلك لم تبلغ جيوش الفرس قط مثل
هذا العدد ولا قريبا منه، وأعظم ما كانت جموعهم بالقادسية مائة وعشرين ألفا، كلهم
متبوع على ما نقله «سيف» قال: وكانوا في أتباعهم أكثر من مائتي ألف، وعن عائشة،
والزهري: أن جموع رستم التي حف بهم سعد بالقادسية إنما كانوا ستين ألفا كلهم
متبوع.
وأيضا: فلو بلغ بنو إسرائيل مثل هذا العدد، لاتسع نطاق ملكهم، وانفسح
مدى دولتهم، فإن العمالات، والممالك في الدول على نسبة الحامية، والقبيل القائمين
بها في قلتها وكثرتها حسبما نبين ذلك في فصل الممالك من الكتاب الأول١، والقوم لم
تتسع ممالكهم إلى غير الأردن، وفلسطين من الشام، وبلاد يثرب، وخيبر، من الحجاز
على ما هو المعروف.
وأيضا: فالذي بين موسى، وإسرائيل إن هو إلا أربعة آباء،
على ما ذكره المحققون، فإن موسى بن عمران بن يصهر بن قاهَِث بفتح الهاء وكسرها بن
لاوي بكسر الواو وفتحها ابن يعقوب وهو إسرائيل الله، هكذا نسبه في التوراة،
والمدة بينهما على ما نقله المسعودي، قال: دخل إسرائيل مصر مع ولده الأسباط،
وأولادهم، حين أتوا إلى يوسف سبعين نفسا، وكان مقامهم بمصر، إلى أن خرجوا مع موسى
عليه السلام إلى التيه مائتين وعشرين سنة، تتداولهم ملوك القبط من الفراعنة،
ويبعد أن يتشعب النسل في أربعة أجيال إلى مثل هذا العدد!! وإن زعموا أن عدد تلك
الجيوش إنما كان في زمن سليمان ومن بعده، فبعيد أيضا؛ إذ ليس بين سليمان،
وإسرائيل إلا أحد عشر
١ يريد بالكتاب الأول «مقدمته المشهورة» وقد قسمها إلى
فصول.
أبا ... ولا يتشعب النسل في أحد عشر من الولد إلى هذا
العدد الذي زعموه، اللهم إلا المئين والآلاف، فربما يكون، وأما أن يتجاوز هذا إلى
ما بعدهما من عقود الأعداد فبعيد، واعتبر ذلك في الحاضر المشاهد، والقريب المعروف
تجد زعمهم باطلًا، ونقلهم كاذبًا.
قال: والذي ثبت في «الإسرائيليات»: أن
جنود سليمان كانت اثني عشر ألفًا خاصة، وأن مقرباته كانت ألفا، وأربعمائة فرس
مرتبطة على أبوابه، هذا هو الصحيح من أخبارهم، ولا يلتفت إلى خرافات العامة منهم،
وفي أيام سليمان عليه السلام، وملكه كان عنفوان دولتهم، واتساع ملكهم١.
وهذا
الفصل من النفاسة بمكان، فلذلك حرصت على ذكره؛ لأنه يفيدنا في رد الكثير من
الإسرائيليات التي وقعت فيها المغالط، والأخبار الباطلة، والخرافات التي كانت
سائدة في العصور الأولى.
١ مقدمة ابن خلدون من ص ٧-٩.
١٠-
الإسرائيليات في «المائدة التي طلبها الحواريون»:
ومن الإسرائيليات التي
ذكرها المفسرون عند تفسير قوله تعالى: ﴿إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى
ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً
مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ، قَالُوا
نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ
صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ، قَالَ عِيسَى ابْنُ
مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ
تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا
وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ، قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ
فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لا أُعَذِّبُهُ
أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ﴾ ١.
وقد اختلف العلماء في المائدة: أنزلت أم لا؟
وجمهور العلماء سلفًا وخلفًا على نزولها، وهذا هو ظاهر القرآن، فقد وعد الله،
ووعدُهُ محقق لا محالة، وذهب الجنس
١ المائدة من الآية ١١٢-١١٥.
ومجاهد
إلى أنها لم تنزل؛ وذلك لأن الله سبحانه لما توعدهم على كفرهم بعد نزولها بالعذاب
البالغ غاية الحد خافوا أن يكفر بعضهم، فاستعفوا، وقالوا: لا نريدها فلم تنزل،
ولا أدرى ما الحامل لهم على هذا؟!
وقد أحيطت المائدة بأخبار كثيرة، أغلب
الظن: أنها من الإسرائيليات رويت عن وهب بن منبه، وكعب، وسلمان، وابن عباس،
ومقاتل، والكلبي، وعطاء، وغيرهم، بل رووا في ذلك حديثًا عن عمار بن ياسر عن النبي
ﷺ أنه قال: «إنها نزلت خبزًا ولحمًا، وأمروا أن لا يخونوا، ولا يدخروا لغد» وفي
رواية: بزيادة «ولا يخبئوا، فخانوا وادخروا، ورفعوا لغد، فمسخوا قردة وخنازير»،
ورفع مثل هذا إلى النبي غلط، ووهم من أحد الرواة على ما أرجح، فقد روى هذا ابن
جرير في تفسيره مرفوعان وموقوفان والموقوف أصح، وقد نص على أن المرفوع لا أصل له
الإمام أبو عيسى الترمذي فقال: بعد أن روى الروايات المرفوعة: «هذا حديث قد رواه
أبو عاصم وغير واحد، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن خلاس، عن عمار بن ياسر
موقوفا، ولا نعرفه مرفوعا إلا من حديث الحسن بن قزعة»، وبعد أن ذكر رواية موقوفة
عن أبي هريرة، قال: «وهذا أصح من حديث الحسن بن قزعة، ولا نعرف للحديث المرفوع
أصلا»١.
وقد اختلفت المرويات في هذا، فروى العوفي عن ابن عباس: أنها خوان
عليه خبز وسمك، يأكلون منه أينما نزلوا، إذا شاءوا، وقال عكرمة عن ابن عباس: كانت
المائدة سمكة، وأريغفة٢، وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس: أنزل على المائدة كل شيء
إلا الخبز واللحم.
وقال كعب الأحبار: نزلت المائدة تطير بها الملائكة بين
السماء والأرض، عليها كل الطعام إلا اللحم.
وقال وهب بن منبه: أنزلها من
السماء على بني إسرائيل، فكان ينزل عليهم في كل يوم في تلك المائدة من ثمار
الجنة، فأكلوا ما شاءوا من ضروب شتى، فكان يقعد عليها أربعة ألاف، وإذا أكلوا
أنزل الله مكان ذلك لمثلهم فلبثوا على ذلك ما شاء الله عز وجل.
١ سنن
الترمذي، كتاب التفسير، باب: سورة المائدة.
٢ التصغير للتقليل هنا.
وقال
وهب أيضا: نزل عليهم أقرصة من شعير، وأحوات١، وحشا الله بين أضعافهن البركة، فكان
قوم يأكلونن ثم يخرجون، ثم يجيء آخرون فيأكلون، ثم يخرجون، حتى أكل جميعهم،
وأفضلوا، وهكذا لم يتفق الرواة على شيء، مما يدل على أنها إسرائيليات مبتدعة،
وليس مرجعها إلى المعصوم ﷺ والحق أبلج، والباطل لجلج لا يُتفق عليه غالبا.
وسأكتفي
بذكر الرواية الطويلة التي ذكرها ابن أبي حاتم، في تفسيره بسنده، عن وهب بن منبه،
عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي رضي الله عنه وخلاصتها: "أن الحواريين لما
سألوا عيسى ابن مريم عليه السلام المائدة كره ذلك؛ خشية أن تنزل عليهم، فلا
يؤمنوا بها، فيكون فيها هلاكهم، فلما أبوا إلا أن يدعو لهم الله لكي تنزل، دعا
الله، فاستجاب له، فأنزل الله تعالى سفرة حمراء بين غمامتين؛ غمامة فوقها وغمامة
تحتها، وهم ينظرون إليها في الهواء منقضة من السماء، تهوي إليهم، وعيسى عليه
الصلاة والسلام يبكي خوفا من الشرط الذي اتخذ عليهم فيها فما زال يدعو حتى استقرت
السفرة بين يديه، والحواريون حوله يجدون رائحة طيبة، لم يجدوا رائحة مثلها قط،
وخرَّ عيسى عليه الصلاة والسلام والحواريون سجَّدًا، شكرا لله تعالى وأقبل اليهود
ينظرون إليهم، فرأوا ما يغمهم، ثم انصرفوا، فأقبل عيسى عليه السلام ومن معه
ينظرونها فإذا هي مغطاة بمنديل، فقال عليه السلام: من أجرؤنا على كشفه، وأوثقنا
بنفسه، وأحسننا بلاء عند ربه، حتى نراها، ونحمد ربنا سبحانه وتعالى ونأكل من رزقه
الذي رزقنا؟ فقالوا: يا روح الله وكلمته، أنت أولى بذلك، فقام واستأنف وضوءا
جديدا، ثم دخل مصلاه، فصلى ركعات، ثم بكى طويلا، ودعا الله تعالى أن يأن له في
الكشف عنها، ويجعل له ولقومه فيها بركة، ورزقا، ثم انصرف، وجلس حول السفرة وتناول
المنديل، وقال: بسم الله خير الرازقين، وكشف عنها، فإذا عليها سمكة ضخمة مشوية،
ليس عليها بواسير٢، وليس في جوفها شوك، يسيل السمن٣.
١ أحوات: جمع حوت، في
القاموس: الحوت: السمك، جمعه: أحوات، وحوتة، وحيتان.
٢ أي: قشر، ففي رواية
البغوي: ليس عليها فلوسها.
٣ أي: الدهن؛ لسمنها.
منها، قد
نضد حولها بقول من كل صنف غير الكراث، وعند رأسها خل، وعند ذنبها ملح، وحول
البقول خمسة أرغفة على واحد منها زيتون، وعلى الآخر تمرات، وعلى الآخر خمس
رمانات، وفي رواية: على واحد منها زيتون، وعلى الثاني عسل، وعلى الثالث سمن، وعلى
الرابع جبن، وعلى الخامس قديد١ فقال شمعون رأس الحواريين لعيسى: يا روح الله
وكلمته، أمن طعام الدنيا هذا، أم من طعام الجنة؟ فقال عيسى: أما آن لكم أن
تعتبروا بما ترون من الآيات، وتنتهوا عن تنقير المسائل؟! ما أخوفني عليكم أن
تعاقبوا في سبب نزول هذه الآية، فقال له شمعون: لا وإله إسرائيل ما أردت بهذا
سؤالا٢ يا ابن الصديقة، فقال عيسى عليه السلام ليس شيء مما ترون من طعام الدنيا،
ولا من طعام الجنة، إنما هو شيء ابتدعه الله في الهواء بالقدرة الغالبة
القاهرة.
فقالوا: يا روح الله وكلمته، إنا نحب أن يرينا الله آية في هذه
الآية: فقال عليه السلام: سبحان الله تعالى أما اكتفيتم؟! ثم قال: يا سمكة عودي
بإذن الله تعالى حية كما كنت، فأحياها الله، وعادت حية طرية، يا سمكة عودي بإذن
الله تعالى كما كنت مشوية، فعادت، ثم دعاهم إلى الأكل فامتنعوا، حتى يكون هو
البادئ، فأبى، ثم دعا لها الفقراء والزمنى، وقال: كلوا من رزق ربكم، ودعوة نبيكم،
واحمدوا الله تعالى الذي أنزلها لكم، فيكون مهنئوها لكم وعقوبتها على غيركم،
وافتتحوا أكلكم باسم الله تعالى، واختتموه بحمد الله، ففعلوا، فأكل منها ألف
وثلاثمائة إنسان بين رجل وامرأة، يصدرون عنها، كل واحد منهم شبعان يتجشَّأ، ونظر
عيسى والحواريون، فإذا ما عليها كهيئته، إذ نزلت من السماء، لم ينقص منها شيء، ثم
إنها رفعت إلى السماء وهم ينظرون، فاستغنى كل فقير أكل منها وبرئ كل زمن أكل
منها، وندم الحواريون وأصحابهم الذين أبوا أن يأكلوا منها ندامة سالت منها
أشفارهم، وبقيت حسرتها في قلوبهم، إلى يوم الممات٣.
١ قديد: أي لحم مجفف.
٢
لعل مراده سؤال تعنت، وأنهم لا يريدون بالسؤال أن يطعمهم الله من رزقه وخيره.
٣
هذا مما يضعف القصة ويدل على الاختلاق، وإلا فكيف يطلبونها، ثم يمتنعون عن الأكل؛
لأن عيسى لم يبدأ به؟
وكانت المائدة إذا نزلت بعد ذلك: أقبل
إليها بنو إسرائيل يسعون من كل مكان، يزاحم بعضهم بعضا، فلما رأى ذلك، جعلها نوبا
تنزل يوما ولا تنزل يوما، ومكثوا على ذلك أربعين يوما، تنزل عليهم غبا، عند
ارتفاع النهار، فلا تزال موضوعة يؤكل منها، حتى إذا قالوا١ ارتفعت عنهم إلى جو
السماء، وهم ينظرون إلى ظلها في الأرض، حتى تتوارى عنهم٢.
فأوحى الله تعالى
إلى عيسى عليه الصلاة والسلام: أن اجعل رزقي لليتامى، والمساكين، والزمنى دون
الأغنياء من الناس، فلما فعل ذلك ارتاب بها الأغنياء، وعمصوا ذلك، حتى شكوا فيها
في أنفسهم، وشككوا فيها الناس، وأذاعوا في أمرها القبيح، والمنكر، وأدرك الشيطان
منهم حاجته، وقذف وساوسه في قلوب المرتابين، فلما علم عيسى ذلك منهم قال: هلكتم
وإله المسيح، سألتم نبيكم أن يطلب المائدة لكم إلى ربكم، فلما فعل، وأنزلها عليكم
رحمة، ورزقا، وأراكم فيها الآيات والعبر كذبتم بها، وشككتم فيها فأبشروا بالعذاب؛
فإنه نازل بكم إلا أن يرحمكم الله تعالى، وأوحى الله تعالى إلى عيسى عليه السلام
إني آخذ المكذبين بشرطي، فإني معذب منهم من كفر بالمائدة بعد نزولها عذابا لا
أعذبه أحدا من العالمين، فلما أمسى المرتابون بها، وأخذوا مضاجعهم في أحسن صورة
مع نسائهم آمنين، فلما كان في آخر الليل مسخهم الله خنازير، فأصبحوا يتبعون
الأقذار في الكناسات.
قال ابن كثير في تفسيره بعد ذكره: «هذا أثر غريب٣ جدا
قطعه ابن أبي حاتم في مواضع من هذه القصة، وقد جمعته أنا ليكون سياقه أتم، وأكمل،
والله سبحانه وتعالى أعلم».
أقول: ومن هذه الروايات الغريبة دخل البلاء على
الإسلام والمسلمين؛ لأن غالبها لا يصح، ولذا قال الإمام الجليل أحمد بن حنبل: «لا
تكتبوا هذه الأحاديث الغرائب؛ فإنها مناكير، وعامتها عن الضعفاء».
١من
القيلولة: الراحة وسط النهار.
٢ القرآن الكريم يدل دلالة واضحة على أن
المائدة لم تنزل إلا مرة واحدة، وهذا يدل على تكرر نزولها، وهذا أيضا يدل على
اختلاق تفاصيل القصة وأنها من تزيدات بني إسرائيل.
٣ الغريب: ما تفرد به
رواته في كل السند أو بعضه، ومنه الصحيح، ومنه غير الصحيح وهو الغالب والكثير.
وقال
الإمام مالك: «شر العلم الغريب، وخير العلم الظاهر الذي قد رواه الناس» وقال ابن
المبارك: «العلم: الذي يجيئك من ههنا وههنا» يعني المشهور الذي رواه الكثيرون.
رواها البيهقي في المدخل وروى عن الزهري أنه قال: «ليس من العلم ما لا يُعرَف،
إنما العلم ما عُرِف وتواطأت عليه الألسن١».
وأحب أن أنبه إلى أن أصل القصة
ثابت بالقرآن الذي لا شك فيه وإنما موضع الشك في كل هذه التزيدات التي هي من
الإسرائيليات.
وقد ذكر المفسرون جميعا كل ما يدور حول قصة المائدة، وإن
اختلفوا في ذلك قلة وكثرة٢، والعجب أن أحدا لم ينبه على أصل هذه المرويات،
والمنبع الذي نبعت منه، حتى الإمامين الجليلين: ابن كثير والآلوسي، وإن كان ابن
كثير قد أشار من طرف خفي إلى عدم صحة معظم ما روى، ولعلهم اعتبروا ذلك مما يباح
روايته، ويحتمل الصدق والكذب، فذكروه من غير إنكار له، وكان عليهم أن ينزهوا
التفسير عن هذا وأمثاله.
وقد شكك في القصة الطويلة التي اختصرناها الإمام
أبو عبد الله محمد بن أحمد القرطبي، فقال: قلت: في هذا الحديث مقال، ولا يصح من
قبل إسناده٣.
ثم عرض بعد لما روي مرفوعا، وموقوفا، وذكر ما قاله الإمام أبو
عيسى الترمذي: من أن الموقوف أصح، وأن المرفوع لا أصل له٤.
التفسير الصحيح
للآيات:
ولأجل أن نكون على بينة من أن تفسير الآيات، والانتفاع بها،
والاهتداء بهديها.
١ تدريب الراوي ص ١٩٢.
٢ انظر تفسير ابن جرير عند
هذه الآيات، وتفسير الدر المنثور عندها أيضا، وتفسير الزمخشري، والفخر الرازي،
وأبي السعود عند تفسير الآيات، وتفسير ابن كثير والبغوي ج٣ ص ٢٧٤- ٢٧٩، والآلوسي
ج٧ من ص ٦٢- ٦٥ والقرطبي ج ٦ من ص ٣٦٩-٣٧٢ إلا أنه قال: في هذا الحديث مقال، ولا
يصح من قبل إسناده.
٣ تفسير القرطبي ج ٦ ص ٣٧٢ ط الأولى.
٤ هذه العبارة
تطلق عند بعض المحدثين على ما هو موضوع وليس من شك في أن رفع هذا إلى النبي ﷺ إن
كان عمدا فهو كذب واختلاق عليه، وإن كان غلطا وسهوا فهو ملحق بالوضع، كما نبه
إليه أئمة علوم الحديث كابن الصلاح وغيره.
ليس متوقِّفًا على ما
رووا من أخبار وقصص، تفسر لك الآيات تفسيرا صحيحا، كما هو منهجنا في كل ما عرضنا
له، فأقول وبالله التوفيق:
قال الله تعالى:
﴿إِذْ قَالَ
الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ
يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ﴾ إذ: ظرف لما مضى من الزمان، وهو
مفعول لفعل محذوف، والتقدير: اذكر -يا محمد- ما حدث في هذا الزمن البعيد؛ ليكون
دليلًا على صدق نُبُوَّتِك، فما كنت معهم، ولا صاحب أهل الكتاب، ولم تكن قارئا،
ولا كاتبا.
الحواريون: جمع حواري وهم: المخلصون الأصفياء من أتباع عيسى عليه
السلام ويطلق أيضا على الأصحاب المخلصين من أتباع الأنبياء، وفي الحديث
الصحيح:»إن لكل نبي حواريا وحواري: الزبير «يعني ابن العوام».
المائدة:
الخوان الذي عليه الطعام، فإن لم يكن عليها طعام فهو خوان: السماء؛ إما المعروفة
أو المراد بها جهة العلو؛ فإنها قد تطلق ويراد بها كل ما علا.
وليس المراد
بالاستفهام هو أصل الاستطاعة، وأنهم ما كانوا يعلمون هذا؛ لأن السائلين كانوا
مؤمنين، عارفين، عالمين بالله وصفاته، بل في أعلى درجات هذه الصفات، وإنما المراد
بالسؤال: الإنزال بالفعل، من قبيل إطلاق السبب وإرادة المسبب، والمعنى: هل يجيبنا
ربك -يا نبينا عيسى- إلى ذلك أم لا؟
وقال بعض العلماء: ليس ذلك بشك في
الاستطاعة، وإنما هو تلطُّف في السؤال، وأدب مع الله تعالى بهذه الصيغة المهذبة
كقول الرجل لآخر: هل تستطيع أن تعتبني على كذا، وهو يعلم أنه يستطيع.
وأما
قول من قال: إنه من قول من كان مع الحواريين، فبعيد؛ لخروجه عن ظاهر الآية، ولا
سيما أن تفسير الآية مستقيم غاية الاستقامة على ما ذكرنا.
وهذا السؤال إما
لفقرهم وحاجتهم، وإما لتعرف فضل نبيهم عيسى، وفضلهم وكرامتهم عند ربهم.
وأما
ما روي أن عيسى أمرهم بصيام ثلاثين يومًا، ثم ليسألوا ربهم ما يشاءون،
فصاموا
وسألوا، فلست منه على ثلج ﴿قال اتقوا الله إن كنتم مؤمنين﴾ .
ليس هذا شكا في
إيمانهم، وإنما هو أسلوب معهود، حملا على التقوى، كما قال تعالى في حق المؤمنين
الصادقين، من هذه الأمة المحمدية: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ
كُنْتُمْ مُؤْمِنِين﴾ ١ والمعنى: اتقوا الله ولا تسألوه، فعسى أن يكون فتنة لكم،
وتوكَّلوا على الله في طلب الرزق، أو اتقوا الله ودعوا كثرة السؤال؛ فإنكم لا
تدرون ما يحل بكم عن اقتراح الآيات؛ لأن الله سبحانه إنما يفعل الأصلح لعباده
﴿إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين﴾ ١، من أهل الإيمان بالله ورسله، ولا سيما أنه سبحانه
آتاكم من الآيات ما فيه غنية عن غيره ﴿قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا﴾
بدأوا بالغذاء المادي، ثم ثنوا بالغذاء الروحي، فقالوا: ﴿وَتَطْمَئِنَّ
قُلُوبُنَا﴾، وهو مثل قول الخليل إبراهيم عليه السلام: ﴿وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ
قَلْبِي﴾ ٢. ﴿وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا﴾ أي: نزداد علما، ويقينًا بصدقك،
وحقيقة رسالتك: ﴿وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ﴾ أي: المقرين المعترفين
لله بالوحدانية، ولك بالنبوة، والرسالة، أو: من الشاهدين عليها لمن لم يرها
ويعاينها.
﴿قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ
عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا
وَآخِرِنَا﴾ .
العيد: يوم الفرح والسرور، ﴿لِأَوَّلِنَا﴾: لأول أمتنا،
﴿وَآخِرِنَا﴾: لآخر أمتنا أو لنا، ولمن بعدنا.
﴿وَآيَةً مِنْك﴾ أي: دليلا،
وحجة على قدرتك، على كل شيء، وعلى إجابتك لدعوتي، فيصدقوني فيما أبلغه عنك،
﴿وَارْزُقْنَا﴾ أي: من عندك رزقًا هنيئًا لا كلفة فيه، ولا تعب، ﴿وَأَنْتَ خَيْرُ
الرَّازِقِينَ﴾ أي: خير من أعطى ورزق؛ لأنك الغني الحميد.
﴿قَالَ اللَّهُ
إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي
أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ﴾ .
١
الأنفال: ١.
٢ البقرة: ٢٦٠.
أي: فمن يكفر أي: يكذب بها من
أمتك يا عيسى، وعاندها، فإني أعذبه عذابا، لا أعذبه أحدًا من عالمي زمانكم، وهذا
على سبيل الوعيد لهم، والتهديد. وليس في الآية ما يدل على أنهم كفروا، ولا على أن
غيرهم قد كفر بها، ولا على أنهم استعفوا من نزول المائدة، وإنما الذي دعا بعض
المفسرين إلى هذه الأقوال ما سمعت من الروايات الإسرائيلية، وها نحن قد فسرنا
الآيات تفسيرًا علميًّا صحيحًا من غير حاجة إلى ما روي، مما يدل دلالةً قاطعةً
على أن مفسر القرآن في غنية عن الإسرائيليات التى شوهت جمال القرآن وجلاله.
...
1- Israiliyat dalam Kisah Harut dan Marut:
As-Suyuthi dalam Ad-Durr Al-Manthūr, ketika menafsirkan firman Allah Ta'ala:² Merayu dirinya.
³ Yaitu melakukan perbuatan keji dengannya.
² Penshahihan Al-Hakim tidak dianggap; karena ia dikenal longgar dalam memutuskan shahih, seperti yang dikatakan Ibnu Shalah dan lainnya, dan ia menshahihkan hadits-hadits yang dikritik oleh Imam Adz-Dzahabi dan dihukumi sebagai palsu.
³ Ad-Durr Al-Manthūr hal. 101, Tafsir Ath-Thabari jilid 1 hal. 366.
² Ad-Durr Al-Manthūr jilid 1 hal. 97, Tafsir Ath-Thabari jilid 1 hal. 364.
³ Al-La'ali' Al-Mashnu'ah fi Al-Ahadith Al-Mawdhu'ah jilid 1 hal. 82.
² Mungkin maksudnya adalah lemah, dan menganggap apa yang diriwayatkan marfu' gugur dari pertimbangan.
³ Al-Bidayah wa An-Nihayah jilid 1 hal. 37.
⁴ Tafsir Ath-Thabari jilid 1 hal. 363.
² Karena mempelajari sihir untuk diamalkan adalah kekufuran.
2- Israiliyat dalam Masuknya Makhluk-Makhluk:
Dan sebagian zindiq Ahlul Kitab semakin dalam, sehingga menyandarkan kepada Nabi ﷺ khurafat dalam penciptaan sebagian jenis hewan yang mereka klaim diubah bentuknya, dan seandainya khurafat ini disandarkan kepada Ka'ab Al-Ahbar dan sejenisnya, atau kepada sebagian sahabat, dan tabi'in maka urusan akan ringan, tapi dosa yang besar adalahmenyandarkan itu kepada yang ma'shum ﷺ, dan jenis pemalsuan dan penyusupan ini dari jenis yang paling jahat dan paling kotor dari jenis tipu daya terhadap Islam dan nabi Islam.As-Suyuthi—semoga Allah mengampuninya—setelah menyebutkan malapetaka dan bencana dalam kisah Harut dan Marut, tanpa mengomentarinya dengan sepatah kata pun; meriwayatkan dari Az-Zubair bin Bakkar dalam Al-Muwafiqiyyat, Ibnu Mardawaih, Ad-Dailami, dari Ali: Bahwa Nabi ﷺ ditanya tentang al-masukh¹ beliau bersabda: Mereka adalah tiga belas: gajah, beruang, babi, kera, jerith², biawak, kelelawar, kalajengking, da'mush, laba-laba, kelinci, Suhail, dan Zuhrah. Dikatakan: Wahai Rasulullah apa sebab diubah bentuknya? Dan berikut rekayasa dan kebohongan yang kami bersihkan tempat Rasulullah dari keduanya beliau bersabda: Adapun gajah: Ia adalah seorang lelaki jahat yang homoseksual, tidak meninggalkan yang basah dan kering, adapun beruang: Ia adalah seorang perempuan yang memanggil orang-orang kepada dirinya, adapun babi: Ia dari kaum Nasrani yang meminta maidah, maka ketika diturunkan mereka kafir, adapun kera: Orang Yahudi yang melanggar pada hari Sabtu, adapun jerith: Ia adalah dayyuts³ yang memanggil lelaki-lelaki kepada istrinya, adapun biawak: Ia adalah seorang Arab badui yang mencuri jamaah haji dengan tongkatnya, adapun kelelawar: Ia adalah lelaki yang mencuri buah-buahan dari pucuk pohon kurma, adapun kalajengking: Ia adalah lelaki yang tidak ada yang selamat dari lisannya, adapun da'mush⁴: Ia adalah pengadu domba yang memisahkan antara orang-orang yang saling mencintai, adapun laba-laba: Wanita yang menyihir suaminya, adapun kelinci: Wanita yang tidak suci dari haidnya, adapun Suhail: Ia adalah pemungut pajak di Yaman, adapun Zuhrah: Ia adalah putri dari sebagian raja Bani Israil yang digoda oleh Harut dan Marut; semoga Allah memburukkan siapa yang memalsukan kedustaan dan kebatilan ini, dan menyandarkannya kepada yang tidak berbicara dari hawa nafsu.Dan dari hal yang tidak menghilangkan keheranan: Bahwa As-Suyuthi menyebutkan omong kosong ini tanpa sanad, dan tidak mengomentarinya dengan kata penolakan, dan semacam ini: Tidak ragu penuntut ilmu dalam kebatilannya, apalagi seorang ulama besar, dan Ibnu Al-Jauzi telah memutuskan bahwa itu palsu, dan As-Suyuthi menyebutkannya dalam Al-La'ali', dan menindaklanjutinya dengan apa yang tidak berguna, dan seharusnya dari amanah ilmiah untuk menunjukkan hal ini, dan setelah kebohongan dan rekayasa ini As-Suyuthi menukil apa yang diriwayatkan oleh Ath-Thabarani dalam Al-Ausath dengan sanad lemah demikian ia katakan: Dari Umar bin Al-Khaththab ia berkata: Jibril datang kepada Nabi ﷺ di luar waktunya, kemudian disebutkan kisah panjang dalam deskripsi neraka, dan bahwa Nabi menangis, dan Jibril menangis, hingga dipanggil: Jangan takut kalian berdua sesungguhnya Allah telah memberi kalian keselamatan agar tidak mendurhakai-Nya¹, dan dugaan kuat: Bahwa itu dari Israiliyat yang disusupkan dalam riwayat Islamiyah.3- Israiliyat dalam Pembangunan Ka'bah: Baitullah dan Hajar Aswad:
Demikian pula As-Suyuthi banyak menukil dalam tafsirnya Ad-Durr Al-Manthūr ketika menafsirkan firman Allah Ta'ala:² Ad-Durr Al-Manthūr jilid 1 dari hal. 125-137.
³ Shahih Al-Bukhari kitab hadits para nabi bab "dan Allah menjadikan Ibrahim sebagai khalil".
⁴ Dan saya tidak tahu bagaimana mereka menghajinya dan tidak mengetahui tempatnya?
³ Tafsir Ibnu Katsir dan Al-Baghawi jilid 1 hal. 316 cetakan Al-Manar, Fath Al-Bari jilid 6 hal. 310.
⁴ Al-Bidayah wa An-Nihayah jilid 1 hal. 163, jilid 2 hal. 299.
4- Israiliyat dalam Kisah Tabut:
Dan dari Israiliyat, yang tercampur di dalamnya kebenaran dengan kebatilan: Apa yang disebutkan oleh kebanyakan mufassir dalam tafsir mereka: Dalam kisah Thalut, dan pengangkatannya sebagai raja atas Bani Israil, dan protes Bani Israil terhadapnya, dan pemberitahuan nabi mereka kepada mereka dengan ayat yang menunjukkan kerajaannya, yaitu tabut, dan itu ketika firman Allah Ta'ala:² Dalam Al-Baghawi dengan dua mu'jam dan dal mahmulah, dalam Al-Qurthubi dengan mu'jam kemudian mim kemudian sin mahmulah akhirnya ra', dan dalam sebagian tafsir dan dzal mu'jamah.Ali bin Abi Thalib radhiyallahu anhu ia adalah: Angin yang kencang¹ berhembus, baginya dua kepala dan wajah seperti wajah manusia.Dan Mujahid berkata: Hewan seperti kucing, baginya sayap, dan ekor, dan matanya bersinar, jika melihat pasukan maka kalah, dan Muhammad bin Ishaq berkata dari Wahb bin Munabbih: Sakina: Kepala kucing mati, jika berteriak dalam tabut dengan teriakan kucing mereka yakin dengan kemenangan, dan ini dari khurafat Bani Israil dan kebatilan mereka, dan dari Wahb bin Munabbih juga ia berkata: Sakina: Roh dari Allah yang berbicara, jika mereka berselisih dalam sesuatu ia berbicara, maka memberitahu mereka dengan penjelasan apa yang mereka inginkan.Dan dari Ibnu Abbas: Sakina baskom dari emas, yang dicuci di dalamnya hati para nabi, Allah berikan kepada Musa عليه السلام.Dan kebenaran adalah bahwa tidak ada dalam Al-Qur'an yang menunjukkan kepada sesuatu dari itu, dan tidak dalam apa yang sahih dari Nabi ﷺ melainkan ini dari berita Bani Israil yang dinukil kepada mereka Muslim Ahlul Kitab, dan dibawa dari mereka sebagian sahabat dan tabi'in dan asalnya kepada Wahb bin Munabbih, dan Ka'ab Al-Ahbar dan sejenisnya.
Tafsir yang Benar untuk Sakina:
Dan yang sepatutnya ditafsirkan dengan sakina: Bahwa yang dimaksud dengannya: Ketenangan, dan ketenangan yang menimpa hati, ketika tabut diletakkan di depan pasukan, maka ia dari sebab-sebab ketenangan, dan ketenangan, dan dengan itu: Kuatlah jiwa mereka, dan kuat moral mereka maka itu menjadi dari sebab-sebab kemenangan, maka ia seperti firman Allah Ta'ala:² At-Taubah: 40.
³ Al-Fath: 4.
⁴ Al-Fath: 26.
² Ini meskipun mereka meriwayatkan seperti sebelumnya bahwa ketika mereka bermaksiat dan merusak dikalahkan atasnya Amaliqah.
³ Tempat buang air mereka.
⁴ An-Nir apa yang diletakkan pada leher sapi ketika membajak, dan tarik.
² Potongan loh-loh dan apa yang hancur darinya.tabut menjadi ayat yang menunjukkan kebenaran Thalut dalam menjadi raja atas mereka, dan apa di balik itu dari berita-berita yang kamu dengar tidak tegak atasnya dalil.
5- Israiliyat dalam Kisah Pembunuhan Daud terhadap Jalut:
Dan dari Israiliyat: Apa yang disebutkan mufassir dalam kisah pembunuhan Daud, dan ia: Prajurit kecil dalam pasukan Thalut Jalut raja yang jahat, dan itu ketika menafsirkan firman Allah Ta'ala:² Sesuatu yang dilempar seperti ketapel tidak meleset targetnya.
³ Apa yang dipakai raja-raja di atas kepala mereka.
² Am'ar: Sedikit rambut, atau kurus badan, dan ini dari kebohongan Bani Israil, dan tuduhan mereka kepada para nabi dengan sifat-sifat paling jelek maka perangi mereka Allah bagaimana mereka dipalingkan, dan tidak bagi ayahnya dan telah memberitahu Daud apa yang disebutkan awal kisah, bahwa mengecilkannya, dan mendeskripsikannya dengan sifat-sifat ini.melepas itu, dan berkata kepada Thalut: Jika Allah tidak menolongku tidak berguna bagiku senjata ini sesuatu!!, maka biarkan aku memerangi Jalut seperti yang aku inginkan, ia berkata: Lakukan apa yang engkau mau, ia berkata: Ya.Maka Daud mengambil kantongnya, memakainya, mengambil ketapel, dan pergi menuju Jalut, dan Jalut dari lelaki paling kuat, dan paling kuat, dan ia mengalahkan pasukan sendirian, dan baginya helm di dalamnya tiga ratus ratl besi¹ maka ketika melihat Daud Allah melemparkan dalam hatinya ketakutan, dan setelah perlawanan antara keduanya, dan ancaman masing-masing kepada yang lain, Daud mengeluarkan batu dari kantongnya, meletakkannya dalam ketapelnya dan berkata: Dengan nama Tuhan Ibrahim, kemudian mengeluarkan yang lain dan berkata: Dengan nama Tuhan Ishaq, dan meletakkannya dalam ketapelnya, kemudian mengeluarkan yang ketiga dan berkata:Dengan nama Tuhan Ya'qub, dan meletakkannya dalam ketapelnya, maka menjadi semuanya batu satu, dan Daud memutar ketapel, melempar dengannya, maka Allah menundukkan baginya angin, hingga batu mengenai hidung helm, menembus ke otaknya, dan keluar dari belakang lehernya, membunuh dari belakangnya tiga puluh lelaki, dan Allah mengalahkan pasukan, dan Jalut jatuh terbunuh, maka mengambilnya menariknya, hingga melemparkannya di antara tangan Thalut, maka pasukan Thalut gembira kegembiraan yang hebat, dan mereka kembali ke kota mereka, dan manusia menyebutkan dengan kebaikan Daud.Maka Daud datang kepada Thalut, dan berkata kepadanya: Penuhi bagiku apa yang engkau janjikan, ia berkata: Dan mana mahar? Maka Daud berkata kepadanya: Aku tidak syaratkan atas mahar selain pembunuhan Jalut, kemudian Thalut mengusulkan kepadanya untuk membunuh dua ratus lelaki dari musuh-musuh mereka, dan membawa kepadanya kulup mereka², maka melakukannya, maka Thalut menikahkannya dengan putrinya, dan menjalankan cincinnya dalam kerajaannya, maka manusia condong kepada Daud, mencintainya, dan banyak menyebutkannya, maka Thalut iri kepadanya, dan berniat membunuhnya, maka putri Thalut memberitahu lelaki dari pengikutnya, maka memperingatkan Daud, dan memberitahunya apa yang ayahnya berniat kepadanya, dan setelah petualangan dari Thalut untuk membunuh Daud, dan tipu daya dan siasat dari Daud, Allah selamatkan Daud darinya, maka ketika pagi hari, dan Thalut yakin bahwa Daud tidak terbunuh, takut darinya, dan merasa khawatir, dan berhati-hati untuk dirinya, tapi Allah memungkinkan Daud atasnya tiga kali, tapi tidak membunuhnya, kemudian Daud melarikan diri dari
² Al-Ghulafah dengan dhammah ghain potongan yang dipotong dari anak laki-laki ketika khitan.
² Dan yang menguatkan bahwa itu dari Israiliyat bahwa ini kebanyakan diambil dari Taurat: Lihat Taurat, Kitab Samuel pertama bab 16, 17, 18, 19, kamu dapatkan keyakinan dengan ini.
6- Israiliyat dalam Kisah Para Nabi dan Bangsa-Bangsa Sebelumnya:
Dan telah datang dalam kitab-kitab tafsir dengan perbedaan manhajnya Israiliyat yang bohong, dan riwayat-riwayat batil, tidak dapat dihitung jumlahnya, dan itu dalam apa yang berkaitan dengan kisah para nabi dan rasul dan bangsa-bangsa dan kaum-kaum sebelumnya dan diriwayatkan dari sebagian sahabat, dan tabi'in dan pengikut mereka, dan datang sebagiannya marfu' kepada Nabi ﷺ dengan kebohongan dan dusta.Dan riwayat-riwayat dan kisah-kisah ini tidak berhubungan dengan Islam, melainkan itu dari khurafat Bani Israil dan kebohongan mereka, dan tuduhan mereka terhadap Allah, dan terhadap rasul-rasul-Nya, diriwayatkan dari Ahlul Kitab yang masuk Islam, atau diambil dari kitab-kitab mereka sebagian sahabat dan tabi'in, atau disusupkan kepada mereka, bahkan di dalamnya apa yang mereka palsukan Taurat untuknya, dan itu seperti apa yang mereka lakukan dalam kisah Ishaq bin Ibrahim, dan bahwa ia adalah yang disembelih, seperti yang akan datang.Dan tidak mungkin menyusuri semua apa yang datang dari Israiliyat, jika tidak maka itu memerlukan jilid-jilid besar, tapi aku akan cukupkan dengan apa yang jelas kebatilannya, dan tidak sesuai dengan sunnah Allah dalam alam semesta, dan apa yang merusak akidah yang benar dalam para nabi Allah dan rasul-rasul-Nya yang ditunjukkan oleh akal sehat, dan nukilan sahih.7- Apa yang Datang dalam Kisah Adam AS
² Dan bagaimana dan para malaikat tidak makan dan tidak minum?
³ Unta betina.hewan paling bagus yang Allah ciptakan, maka ketika ular masuk surga keluar dari perutnya Iblis, mengambil dari pohon yang Allah larang Adam darinya dan istrinya maka datang dengannya kepada Hawa, berkata: Lihatlah pohon ini, betapa harum baunya, betapa enak rasanya, dan betapa bagus warnanya maka Hawa mengambil maka makan darinya, kemudian pergi kepada Adam, berkata kepadanya seperti itu hingga makan darinya, maka tampak bagi keduanya aurat keduanya, maka Adam masuk ke dalam perut pohon maka Tuhannya memanggilnya: Wahai Adam di mana engkau? Ia berkata: Aku di sini wahai Tuhan, Ia berkata: Apakah tidak keluar? Ia berkata: Aku malu dari-Mu wahai Tuhan, Ia berkata: Terkutuklah bumi yang Engkau diciptakan darinya, kutukan yang mengubah umurnya menjadi duri.... Kemudian berkata: Wahai Hawa, engkau yang menipu hamba-Ku; maka engkau tidak hamil kehamilan kecuali engkau hamil dengannya dengan paksa, jika engkau ingin melahirkan apa di perutmu, engkau mendekati kematian berkali-kali, dan berkata kepada ular: Engkau yang dimasuki si terkutuk ke dalam perutmu hingga menipu hamba-Ku, terkutuklah engkau kutukan yang mengubah kaki-kakimu di perutmu, dan tidak ada rezki bagimu kecuali tanah, engkau musuh Bani Adam, dan mereka musuhmu.... Amru berkata: Dikatakan kepada Wahb: Dan apa para malaikat makan!! Ia berkata: Allah melakukan apa yang Ia kehendaki¹, Ibnu Jarir berkata: Dan diriwayatkan Ibnu Abbas seperti kisah ini.Kemudian Ibnu Jarir menyebutkan dengan sanadnya dari Ibnu Abbas, dan dari Ibnu Mas'ud, dan dari sebagian sahabat seperti ucapan ini², dan dalam sanad Asbath dari As-Suddi, dan atas keduanya berputar riwayat-riwayat, dan telah kami sebutkan keadaan keduanya dalam riwayat.Demikian pula: As-Suyuthi menyebutkan dalam Ad-Durr Al-Manthūr apa yang diriwayatkan Ibnu Jarir dan lainnya dalam ini, apa yang diriwayatkan dari Ibnu Abbas, Ibnu Mas'ud, tapi ia tidak menyebutkan riwayat dari Wahb bin Munabbih³, dan kebanyakan kitab tafsir dengan pendapat menyebutkan ini juga, dan semua ini dari kisah Bani Israil yang mereka tambah di dalamnya, dan campur kebenaran dengan kebatilan, kemudian dibawa dari mereka Ibnu Abbas, dan lainnya dari sahabat dan tabi'in, dan ditafsirkan dengannya Al-Qur'an Al-Karim.Semoga Allah merahmati Ibnu Jarir, maka ia telah menunjukkan dengan menyebutkan riwayat dari Wahb: Kepada bahwa apa yang ia riwayatkan dari Ibnu Abbas, dan Ibnu Mas'ud melainkan asalnya kepada Wahb dan lainnya dari Muslim Ahlul Kitab, dan sayang sekali tidak menukil sesuatu dari ini, dan sayang sekali siapa yang datang setelahnya dari mufassir membersihkan tafsir mereka dari seperti ini.¹ Ini pelarian dari jawaban, dan ketidakmampuan memperbaiki kebohongan yang jelas ini.
² Tafsir Ibnu Jarir jilid 1 hal. 186, 187.
³ Ad-Durr Al-Manthūr jilid 1 hal. 53.Dan dalam riwayat Ibnu Jarir yang pertama apa yang menunjukkan bahwa orang-orang yang meriwayatkan dari Wahb dan lainnya mereka meragukan apa yang mereka riwayatkan bagi mereka, maka telah datang di akhirnya: "Amru¹ berkata, dikatakan kepada Wahb: Dan apa para malaikat makan?!! Ia berkata: Allah melakukan apa yang Ia kehendaki" maka mereka telah mempersulit kepadanya: Bagaimana para malaikat makan?! Dan ia tidak datang dengan jawaban yang dianggap.Dan bisikan Iblis kepada Adam عليه السلام tidak tergantung pada masuknya ke perut ular; karena bisikan tidak butuh kedekatan dan tidak tatap muka, dan mungkin membisikkan kepadanya dan ia pada jarak mil darinya, dan ular Allah ciptakan hari menciptakannya atas ini, dan tidak ada baginya kaki seperti unta betina, dan tidak sesuatu dari ini².Apa yang disebutkan dalam firman Allah Ta'ala: ﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ﴾:Dan dari riwayat-riwayat yang tidak tetap apa yang disebutkan As-Suyuthi dalam Ad-Durr ia berkata: Dikeluarkan Ath-Thabarani dalam Al-Mu'jam Ash-Shaghir, Al-Hakim, Abu Nu'aim, Al-Baihaqi keduanya dalam Ad-Dala'il, Ibnu Asakir, dari Umar bin Al-Khaththab, ia berkata: Rasulullah ﷺ bersabda: "Ketika Adam melakukan dosa yang dilakukannya, mengangkat kepalanya ke langit, berkata: Aku memohon kepada-Mu dengan hak Muhammad kecuali Engkau ampuni aku, maka Allah mewahyukan kepadanya, dan siapa Muhammad? Ia berkata: Maha Berkah nama-Mu, ketika Engkau ciptakan aku aku angkat kepalaku ke arasy-Mu, maka jika di dalamnya tertulis, 'La ilaha illallah, Muhammad Rasulullah' maka aku tahu bahwa tidak ada seorang pun lebih agung di sisi-Mu daripada yang Engkau letakkan namanya dengan nama-Mu, maka Allah mewahyukan kepadanya: Wahai Adam ia nabi terakhir dari keturunanmu, dan seandainya bukan ia tidak Aku ciptakanmu" kemudian ia berkata: Dan dikeluarkan Ad-Dailami dalam Musnad Al-Firdaus dengan sanad lemah³ dari Ali, ia berkata: Aku tanya Nabi ﷺ tentang firman Allah:
² Lihat Taurat, Kitab Kejadian, bab ketiga; agar bertambah yakin bahwa itu dari Israiliyat dan tidak ada darinya sesuatu dari yang ma'shum ﷺ.
³ Sanad lemah: Ia yang sangat lemah yang mungkin sampai ke tingkat gugur dan palsu.Jibril, dan berkata: Wahai Adam bukankah Aku ciptakanmu dengan tangan-Ku? Bukankah Aku tiupkan kepadamu dari ruh-Ku? Bukankah Aku sujudkan malaikat-Ku kepadamu? Bukankah Aku nikahkan engkau dengan Hawa budak-Ku? Ia berkata: Ya, ia berkata: Maka apa tangisan ini? Ia berkata: Dan apa yang menghalangiku dari tangis, dan aku telah dikeluarkan dari dekat Yang Maha Pengasih, ia berkata: Maka atasmu dengan kata-kata ini, sesungguhnya Allah menerima taubatmu, dan Pengampun dosamu, katakan: Allahumma inni as'aluka bihaqqi Muhammad, dan keluarga Muhammad, subhanaka la ilaha illa anta, amiltu su'an wa zhalamtu nafsi, faghfir li, innaka anta al-ghafur ar-rahim, Allahumma inni as'aluka bihaqqi Muhammad wa ali Muhammad subhanaka, la ilaha illa anta, amiltu su'an wa zhalamtu nafsi, fatub alayya, innaka anta at-tawwab ar-rahim, maka ini kata-kata yang diterima Adam. Dan saya tidak tahu selama sanadnya lemah mengapa disebutkan?! Dan semacam ini atasnya tanda-tanda pemalsuan dan rekayasa.Dan As-Suyuthi melanjutkan dalam Ad-Durr, menyebutkan dari Ibnu Abbas: Bahwa ia tanya Rasulullah ﷺ tentang kata-kata yang diterima Adam dari Tuhannya, maka taubat atasnya, bersabda: "Memohon dengan hak Muhammad, dan Ali dan Fathimah dan Hasan dan Husain kecuali taubat atasnya, maka taubat atasnya", dan semacam ini tidak ragu penuntut hadits dalam rekayasanya dan bahwa itu dari pemalsuan Syi'ah, dan rekayasa mereka, kemudian melanjutkan dalam riwayat, menyebutkan: Bahwa Adam ketika diturunkan tubuhnya hitam kemudian Allah memutihkan tubuhnya dengan puasanya tiga hari, dan karena itu disebut dengan hari-hari putih, dan bahwa عليه السلام minum dari awan, bahkan diriwayatkan dari Ukab bahwa ia pertama yang mencetak dinar dan dirham, hingga selain itu yang tidak keluar dari menjadi dari Israiliyat.
Tafsir yang Benar untuk Kata-Kata:
Dan yang benar dalam kata-kata adalah: Apa yang diriwayatkan dari jalur-jalur banyak: Bahwa itu firman Allah Ta'ala:Berubah setiap yang punya warna dan rasa ... dan sedikit kegembiraan wajah yang bagus¹ Al-Maidah: dari ayat 31.
² Tafsir Ibnu Jarir ketika firman Allah Ta'ala dalam surat Al-Maidah:
Dan engkau di sana dan istrimu dalam kemewahan ... dan hatimu dari gangguan dunia tenang
Tidak berhenti tipu dayaku dan siasatku ... hingga hilang bagimu harga yang menguntungkan¹Dan telah ditikam dalam penyandaran syair-syair ini kepada nabi Allah Adam Imam Adz-Dzahabi dalam kitabnya: Mizan Al-I'tidal, dan berkata: Bahwa penyakit di dalamnya dari Al-Muhzami atau syaikhnya².Dan bukanlah syair yang mereka sebutkan melainkan rekayasa yang dibuat-buat, dan para nabi tidak mengatakan syair, dan benar Az-Zamakhshari ketika berkata: "Diriwayatkan bahwa Adam tinggal setelah pembunuhan anaknya seratus tahun tidak tertawa, dan bahwa ia meratapinya dengan syair, dan itu kebohongan murni, dan bukanlah syair melainkan rekayasa yang salah nada, dan telah sahih bahwa para nabi ma'shum dari syair"³.Dan telah Allah tabarak wa ta'ala berfirman:
² Mizan Al-I'tidal jilid 1 hal. 73.
³ Tafsir Al-Kasysyaf jilid 1 hal. 431.
⁴ Surat Yasin: Ayat 69.Bahwa di dalam itu kesalahan bahasa, dan pemaksaan, dan melakukan kebutuhan, dan yang lebih utama tidak menyandarkannya kepada Ya'rub; karena di dalamnya kelemahan yang jelas¹.Dan kebenaran: Bahwa itu syair dalam puncak kelemahan, dan yang paling mirip bahwa syair ini dari rekayasa Israili, tidak ada baginya dari Arabiyah kecuali bagian kecil, atau qashash ingin menguasai hati manusia dengan semacam omong kosong ini.¹ Ruh Al-Ma'ani jilid 6 hal. 115.
8- Israiliyat dalam Kebesaran Ciptaan Para Jabbar dan Khurafat Uj bin Uq:
Dan dari Israiliyat yang termuat dalam kitab-kitab tafsir: Apa yang disebutkan sebagian mufassir, ketika menafsirkan firman Allah Ta'ala:Khurafat Uj bin Uq²:
Dan dari Israiliyat yang jelas kebatilannya, yang suka disebutkan sebagian mufassir dan ahli berita, ketika menyebutkan para jabbar: Kisah Uj bin Uq, dan bahwa tingginya tiga ribu hasta, dan bahwa ia memegang ikan, memanggangnya di mata matahari, dan bahwa banjir Nuh tidak sampai ke lututnya, dan bahwa ia menolak naik kapal dengan Nuh, dan bahwa Musa tingginya sepuluh hasta dan tongkatnya sepuluh hasta, dan melompat di udara sepuluh hasta, mengenai tumit Uj maka membunuhnya, maka menjadi jembatan bagi penduduk Nil setahun hingga seperti itu dari khurafat, dan kebatilan yang bertabrakan dengan akal dan nukilan, dan bertentangan dengan sunnah Allah dalam ciptaan, dan saya tidak tahu bagaimana sesuai kebatilan ini, ia dan firman Allah tabarak wa ta'ala:² Dari mereka siapa yang berkata: bin Uq: Dan dari mereka siapa yang berkata: bin Anq seperti yang disebutkan Allamah Ibnu Katsir, dan dalam Qamus: "Dan Uj bin Uq dengan dhammah keduanya yaitu ain-ain lelaki lahir di rumah Adam maka hidup hingga zaman Musa, dan disebutkan dari kebesaran ciptaannya kejelekan".
³ Hud: dari ayat 42 dan ayat 43.dan di dalamnya: Maka bertemu mereka lelaki dari para jabbar yang disebut: Uj, maka mengambil dua belas menjadikannya di ikat pinggangnya¹, dan di atas kepalanya muatan kayu bakar, dan pergi dengannya ke istrinya, berkata: Lihatlah kepada kaum ini yang mengklaim bahwa mereka ingin memerangi kami, melemparkannya di antara tangannya, berkata: Apakah aku tidak hancurkan mereka dengan kakiku? Maka istrinya berkata: Melainkan lepaskan dari mereka, hingga memberitahu kaum mereka dengan apa yang mereka lihat, maka melakukannya, dan demikian disebutkan seperti ini dan lebih jelek dari itu selain Ibnu Jarir dan As-Suyuthi sebagian mufassir, dan qashashin dan itu seperti yang dikatakan Ibnu Qutaibah: Hadits khurafat, yang terkenal di jahiliyah, dilekatkan dengan hadits dengan tujuan kerusakan².Dan berikut apa yang disebutkan Imam Al-Hafizh An-Naqid Ibnu Katsir dalam tafsirnya, ia berkata: Dan telah disebutkan banyak mufassir di sini berita-berita dari pemalsuan Bani Israil, dalam kebesaran ciptaan para jabbar ini, dan bahwa dari mereka Uj bin Anq putri Adam عليه السلام, dan bahwa tingginya tiga ribu hasta dan tiga ratus dan tiga dan tiga puluh hasta, dan sepertiga hasta, perhitungan rinci, dan ini sesuatu yang malu disebutkan kemudian itu bertentangan dengan apa yang tetap dalam Shahihain: Bahwa Rasulullah ﷺ bersabda: "Sesungguhnya Allah ciptakan Adam, dan tingginya enam puluh hasta, kemudian ciptaan tetap berkurang hingga sekarang", kemudian mereka menyebutkan: Bahwa lelaki ini kafir, dan bahwa ia anak zina, dan bahwa ia menolak naik kapal Nuh, dan bahwa banjir tidak sampai ke lututnya, dan ini kebohongan dan tuduhan; karena Allah Ta'ala menyebutkan bahwa Nuh berdoa atas penduduk bumi dari para kafir, maka berkata:
² Ta'wil Mukhtalif Al-Hadits hal. 362 dan Ruh Al-Ma'ani 6 hal. 6.
³ Tafsir Ibnu Katsir dan Al-Baghawi jilid 3 hal. 115 cetakan Al-Manar.dari tafsir dan lainnya, maka semua itu dari pemalsuan zindiq Ahlul Kitab yang bertujuan olok-olok, dan ejekan dengan para rasul dan pengikut mereka, saya katakan: Dan sama saja apakah Uj bin Uq tokoh yang ada secara nyata, atau tokoh khayalan: Yang kami ingkari adalah: Apa yang mereka tambahkan atasnya dari sifat-sifat dan apa yang mereka tenun di sekitarnya dari pakaian dusta dan kebohongan dan keberanian untuk menafsirkan kitab Allah dengan omong kosong ini, dan tidak ada dalam teks Al-Qur'an yang menunjukkan kepada apa yang mereka kisahkan dan sebutkan, meskipun dari jauh, atau atas wajah kemungkinan, kemudian mana zaman Nuh dari zaman Musa عليهما السلام dan apa yang ditunjukkan ayat:
9- Israiliyat dalam Kisah Pengembaraan:
Maka dari berita-berita aneh ini yang diriwayatkan dalam kisah pengembaraan: Apa yang diriwayatkan Ibnu Jarir dengan sanadnya dari Ar-Rabi', ia berkata: Ketika kaum berkata kepada mereka apa yang dikatakan, dan Musa berdoa atas mereka, Allah mewahyukan kepada Musa bahwa itu diharamkan atas mereka empat puluh tahun, mereka mengembara di bumi, maka jangan bersedih atas kaum yang fasik, dan mereka hari itu enam ratus ribu pejuang maka menjadikan mereka fasik dengan apa yang mereka durhakai, maka tinggal empat puluh tahun dalam farsakh enam, atau kurang dari itu, mereka berjalan setiap hari dengan sungguh-sungguh, agar keluar darinya, hingga sore, dan turun, maka jika mereka di rumah yang dari sana mereka berangkat, dan bahwa mereka mengadu kepada Musa apa yang dilakukan kepada mereka maka diturunkan atas mereka manna dan salwa¹, dan diberi dari pakaian apa yang tegak bagi mereka, tumbuh yang tumbuh maka menjadi bersamanya atas bentuknya, dan Musa meminta Tuhannya untuk memberi minum mereka, maka datang dengan batu Thuur, dan ia batu putih, jika turun kaum memukulnya dengan tongkatnya, maka keluar darinya dua belas mata air, untuk setiap suku dari mereka mata air, telah tahu setiap kaum tempat minum mereka..... Dan demikian: Diriwayatkan bahwa pakaian mereka tidak usang, dan tidak kotor, dan demikian dinukil sebagian mufassir seperti Az-Zamakhshari dan lainnya: Bahwa mereka enam ratus ribu, dan luas kemah dua belas mil,¹ Manna: Sesuatu seperti madu diturunkan atas pohon dari langit maka mereka ambil dan makan, dan salwa: Burung seperti puyuh.dan demikian: Mereka menyebutkan bahwa batu dari surga, dan bukan batu bumi, dan dari mereka siapa yang berkata: Berada atas bentuk kepala manusia, dan dari mereka siapa yang berkata: Berada atas bentuk kepala domba, dikatakan: Tingginya sepuluh hasta, dan baginya dua cabang menyala dalam gelap, hingga selain itu dari tambahan Bani Israil, dan tidak ada dalam Al-Qur'an yang menunjukkan kepada ini yang mereka sebutkan dalam deskripsi batu, meskipun jika dimaksud dengan batu jenis, dan memukul batu apa saja, niscaya lebih menunjukkan kepada kekuasaan, dan lebih jelas dalam mukjizat.Dan telah memperhatikan Ibnu Khaldun sebelumnya kesalahan-kesalahan yang masuk dalam semacam riwayat ini, maka berkata dalam mukadimahnya yang terkenal:Ketahuilah: Bahwa seni sejarah seni yang langka mazhabnya, banyak manfaatnya, mulia tujuannya karena ia memberhentikan kita pada keadaan orang-orang lampau dari bangsa-bangsa dalam akhlak mereka, dan para nabi dalam perjalanan mereka, dan raja-raja dalam negara mereka, dan politik mereka, hingga sempurna manfaat ikutan dalam itu bagi siapa yang inginkan itu dalam keadaan agama dan dunia, maka ia butuh kepada tempat-tempat banyak, dan pengetahuan beragam, dan baik pendapat dan teliti, membawa pemiliknya kepada kebenaran, dan membelokkan dengannya dari kesalahan dan kesalahan; karena berita jika bergantung di dalamnya pada nukilan semata, dan tidak dihukum asal-usul kebiasaan, dan kaidah-kaidah politik, sifat umran, dan keadaan dalam masyarakat manusia. Dan seandainya dibandingkan yang ghaib darinya dengan yang syahid, dan yang hadir dengan yang pergi maka mungkin tidak aman di dalamnya dari kesalahan, dan tergelincir kaki, dan menyimpang dari jalan kebenaran, dan banyak yang terjadi bagi para sejarawan, dan mufassir dan imam nukilan dari kesalahan dalam kisah-kisah, dan kejadian-kejadian, karena bergantung mereka di dalamnya pada nukilan semata jelek, atau bagus, dan tidak memperlihatkannya pada asal-usulnya, dan tidak membandingkannya dengan sejenisnya, dan tidak menyelidikinya dengan timbangan hikmah, dan berhenti pada sifat makhluk dan mengadili pendapat, dan basirah dalam berita maka tersesat dari kebenaran, dan tersesat di padang pasir khayalan, dan kesalahan, terutama dalam penghitungan jumlah dari uang, dan pasukan jika muncul dalam kisah-kisah; karena ia dugaan kebohongan dan tunggangan omong kosong, dan tidak ada keharusan mengembalikannya ke asal-usul, dan memperlihatkannya pada kaidah-kaidah, dan ini: Seperti yang dinukil Al-Mas'udi dan banyak sejarawan dalam pasukan Bani Israil, dan bahwa Musa menghitung mereka di pengembaraan, setelah melewati siapa yang mampu membawa senjata khusus dari anak dua puluh, apa di atasnya, maka mereka enam ratus ribu atau lebih, dan lupa dalam itu dari taksiran Mesir dan Syam, dan luasnya untuk seperti jumlah ini dari pasukan, untuk setiap kerajaan bagian dari garnisun.Luas baginya, dan menjalankan tugasnya, dan sempit dari apa di atasnya, disaksikan dengan itu kebiasaan-kebiasaan yang diketahui, dan keadaan-keadaan yang biasa.....Dan sungguh kerajaan Persia dan negara mereka lebih besar dari kerajaan Bani Israil banyak, disaksikan itu: Apa yang ada dari kemenangan Bukhtanashar atas mereka, dan menelan negeri mereka, dan menguasai urusan mereka, dan penghancuran Baitul Maqdis basis agama mereka, dan kekuasaan mereka dan ia dari sebagian pegawai kerajaan Persia..... Dan kerajaan mereka di Irak dua, dan Khurasan, dan apa di balik sungai, dan pintu-pintu lebih luas dari kerajaan Bani Israil banyak, dan dengan itu pasukan Persia tidak pernah mencapai seperti jumlah ini dan tidak dekat darinya, dan terbesar apa yang ada kumpulan mereka di Qadisiyah seratus dua puluh ribu, semuanya diikuti atas apa yang dinukil "Saif" ia berkata: Dan mereka dalam pengikut mereka lebih dari dua ratus ribu, dan dari Aisyah, dan Az-Zuhri: Bahwa kumpulan Rustam yang mengelilingi Sa'd di Qadisiyah melainkan enam puluh ribu semuanya diikuti.Dan juga: Seandainya Bani Israil mencapai seperti jumlah ini, niscaya luas lingkup kerajaan mereka, dan luas jangkauan negara mereka, karena provinsi-provinsi, dan kerajaan-kerajaan dalam negara atas nisbah garnisun, dan suku yang menjalankannya dalam sedikitnya dan banyaknya sesuai apa yang kami jelaskan itu dalam bab kerajaan dari buku pertama¹, dan kaum tidak luas kerajaan mereka ke selain Yordan, dan Palestina dari Syam, dan negeri Yatsrib, dan Khaibar, dari Hijaz atas apa yang diketahui.Dan juga: Yang antara Musa, dan Israil bukanlah kecuali empat ayah, atas apa yang disebutkan para peneliti, karena Musa bin Imran bin Yashhur bin Qahits dengan fathah ha' dan kasrahnya bin Lawi dengan kasrah waw dan fathahnya anak Ya'qub dan ia Israil Allah, demikian nasabnya dalam Taurat, dan masa antara keduanya atas apa yang dinukil Al-Mas'udi, ia berkata: Masuk Israil Mesir dengan anaknya para asbath, dan anak-anak mereka, ketika datang kepada Yusuf tujuh puluh jiwa, dan tinggal mereka di Mesir, hingga keluar bersama Musa عليه السلام ke pengembaraan dua ratus dua puluh tahun, berganti-ganti mereka raja-raja Qibthi dari para Firaun, dan jauh bahwa cabang keturunan dalam empat generasi ke seperti jumlah ini!! Meskipun mereka mengklaim bahwa jumlah pasukan itu melainkan pada zaman Sulaiman dan siapa setelahnya, maka jauh juga; karena tidak antara Sulaiman, dan Israil kecuali sebelas¹ Maksud dengan buku pertama "mukadimahnya yang terkenal" dan telah membaginya ke bab-bab.ayah ... dan tidak cabang keturunan dalam sebelas dari anak ke jumlah ini yang mereka klaim, Allah kecuali ratusan dan ribuan, mungkin ada, adapun melampaui ini ke apa setelah keduanya dari puluhan jumlah maka jauh, dan pertimbangkan itu dalam yang hadir yang dilihat, dan yang dekat yang diketahui temukan klaim mereka batil, dan nukilan mereka bohong.Ia berkata: Dan yang tetap dalam "Israiliyat": Bahwa pasukan Sulaiman adalah dua belas ribu khusus, dan bahwa kuda-kuda dekatnya adalah seribu, dan empat ratus kuda terikat di pintu-pintunya, ini yang sahih dari berita mereka, dan jangan perhatikan khurafat umum dari mereka, dan pada hari-hari Sulaiman عليه السلام, dan kerajaannya adalah puncak negara mereka, dan luas kerajaan mereka¹.Dan bab ini dari yang berharga tempatnya, maka karena itu aku bersemangat menyebutkannya; karena memberi manfaat kami dalam menolak banyak Israiliyat yang jatuh di dalamnya kesalahan, dan berita-berita batil, dan khurafat yang sirkulasi pada abad-abad pertama.¹ Mukadimah Ibnu Khaldun dari hal. 7-9.10- Israiliyat dalam "Maidah yang Diminta oleh Murid-Murid":
Dan dari Israiliyat yang disebutkan mufassir ketika menafsirkan firman Allah Ta'ala:² Kecilkan untuk pengurangan di sini.Dan Wahb berkata juga: Turun atas mereka roti-roti dari gandum, dan ikan-ikan¹, dan Allah isi antara lipatannya berkah, maka sebagian kaum makan kemudian keluar, kemudian datang yang lain maka makan, kemudian keluar, hingga makan semuanya, dan lebih, dan demikian tidak sepakat perawi atas sesuatu, yang menunjukkan bahwa itu Israiliyat bid'ah, dan bukan asalnya kepada yang ma'shum ﷺ dan kebenaran terang, dan kebatilan gelap tidak sepakat atasnya kebanyakan.Dan aku akan cukupkan dengan menyebutkan riwayat panjang yang disebutkan Ibnu Abi Hatim, dalam tafsirnya dengan sanadnya, dari Wahb bin Munabbih, dari Abu Utsman An-Nahdi dari Salman Al-Farisi radhiyallahu anhu dan ringkasannya: "Bahwa murid-murid ketika meminta kepada Isa bin Maryam عليه السلام maidah membenci itu; takut diturunkan atas mereka, maka tidak beriman dengannya, maka di dalamnya kebinasaan mereka, maka ketika mereka menolak kecuali berdoa bagi mereka Allah agar turun, berdoa kepada Allah, maka dikabulkan baginya, maka Allah Ta'ala turunkan meja merah antara dua awan; awan di atasnya dan awan di bawahnya, dan mereka melihat kepadanya di udara turun dari langit, jatuh kepada mereka, dan Isa عليه الصلاة والسلام menangis takut dari syarat yang diambil atas mereka di dalamnya maka tetap berdoa hingga meja itu tenang di antara tangannya, dan murid-murid di sekitarnya menemukan bau harum, tidak menemukan bau seperti itu pernah, dan sujud Isa عليه الصلاة والسلام dan murid-murid sujud, syukur kepada Allah Ta'ala dan datang Yahudi melihat kepada mereka, melihat apa yang menyedihkan mereka, kemudian pergi, maka Isa عليه السلام datang dan siapa bersamanya melihatnya maka jika ia ditutup dengan sapu tangan, maka عليه السلام berkata: Siapa yang paling berani kami atas mengungkapnya, dan paling kuat kami dengan dirinya, dan paling baik kami cobaan di sisi Tuhannya, hingga kami lihatnya, dan memuji Tuhan kami Subhanahu wa Ta'ala dan makan dari rezeki-Nya yang rezeki kami? Maka berkata: Wahai ruh Allah dan kalimat-Nya, engkau lebih utama dengan itu, maka berdiri dan memulai wudhu baru, kemudian masuk tempat shalatnya, shalat rakaat, kemudian menangis panjang, dan berdoa kepada Allah Ta'ala agar memberi waktu baginya dalam mengungkap darinya, dan menjadikan baginya dan kaumnya di dalamnya berkah, dan rezeki, kemudian pergi, dan duduk di sekitar meja dan mengambil sapu tangan, dan berkata: Bismillah khair Ar-Raziqin, dan mengungkap darinya, maka jika atasnya ikan besar panggang, tidak ada atasnya wasir², dan tidak ada di perutnya duri, mengalir lemak³.¹ Ikan-ikan: Jamak huta, dalam Qamus: Al-Hut: Ikan, jamaknya: Ahwat, hutah, hiyatan.
² Yaitu: Sisik, karena dalam riwayat Al-Baghawi: Tidak ada atasnya sisiknya.
³ Yaitu: Lemak; karena lemaknya.darinya, telah ditata di sekitarnya sayur dari setiap jenis kecuali daun bawang, dan di dekat kepalanya cuka, dan di dekat ekornya garam, dan di sekitar sayur lima roti atas salah satunya zaitun, dan atas yang lain kurma, dan atas yang lain lima delima, dan dalam riwayat: Atas salah satunya zaitun, dan atas yang kedua madu, dan atas yang ketiga lemak, dan atas yang keempat keju, dan atas yang kelima daging kering¹ maka Syam'un kepala murid-murid berkata kepada Isa: Wahai ruh Allah dan kalimat-Nya, apakah dari makanan dunia ini, atau dari makanan surga? Maka Isa berkata: Belumkah tiba bagi kalian untuk mengambil pelajaran dengan apa yang kalian lihat dari ayat-ayat, dan berhenti dari menggali masalah?! Aku tidak takut atas kalian bahwa kalian dihukum karena sebab turunnya ayat ini, maka Syam'un berkata kepadanya: Tidak dan dengan Tuhan Israil tidak aku inginkan dengan ini pertanyaan² wahai anak orang shalihah, maka Isa عليه السلام berkata bukan sesuatu apa yang kalian lihat dari makanan dunia, dan tidak dari makanan surga, melainkan ia sesuatu yang Allah ciptakan di udara dengan kekuasaan yang mengalahkan yang menundukkan.Maka berkata: Wahai ruh Allah dan kalimat-Nya, sesungguhnya kami suka bahwa Allah perlihatkan kepada kami ayat dalam ayat ini: Maka عليه السلام berkata: Maha Suci Allah Ta'ala bukankah cukup?! Kemudian berkata: Wahai ikan kembalilah dengan izin Allah Ta'ala hidup seperti semula, maka Allah hidupkan, dan kembali hidup segar, wahai ikan kembalilah dengan izin Allah Ta'ala seperti semula panggang, maka kembali, kemudian mengajak mereka untuk makan maka mereka menolak, hingga ia yang memulai, maka menolak, kemudian mengajak baginya orang-orang miskin dan cacat, dan berkata: Makanlah dari rezeki Tuhan kalian, dan doa nabi kalian, dan puji Allah Ta'ala yang turunkan baginya untuk kalian, maka selamatnya untuk kalian dan hukumannya atas selain kalian, dan mulai makan kalian dengan nama Allah Ta'ala, dan akhiri dengan puji Allah, maka melakukannya, maka makan darinya seribu tiga ratus manusia antara lelaki dan wanita, keluar darinya, setiap satu dari mereka kenyang bersendawa, dan melihat Isa dan murid-murid, maka jika apa atasnya seperti bentuknya, ketika turun dari langit, tidak berkurang darinya sesuatu, kemudian diangkat ke langit dan mereka melihat, maka kaya setiap miskin makan darinya dan sembuh setiap cacat makan darinya, dan menyesal murid-murid dan sahabat mereka yang menolak makan darinya penyesalan mengalir dari itu kelopak mata mereka, dan tetap penyesalannya dalam hati mereka, hingga hari kematian³.¹ Daging kering: Yaitu daging kering.
² Mungkin maksudnya pertanyaan ta'annut, dan bahwa mereka tidak inginkan dengan pertanyaan bahwa Allah beri makan mereka dari rezeki-Nya dan kebaikannya.
³ Ini dari apa yang melemahkan kisah dan menunjukkan rekayasa, jika tidak bagaimana mereka memintanya, kemudian menolak dari makan; karena Isa tidak memulai dengannya?Dan maidah ketika turun setelah itu: Datang kepadanya Bani Israil berlari dari setiap tempat, saling dorong sebagian sebagian, maka ketika melihat itu, menjadikannya giliran turun hari dan tidak turun hari, dan tinggal mereka atas itu empat puluh hari, turun atas mereka bergantian, ketika naik siang, maka tetap diletakkan dimakan darinya, hingga jika siang¹ diangkat dari mereka ke angkasa langit, dan mereka melihat ke bayangannya di bumi, hingga tersembunyi dari mereka².Maka Allah Ta'ala mewahyukan kepada Isa عليه الصلاة والسلام: Bahwa jadikan rezeki-Ku untuk anak yatim, dan orang miskin, dan cacat selain orang kaya dari manusia, maka ketika melakukannya ragu dengan itu orang-orang kaya, dan menutup itu, hingga ragu di dalamnya dalam diri mereka, dan meragukan di dalamnya manusia, dan menyebarkan dalam urusannya yang jelek, dan munkar, dan setan mencapai dari mereka kebutuhannya, dan melemparkan bisikannya dalam hati orang-orang yang ragu, maka ketika Isa tahu itu dari mereka berkata: Binasa kalian dan dengan Tuhan Al-Masih, kalian minta nabi kalian meminta maidah untuk kalian kepada Tuhan kalian, maka ketika melakukannya, dan turunkannya atas kalian rahmat, dan rezeki, dan perlihatkan kalian di dalamnya ayat-ayat dan pelajaran mendustakan dengannya, dan ragu di dalamnya maka bergembiralah dengan siksa; karena ia turun atas kalian kecuali Allah merahmati kalian Ta'ala, dan Allah Ta'ala mewahyukan kepada Isa عليه السلام sesungguhnya Aku ambil para pendusta dengan syarat-Ku, maka sesungguhnya Aku azab dari mereka siapa yang kafir dengan maidah setelah turunnya siksa tidak Aku azabnya seorang pun dari alam semesta, maka ketika malam orang-orang yang ragu dengannya, dan mengambil tempat tidur mereka dalam bentuk terbaik dengan istri-istri mereka aman, maka ketika di akhir malam Allah ubah mereka babi, maka pagi hari mengikuti kotoran di tempat sampah.Ibnu Katsir berkata dalam tafsirnya setelah menyebutkannya: "Ini atsar sangat aneh³ potong Ibnu Abi Hatim di tempat-tempat dari kisah ini, dan aku telah mengumpulkannya agar urutannya lebih sempurna, dan lebih lengkap, dan Allah Subhanahu wa Ta'ala lebih tahu".Saya katakan: Dan dari riwayat-riwayat aneh ini masuk bencana atas Islam dan Muslimin; karena kebanyakan tidak sahih, maka karena itu Imam yang agung Ahmad bin Hanbal berkata: "Jangan tulis hadits-hadits aneh ini; karena itu munkar, dan kebanyakan dari orang-orang lemah".¹ Dari qailulah: Istirahat tengah hari.
² Al-Qur'an Al-Karim menunjukkan dengan petunjuk jelas bahwa maidah tidak turun kecuali satu kali, dan ini menunjukkan pengulangan turunnya, dan ini juga menunjukkan rekayasa detail kisah dan bahwa itu dari tambahan Bani Israil.
³ Yang aneh: Apa yang dikhususkan perawinya dalam semua sanad atau sebagiannya, dan darinya sahih, dan darinya bukan sahih dan ia kebanyakan dan banyak.Dan Imam Malik berkata: "Sejelek ilmu yang aneh, dan sebaik ilmu yang zahir yang telah diriwayatkan manusia" dan Ibnu Al-Mubarak berkata: "Ilmu: Yang datang kepadamu dari sini dan sini" maksudnya yang terkenal yang diriwayatkan banyak orang. Diriwayatkan Al-Baihaqi dalam Al-Madkhal dan diriwayatkan dari Az-Zuhri bahwa ia berkata: "Bukan dari ilmu apa yang tidak dikenal, melainkan ilmu apa yang dikenal dan lidah-lidah sepakat atasnya¹".Dan aku suka memperingatkan bahwa asal kisah tetap dengan Al-Qur'an yang tidak ragu di dalamnya melainkan tempat keraguan dalam semua tambahan ini yang dari Israiliyat.Dan telah mufassir semuanya menyebutkan semua apa yang berputar di sekitar kisah maidah, meskipun berselisih dalam itu sedikit dan banyak², dan keheranan bahwa seorang pun tidak memperingatkan atas asal riwayat-riwayat ini, dan sumber yang keluar darinya, hingga dua imam agung: Ibnu Katsir dan Al-Alusi, meskipun Ibnu Katsir telah menunjukkan dari sisi tersembunyi kepada tidak sahih kebanyakan apa yang diriwayatkan, dan mungkin mereka menganggap itu dari yang dibolehkan riwayatnya, dan mungkin benar dan salah, maka menyebutkannya tanpa mengingkari baginya, dan seharusnya atas mereka membersihkan tafsir dari ini dan sejenisnya.Dan telah ragu dalam kisah panjang yang kami ringkas Imam Abu Abdullah Muhammad bin Ahmad Al-Qurthubi, maka berkata: Saya katakan: Dalam hadits ini pembicaraan, dan tidak sahih dari sisi sanadnya³.Kemudian tampil setelah untuk apa yang diriwayatkan marfu', dan maukuf, dan menyebutkan apa yang dikatakan Imam Abu Isa At-Tirmidzi: Dari bahwa maukuf lebih sahih, dan bahwa marfu' tidak ada asalnya⁴.
Tafsir yang Benar untuk Ayat-Ayat:
Dan untuk agar kita berada pada kejelasan dari bahwa tafsir ayat-ayat, dan manfaat dengannya, dan petunjuk dengan petunjuknya.¹ Tadrib Ar-Rawi hal. 192.² Lihat tafsir Ibnu Jarir ketika ayat-ayat ini, dan tafsir Ad-Durr Al-Manthūr ketika itu juga, dan tafsir Az-Zamakhshari, dan Al-Fakhr Ar-Razi, dan Abu As-Sa'ud ketika tafsir ayat-ayat, dan tafsir Ibnu Katsir dan Al-Baghawi jilid 3 hal. 274-279, dan Al-Alusi jilid 7 dari hal. 62-65 dan Al-Qurthubi jilid 6 dari hal. 369-372 kecuali bahwa ia berkata: Dalam hadits ini pembicaraan, dan tidak sahih dari sisi sanadnya.
³ Tafsir Al-Qurthubi jilid 6 hal. 372 cetakan pertama.
⁴ Ucapan ini diucapkan di kalangan sebagian muhadditsin atas apa yang palsu dan tidak ada keraguan bahwa mengangkat ini kepada Nabi ﷺ jika sengaja maka ia kebohongan dan rekayasa atasnya, dan jika kesalahan dan lupa maka ia dilampirkan dengan palsu, seperti yang diperhatikan oleh para imam ilmu hadits seperti Ibnu Shalah dan lainnya.tidak tergantung pada apa yang mereka riwayatkan dari berita-berita dan kisah-kisah, aku tafsirkan bagimu ayat-ayat tafsir sahih, seperti manhaj kami dalam semua apa yang kami tampilkan baginya, maka aku katakan dan dengan Allah keberhasilan:Allah Ta'ala berfirman:
² Al-Baqarah: 260.Yaitu: Maka siapa kafir yaitu: Mendustakan dengannya dari umatmu wahai Isa, dan memusuhinya, maka sesungguhnya Aku azabnya siksa tidak Aku azabnya seorang dari alam semesta zaman kalian, dan ini atas jalan ancaman bagi mereka, dan ancaman. Dan tidak ada dalam ayat yang menunjukkan bahwa mereka kafir, dan tidak atas bahwa selain mereka telah kafir dengannya, dan tidak atas bahwa mereka memohon maaf dari turun maidah, melainkan yang membawa sebagian mufassir kepada ucapan-ucapan ini apa yang kamu dengar dari riwayat-riwayat Israiliyyah, dan inilah kami telah menafsirkan ayat-ayat tafsir ilmiah sahih tanpa kebutuhan kepada apa yang diriwayatkan, dari apa yang menunjukkan dengan petunjuk pasti bahwa mufassir Al-Qur'an tidak butuh dari Israiliyat yang merusak keindahan Al-Qur'an dan kemuliaannya.[]
