Kitab-Kitab Tafsir Paling Utama

Kitab-Kitab Tafsir Paling Utama pembahasan pada kitab-kitab yang sudah dicetak dan banyak beredar, mencakup metodologi (manhaj), kelebihan, serta krit

Kitab-Kitab Tafsir Paling Utama

Judul kitab: Terjemah Kitab Hadits Israiliyat dan Hadis Palsu dalam Kitab Tafsir
Judul asal: Al-Israiliyat wa Al-Maudhu'at fi Kutub al-Tafsir
Penulis: Dr. Muhammad bin Muhammad Abu Syahbah (د.محمد بن محمد ابو شهبة) 
Penerjemah: alkhoirot.net Al-Khoirot Research and Publication 
Bidang studi: Tafsir al-Quran dan Ilmu Tafsir  

 Daftar Isi  

  1. Kelompok Tafsir bi al-Ma'thur (Berbasis Riwayat)
  2. Kitab yang Menggabungkan Riwayat dan Ijtihad
  3. Kelompok Tafsir bi ar-Ra'yi (Berbasis Ijtihad/Logika)
  4. Kembali ke: Terjemah Kitab Israiliyat, Maudhuat fi Kutub al-Tafsir 

أهم كتب التفسير بالمأثور
جامع البيان في تفسير القرآن لابن جرير الطبري
...
أهم كتب التفسير بالمأثور:
وسأقتصر في هذا الفصل على الكتب المطبوعة التي هي في أيدي الناس، ولن أذكر من المخطوطات، إلا إذا كان أصلا لبعض المطبوعات كتفسير الثعلبي، فإنه أصل لتفسير البغوي، في التفسير المأثور، كما ذكر ذلك البغوي في مقدمة تفسيره١.
ومن هذه الكتب: ما كله أو معظمه في التفسير بالمأثور، كتفسير ابن جرير، والسيوطي، ومنها: ما اشتمل على المأثور، والرأي، والاجتهاد كتفسير الثعلبي، والبغوي، وابن كثير، وإليك كلمة موجزة عن كل منها:
جامع البيان في تفسير القرآن لابن جرير الطبري:
ومؤلفه: هو الإمام الحافظ، المفسر، الفقيه، المؤرخ أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الطبري٢ ولد بآمل من بلاد طبرستان، سنة أربع وعشرين ومائتين للهجرة، لقي الكثيرين من الشيوخ وأخذ عنهم، وروى عنه الكثيرون، وكان من القناعة والزهد بمكان، وهو رأس المفسرين الذين وصلت إلينا كتبهم، جمع من العلوم ما لم يشاركه أحد من أهل عصره، وكان حافظا لكتاب الله عالما بالقراءات بصيرا بالمعاني، عالما بالسنن، وطرقها، وصحيحها وسقيمها وناسخها، ومنسوخها، عالما باللغة، والأدب، عالما بأحوال الصحابة والتابعين، وكان مثالا مشرفا للتفاني في العلم والبحث والتأليف، وما ظنك برجل مكث أربعين سنة يكتب كل يوم أربعين ورقة؟! وبعد هذه الحياة الحافلة بالعلم، والتأليف، توفي ببغداد، ليومين بقيا من شوال، سنة عشر وثلاثمائة، وقد صلى على قبره عدة شهور، ورثاه خلق كثير٣.
منهج ابن جرير في تفسيره:
وتفسيره من أجل التفاسير بالمأثور، وأعظمها قدرا، ذكر فيه ما روي في التفسير عن النبي ﷺ وعن الصحابة والتابعين، وأتباعهم.
١ تفسير البغوي مع تفسير ابن كثير ص ٤.
٢ نسبة إلى طبرستان إقليم من بلاد العجم لا إلى طبرية في أرض الشام.
٣ أعلام المحدثين للمؤلف ص ٢٩٣ وما بعدها.
 
وقد كانت التفاسير قبل ابن جرير لا يذكر فيها إلا الروايات الصرفة، من غير أن يذكروا من عندهم شيئا، حتى جاء ابن جرير، فزاد توجيه الأقوال، وترجيح بعضها على بعض، وذكر الأعاريب والاستنباطات، والاستشهاد بأشعار العرب على معاني الألفاظ.
ثناء الأئمة عليه:
وقد حظي تفسير ابن جرير بثناء الأئمة عليه، قال الإمام النووي في تهذيبه: «وكتاب ابن جرير لم يصنف أحد مثله»، وقال الشيخ الإمام أبو حامد الإسفراييني شيخ الشافعية: «لو رحل رجل إلى الصين، حتى يَحصُلَ على تفسير ابن جرير، لم يكن ذلك كثيرا عليه»، وقال الإمام ابن تيمية: «هو من أجل التفاسير، وأعظمها قدرا»١، ولم أجد من فضَّل غيره عليه، إلا ما كان من ابن حزم، فقد فضل عليه تفسير الإمام بقي بن مخلد، حيث قال: أقطع إنه لم يؤلف في الإسلام مثل تفسيره، لا تفسير ابن جرير ولا غيره"٢ وهو غير مطبوع.
ما أُخِذَ على تفسير ابن جرير:
وقد أُخِذ على تفسير ابن جرير: أنه يذكر الروايات من غير بيان وتمييز لصحيحها من ضعيفها، والظاهر أنه من المحدثين الذين يرون أن ذكر السند، ولو لم ينص على درجة الرواية، يخلي المؤلف عن المؤاخذة والتبعة.
ولم يسلم تفسير ابن جرير على جلالة مؤلفه من الروايات الواهية والمنكرة، والضعيفة والإسرائيليات، وذلك مثل ما ذكره من حديث الفتون، وفي قصص الأنبياء، وما ذكره في قصة زواج النبي ﷺ بالسيدة زينب بنت جحش، على ما يرويها القصاص والمبطلون، وإن كان ذكر الرواية الصحيحة، ويا ليته اقتصر عليها، وسأنبه على ذلك فيما يأتي إن شاء الله تعالى.
١ الإتقان ج ٢ ص ١٧٨، ١٩٠.
٢ أعلام المحدثين ص ١٠٦.
 
الدر المنثور في التفسير المأثور
...
الدر المنثور في التفسير بالمأثور:
ومؤلفه هو: الإمام الحافظ جلال الدين: عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي ولد سنة تسع وأربعين وثمانمائة، وتوفي والده وهو صغير، فأوصى به إلى جماعة منهم: الإمام الكمال بن الهمام، وقد لقي الكثيرين من الشيوخ، وأخذ عنهم، وافتن وتبحر في كثير من العلوم حتى قال: إنه وصل فيها إلى رتبة الاجتهاد، وترك من المؤلفات كثرة كاثرة، حتى قيل: إنها تزيد عن الخمسمائة، وكان من حفاظ الحديث وعلمائه المتبحرين فيه، العالِمِين به رواية ودراية، متنا، ورجالا، ومصطلحا، وقد اعتزل الناس في آخر حياته، وترك التدريس والإفتاء، وتفرغ للعبادة، وكانت وفاته بمقياس الروضة، بالقاهرة المُعِزِّيَة، سنة إحدى عشرة وتسعمائة، فرضي الله عنه، وأرضاه.
منهجه في تفسيره:
وكتابه: «الدر المنثور في التفسير بالمأثور»: جمع فيه الروايات عن النبي، والصحابة، والتابعين، ولم يذكر فيه إلا المرويات الصرفة، وقد ذكر في مقدمته، أنه لخصه من كتابه: «ترجمان القرآن»، وهو التفسير المسند إلى رسول الله ﷺ وإلى الصحابة والتابعين، وقد التزم فيه إخراج الأسانيد التي روى بها الأئمة هذه المرويات، وعزى كل رواية إلى من أخرجها.
ما أُخِذَ عليه:
وقد أُخِذَ على هذا التفسير: أنه وإن عزى الروايات إلى مخرجيها لكن لم يبين لنا منزلتها من الصحة، أو الحسن، أو الضعف أو الوضع وقلما ينبه إلى ذلك، ويا ليته بيَّن ذلك، وليس كل قارئ للكتاب يمكنه أن يعرف ذلك بمجرد ذكر السند، ولا سيما في عصورنا المتأخرة والذي يظهر لي: أنه من المحدثين الذين يرون أن إبراز السند يخلي من العهدة والتبعة، وفي الكتاب إسرائيليات وبلايا كثيرة، ولا سيما في قصص الأنبياء، وذلك مثل ما ذكره في قصة هاروت وماروت وفي قصة الذبيح، وأنه إسحاق، وفي قصة يوسف، وفي قصة داود، وسليمان، وفي قصة إلياس، وأسرف في ذكر المرويات في بلاء أيوب عليه السلام، ومعظمه مما لا يصح، ولا يثبت، وإنما هو من إسرائيليات بني
 
إسرائيل، وأكاذيبهم على الأنبياء، وسأعرض لكل ذلك بالتفصيل إن شاء الله تعالى.
 
كتب جمعت بين المأثور وغيره:
١- الكشف والبيان عن تفسير القرآن:
ومؤلفه: هو الشيخ أبو إسحاق: أحمد بن محمد بن إبراهيم النيسابوري صاحب التفسير والعرائس في قصص الأنبياء، وقد نقل ابن خلكان عن السمعاني١ أنه يقال له الثعلبي والثعالبي٢، وهو لقب له، وليس بنسب، وكان مقرئا، مفسرا، واعظا، أديبا، حافظا كما قال ياقوت في معجمه٣، وقد ذكره الإمام عبد الغفار بن إسماعيل الفارسي في كتابه: «تاريخ نيسابور»، وقال: هو صحيح النقل موثوق به، روى عن أبي طاهر ابن خزيمة، والإمام أبي بكر بن مهران المقرئ، وعنه أخذ الإمام أبو الحسن الواحدي التفسير، وأثنى عليه، وكانت وفاته سنة سبع وعشرين وأربعمائة، وقيل سبع وثلاثين٤.
منهجه في تفسيره:
ولم يقصر تفسيره على المأثور فحسب، بل جمع فيه إلى المأثور ذكر الوجوه، والقراءات، والعربية واللغات، والإعراب والموازنات، والتفسير والتأويلات، والأحكام والفقهيات، والحكم والإشارات، والفضائل والكرامات..... ثم ذكر في أول الكتاب: أسانيده إلى مصنفات أهل عصره، وكتب الغريب، والمشكل، والقراءات٥.
١ ضبط الأعلام لتيمور ص ٢٤.
٢ هو غير الثعالبي مؤلف «الجواهر الحسان في تفسير القرآن» وهو الشيخ العالم الإمام عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبي، الجزائري المغربي المالكي المتوفى سنة ٨٧٦هـ ست وسبعين وثمانمائة عن نحو تسعين سنة، ودفن بمدينة الجزائر رحمه الله وأثابه.
٣ معجم الأدباء ج ٥ ص ٣٧.
٤ ضبط الأعلام للعلامة تيمور باشا ص ٢٤.
٥ التفسير والمفسرون ج ١ ص ٢٢٩.
 
قيمة تفسيره من جهة الرواية:
لئن كان أثنى عليه بعض العلماء: كعبد الغفار الفارسي، فقد آخذه، ونقده البعض الآخر من علماء الرواية، والدراية، وأئمة النقد، فقد ملأ كتابه هذا بالموضوعات والقصص الإسرائيلي، الذي فسر به بعض القرآن الكريم، وهذا هو الحق والصواب، وذلك مثل: ما ذكره في تفسير قوله تعالى: ﴿إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْف﴾: فقد ذكر عن السدي، ووهب، وغيرهما كلاما طويلا في أسماء أصحاب الكهف وعددهم بل يروي أن النبي ﷺ طلب من ربه رؤية أصحاب الكهف، فأجابه الله: بأنه لن يراهم في دار الدنيا، وأمره بأن يبعث لهم أربعة من خيار أصحابه، ليبلغوهم رسالته، إلى آخر القصة التي لا يكاد العقل يصدقها.
وكذا ما ذكره عند تفسير قوله تعالى: ﴿إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ﴾، وما ذكره في تفسير سورة مريم، عن قوله تعالى: ﴿فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُه﴾، فقد روى عن السدي ووهب وغيرهما قصصًا كثيرة، وأخبارًا في نهاية الغرابة والبعد١، إلى غير ذلك مما ذكره في فضائل السور، وفضائل بعض الصحابة كسيدنا علي.
ومن العجيب حقا: أنه ذكر في مقدمة تفسيره٢ أن الله رزقه ما عرف به الحق من الباطل، وميز به الصحيح من السقيم، وعاب من جمع بين الغث والسمين، والواهي، والمتين!!.
ولا أدري كيف يكون حال كتابه لو لم يرزق ذلك؟!
وقد نقد الإمام ابن تيمية كتابه هذا، فقال: "والثعلبي هو في نفسه كان في خير ودين، وكان حاطب ليل٣، ينقل ما وجد في كتب التفسير: من صحيح، وضعيف، وموضوع٤.
١ المرجع السابق ص ٢٣٢.
٢ هو مخطوط بمكتبة الأزهر الشريف ولكنه غير تام.
٣ يعني لا يميز بين الصحيح والضعيف، والغث والسمين، والنافع، والضار.
٤ مقدمة في أصول التفسير ص ٣٢.
 
الصنيع المذموم، ومن وجد فيه شيئا مما سأذكره عند نقد المرويات تفصيلا فلنبذه، ولا يذكره إلا مقترنًا ببيان وضعه، أو ضعفه.
 
٢- معالم التنزيل:
ومؤلفه هو: العلامة الشيخ أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد البغوي١، الفقيه الشافعي، المحدث، المفسر، يعرف بأبي القراء، ويلقب بمحيي السنة وركن الدولة وكان تقيا، ورعا، زاهدا متقشفا، قانعا، لا يلقي الدرس إلا على طهارة، وإذا أكل لا يأكل إلا الخبز وحده، ثم صار يأتدم بالزيت، وله المؤلفات المفيدة، منها: «شرح السنة» وكتاب: «المصابيح» في الحديث، وتفسيره هذا، وغيرها، وكانت وفاته سنة عشر وخمسمائة، وقيل سنة ست عشرة وخمسمائة٢.
منهجه في التفسير:
قال صاحب كشف الظنون: «معالم التنزيل في التفسير».... وهو كتاب متوسط، نقل فيه عن مفسري الصحابة، والتابعين ومن بعدهم.
وليس خالصا للتفسير بالمأثور، بل جمع فيه بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي والاجتهاد المقبول، كما لم يذكر فيه الأسانيد، اكتفاء بذكرها في أول كتابه، كما صنع الثعلبي، في تفسيره الذي هو أصل تفسيره ومرجعه.
قيمة تفسيره العلمية:
وهذا التفسير من خيرة التفاسير، وأسهلها وأبعدها عن التعقيد، وعدم الاستطراد، وعدم الإكثار من المباحث اللغوية، والنحوية، والفقهية.
١ قال ابن خلكان: بفتح الباء، والغين المعجمة، وبعدها واو هذه النسبة إلى بلدة بخراسان، بين مرو، وهواه يقال لها بغ وبغشور.... وهذه النسبة شاذة على خلاف الأصل؛ قاله السمعاني في كتاب الأنساب.
٢ ضبط الأعلام ص ١٧.
 
وقد جمع فيه بين الصحيح، والضعيف، وذكر فيه كثيرا من الإسرائيليات، كأصله، وذلك كما صنع في قصة: «هاروت وماروت» وقصة «داود»، و«سليمان»، وكما صنع في تفسير قوله تعالى: ﴿نْ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ﴾ فقد ذكر: أن «ن هو: الحوت الذي على ظهره الأرض، وهو ولا شك من خرافات بني إسرائيل وأباطيلهم، قال فيه ابن تيمية:»والبغوي تفسيره مختصر من الثعلبي، لكن صان تفسيره عن الأحاديث الموضوعة والآراء المبتدعة"١.
مناقشة ابن تيمية:
أما صيانته عن الآراء المبتدعة فمسلم، أما أنه صانه عن الأحاديث الموضوعة: فإن أراد الحديث الطويل في فضائل السور سورة سورة، فمسلم، وإن أراد غير ذلك: فلست موافقا لشيخ الإسلام؛ لأنه ذكر في كتابه بعض الموضوعات، والإسرائيليات بكثرة، اللهم إلا أن يقال: إنه أقل من تفسير الثعلبي في الموضوعات والإسرائيليات، وسأعرض للكثير منها عند التفصيل إن شاء الله تعالى.
١ مقدمة في أصول التفسير ص ٣٢.
 
٣- تفسير القرآن العظيم:
ومؤلفه هو: الإمام الجليل: الحافظ: عماد الدين أبو الفداء، إسماعيل بن عمر بن كثير، القرشي، الدمشقي، الفقيه، الشافعي، ولد حوالي سنة سبعمائة. سمع من ابن الشحنة، والآمدي، وابن عساكر، كما لازم الحافظ المزي وقرأ عليه تهذيب الكمال، وصاهره على ابنته، وأخذ عن ابن تيمية، وفتن بحبه، وامتحن بسببه، وهو من أخلص تلاميذ ابن تيمية، وأخذ عن ابن تيمية، وفتن بحبه، وامتحن بسببه، وهو من أخلص تلاميذ ابن تيمية، وأشدهم اتباعًا له في آرائه الفقهية، والتفسيرية، حتى كان يفتي برأيه في مسألة الطلاق الثلاث بلفظ واحد، وأوذى بسبب ذلك. قال فيه الحافظ الذهبي في المعجم المختص: الإمام، المفتي، المحدث البارع، فقيه متفنن، محدث متقن، ومفسر.... وله تصانيف مفيدة، وقال فيه الحافظ ابن عمر في: «الدرر الكامنة» إنه كان من محدثي الفقهاء، وقال: سارت تصانيفه في البلاد في حياته، وانتفع بها بعد وفاته، ومن تأليفاته.
 
القيمة: كتاب البداية والنهاية في التاريخ، وهو أجل كتب التاريخ من جهة الرواية، وتحقيق معاني المرويات وطبقات الشافعية، وشرع في شرح البخاري ولكنه لم يتمه..... وبعد حياة حافلة بالعلم، والتأليف، توفي سنة أربع وسبعين وسبعمائة هـ، فرضي الله عنه وأرضاه.
منهجه في تفسيره وخصائصه:
وتفسيره من أجل التفاسير، إن لم يكن أجلها وأعظمها، جمع فيه بين التفسير، والتأويل والرواية والدراية، مع العناية التامة بذكر الأسانيد، وبيَّن صحيحها من ضعيفها من موضوعها، ونقد الرجال، والجرح، والتعديل، واستيفاء الآيات في الموضوع الأول وتفسير القرآن بالقرآن، مع حسن البيان، وعدم التعقيد، وعدم التشعيب في المسائل، والاستطراد الكثير، ومن خصائص هذا التفسير العظيم: أنه يعتبر نسيج وحده في التنبيه على الإسرائيليات والموضوعات في التفسير، تارة يذكرها، ويعقب عليها بأنها دخيلة على الرواية الإسلامية، ويبين أنها من الإسرائيليات الباطلة المكذوبة، وتارة لا يذكرها بل يشير إليها، ويبين رأيه فيها، وقد تأثر في هذا بشيخه الإمام ابن تيمية١، وزاد على ما ذكره كثيرا، وكل من جاء بعد ابن كثير من المفسرين، ممن تنبه إلى الإسرائيليات والموضوعات، وحذر منها، هم عالة عليه في هذا، ومدينون له فيها بهذا الفضل: كالإمام الآلوسي، والأستاذ الإمام محمد عبده، والسيد محمد رشيد رضا رحمهم الله تعالى، ولهذا الكتاب فضل كبير علي في تنبيهي إلى الإسرائيليات، والموضوعات في كتب التفسير وهو معتمدي، ومرجعي الأول في هذا الباب، وللإمام ابن كثير حاسية دقيقة، وملكة راسخة في نقد المرويات والتنبيه إلى منشئها ومصدرها، وكيف تدسست إلى الرواية الإسلامية، وقد تعقب ابن جرير على جلالته وتقدمه في بعض الإسرائيليات والموضوعات التي ذكرها في تفسيره، ولا عجب في هذا، فهو من مدرسة عرفت بحفظ الحديث، والعلم به رواية، ودراية، وأصالة النقد، والجمع بين المعقول والمنقول، وهي مدرسة شيخ الإسلام ابن تيمية وتلاميذه: ابن القيم
١ وليس أدل على هذا من أن ما ذكره في مقدمة تفسيره يكاد يكون نص ما ذكره شيخه في «مقدمة في أصول التفسير»، وتظهر روحه هذه في المسائل التي يكون لشيخه ابن تيمية رأي معروف مخالف فيه لغيره.
 
والذهبي، وابن كثير، وأمثالهم، فجازاه الله على صنيعه هذا خير الجزاء. وسيظهر ذلك بوضوح فيما سأذكره إن شاء الله في هذا الكتاب.
 
نظرات مجملة في أشهر كتب التفسير بالرأي والاجتهاد
الكشاف عن حقائق التنزيل، وعيون الأقاويل في وجوه التأويل
...
نظرات مجملة في أشهر كتب التفسير بالرأي والاجتهاد:
وفي هذا الفصل: سأذكر أشهر كتب التفسير، سواء منها ما كان على منهج أهل السنة والجماعة، أم على مذهب أهل الاعتزال، أم على منهج أهل الكلام، مع تعريف موجز بها، وبمؤلفيها، وسأتناولها من الجانب الذي يتصل بهذا البحث فحسب، لا من جوانبها الأخرى.
ومما ينبغي أن يعلم: أن كتب التفسير بالرأي والاجتهاد أيا كان لونها واتجاهها لا تخلو من الروايات المأثورة؛ إذ من شرط التفسير بالاجتهاد: أن يعتمد على ما ثبت بالنقل، فمن ثم: اشتملت على الأحاديث الموضوعة والإسرائيليات الباطلة، وإن اختلفت في ذلك قلة وكثير، وسأقتصر على المطبوع منها، وسأنبه على ما إذا كانت بها إسرائيليات أم لا، وسأدع التفصيل لحينه إن شاء الله تعالى.
١- الكشاف عن حقائق التنزيل، وعيون الأقاويل في وجوه التأويل:
ومؤلفه هو: الإمام محمود بن عمر بن محمد بن عمر النحوي اللغوي، الأديب، المعتزلي الزمخشري١ الملقب بجار الله، لأنه ارتحل إلى مكة، وأقام بها مجاورا للبيت، وفيها ألف كتابه هذا، ولد سنة سبع وستين وأربعمائة، وقد برع في اللغة، والأدب والنحو، ومعرفة أنساب العرب، وأيامهم حتى فاق أقرانه، كما كان عالما بكثير من العلوم الإسلامية، كالفقه، ولا سيما الفقه الحنفي، والأصول والتفسير وغيرها، ثم
١ زمخشر: كسفرجل: قرية بنواحي خوارزم نسب إليها إمامنا هذا.
 
اعتنق مذهب الاعتزال، ودعا إليه، وصار من أئمة المعتزلة، والمنافحين عنهم، وله مؤلفات كثيرة، منها: ربيع الأبرار، والأساس، والفائق، وكانت وفاته سنة ثمانٍ وثلاثين وخمسمائة.
قيمة تفسير الزمخشري العلمية:
إن تفسير الكشاف من خير كتب التفسير وأجلها، ولولا نزعته الاعتزالية في بعض الآيات القرآنية، لما تناوله المعترضون بالنقد، ولما شنأه بعض الناس، وبحسب هذا الكتاب فضلا ومنزلة أن كل من جاء بعد الزمخشري عالة عليه فيما يذكره فيه من أسرار الإعجاز، والغوص على المعاني البلاغية الدقيقة.
ولبراعته في الكلام، وتمكنه من فنون القول، وبعد غوره يدس بعض آرائه في أثناء تفسيره، وتروج على خلق كثير من أهل السنة ولذا قال البلقيني: استخرجت من الكشاف اعتزالا بالمناقيش من قوله تعالى: ﴿فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَاز﴾ ١.
قال: أي فوز أعظم من دخول الجنة٢، أشار إليه به إلى عدم الرؤية٣، وقال ابن تيمية أثناء الكلام عن تفاسير المعتزلة: ومن هؤلاء من يكون حسن العبارة، يدس البدع في كلامه، وأكثر الناس لا يعلمون، كصاحب الكشاف ونحوه، حتى إنه يروج على خلق كثير من أهل السنة كثير من تفاسيرهم الباطلة٤.
ومن مميزات هذا التفسير:
١- خلوه من الحشو والتطويل.
٢- سلامته من القصص الإسرائيلي غالبا، وإذا ذكر بعضه فإنه قد يفنده، كما فعل في قصة داود وسليمان، ولكن وجدت به بعض الموضوعات التي لا تدرك بالعقل، وإنما يعلمها أئمة الحديث ونقاده، وذلك مثل الحديث الطويل المروي في فضائل السور، سورة سورة، وكذلك ما روى في قصة السيدة زينب بنت جحش،
١ آل عمران: ١٨٥.
٢ تفسير الكشاف عند هذه الآية.
٣ الإتقان ج٢ ص ١٩٠.
٤ مقدمة في أصول التفسير ص ٣٨.
 
وحاول تبريره، وقد يذكر بعض الإسرائيليات، ولا ينفدها، مثل ما ذكره: في قصة يأجوج ومأجوج، بل ذكر هنا حديثا موضوعا على النبي صلى الله عليه وسلم١ وسأتناول ذلك بالتفصيل فيما يأتي إن شاء الله تعالى:
٣ اعتماده في بيان المعاني على لغة العرب وأساليبهم في الخطاب.
٤ عنايته الفائقة بالإبانة عن أسرار الإعجاز القرآني بطريقة فنية قائمة على الذوق الأدبي.
٥ اتباعه طريقة السؤال:»إن قلتَ «بفتح التاء»، ويقول في الجواب: «قلتُ: بضم التاء» وهي طريقة من طرق التشويق، في التعليم وترسيخ المعاني في النفس.
الانتصاف:
وقد قيض الله لهذا الكتاب من نبه إلى ما فيه من اعتزاليات، وبين ما فيه من انحراف، وميل باللفظ القرآني إلى مذهب أهل الاعتزال، وهو: الإمام أحمد بن محمد المعروف بابن المنير، عالم الإسكندرية وقاضيها، وخطيبها، فألف كتابه: «الانتصاف»٢، وهو يدل على علو كعب هذا الإمام في العلوم الشرعية، والبلاغية، وأصول الدين، وأصول الفقه، وبهذا الكتاب النفيس يمكن للقارئ لتفسير الكشاف أن يقرأه مع الأمن عليه أن يزيغ، أو يضل في متاهات الاعتزال.
تخريج أحاديث الكشاف:
وقد تنبه إلى ما في تفسير الكشاف من الروايات الضعيفة، والموضوعة، بعض المحدثين، فقام بإكمال هذا النقص خير قيام، وسد هذه الثغرة التي دخل منها على القراء ضرر كثير، فقد ألف الإمام الحافظ الفقيه: عبد الله بن يوسف الزيلعي المتوفى سنة ٧٧٢هـ رسالة في تخريج أحاديث الكشاف، وما فيه من قصص وآثار، بيَّن فيها الصحيح من الحسن من الضعيف من الموضوع، وقد لخصها الإمام الحافظ
١ تفسير الكشاف في سورة الكهف عند تفسير قوله تعالى: ﴿قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ﴾ .
٢ طبع مع الكشاف في معظم طبعاته.
 
الفقيه أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، المتوفى سنة ٨٥٢هـ، في رسالة سماها: «الكافِ الشافِ في تخريج أحاديث الكشاف»، وقد طبعت مع الكشاف في بعض الطبعات، فجزاهما الله خير الجزاء.
 
٢- تفسير مفاتيح الغيب:
ومؤلفه هو الإمام، النظار، المتكلم فخر الدين: محمد ابن العلامة ضياء الدين عمر الرازي١، المشتهر بخطيب الري، وهو عربي، قرشي من سلالة سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وكان مولده سنة ٥٤٣هـ ثلاث وأربعين وخمسمائة في مدينة الري، وكانت حينئذ العاصمة الكبرى لبلاد العراق العجمي، وقد بادت الآن، وتوجد خرائبها، وآثارها على مقربة من مدينة: «طهران» عاصمة المملكة الإيرانية.
وقد تنقل الإمام فخر الدين في البلاد الأعجمية، من الري إلى خراسان، وبخارى إلى العراق، والشام، وكان أكثر استقراره وتدريسه «بخوارزم»٢، ثم استوطن مدينة: «هراة» من البلاد الأفغانية، وكانت وفاته بها سنة ٦٠٦هـ ست وستمائة٣.
وقد كان الإمام من كبار أهل العلم بالأصلين: أصول الدين، وأصول الفقه، وكبار علماء الكلام على مذهب أهل السنة، فمن ثم ناقش -وأكثر- أهل الاعتزال وغيرهم، وكذلك كان عالما بالفلسفة، ومذاهب الفلاسفة، فمن ثم: سلك مسلك الحكماء الإلهيين، فصاغ أدلته في مباحث الإلهيات، على نمط استدلالاتهم العقلية، ولكن مع تهذيبها بما يوافق أصول أهل السنة، وتعرض لآراء الفلاسفة، في قدم العالم وغيره وشبههم، وتفنيدها، ونقضها في مواضع من كتابه.
وكذلك: سلك مسلك الحكماء الطبيعين في الكونيات، فتكلم في خلق السماوات، والأرض، وما فيها من إنسان، وحيوان، ونبات، مبينا حكمة الله في مخلوقاته، مستدلا
١ الرازي نسبة إلى الري على غير قياس.
٢ مدينة شرق بحيرة قزوين.
٣ التفسير ورجاله ص ٦٨، ٦٩.
 
بها على وجود الله، وعلمه، وقدرته وإرادته وسائر صفاته.
وقد قصد الإمام الرازي من دراسته التفسيرية: أن يبين تفوق الحكمة القرآنية على سائر الطرق الفلسفية، وانفراد القرآن بهداية العقول البشرية، إلى غايات الحكمة، من طريق العصمة، فقد كتب في وصيته التي أملاها عند احتضاره:
»لقد اختبرت الطرق الكلامية، والمناهج الفلسفية، فما رأيت فيها فائدة تساوي الفائدة التي وجدتها في القرآن؛ لأنه يسعى في تسليم العظيم والجلال لله، ويمنع عن التعمق في إيراد المعارضات والمناقضات وما ذاك إلا للعلم بأن العقول البشرية تتلاشى في تلك الحقائق العميقة والمناهج الخفية«.
قيمة تفسيره العلمية:
إن تفسير: مفاتيح الغيب» من أجل التفاسير، وإن كان أطال في الاستدلال، ورد الشبه، إطالة كادت تغطي على كونه كتاب تفسير ولست مع ابن عطية الذي قال فيه: «فيه كل شيء إلا التفسير»؛ فإنه رحمه الله مع الاستطراد إلى ذكر الأدلة والبراهين، قد وفى التفسير حقه، ولولا أن هذا ليس من غرضي في هذا الكتاب، لأقمت على هذا ألف دليل، ومن مميزات هذا التفسير الجليل: أنه يكاد يخلو من الإسرائيليات، وإذا ذكر شيئا فذلك لأجل أن يبطله، وذلك كما صنع في قصة هاروت وماروت، وقصص داود، وسليمان وغيرهما، كما تعرض بالتزييف لبعض المرويات التي تخل بعَظَمَة النبي ﷺ وأبطلها كما صنع في قصة الغرانيق، وسنعرض لإبطالها إن شاء الله.
نعم قد ذكر بعض المرويات التي تعتبر من الإسرائيليات، وذلك مثل ما روي في: «ن» وأنه الحوت الذي على ظهره الأرض، وإن كان ضعفه فيما ضعف من أقوال في هذه الآية، ولكن لم يعوَّل في التضعيف على مخالفتها للعقل، أو ضعفها من جهة النقل، أو كونها من الإسرائيليات، وإنما اعتمد على وجه أخر يرجع إلى النحو١.
١ انظر تفسير الفخر في قوله تعالى: ﴿نْ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ﴾،
 
٣- أنوار التنزيل، وأسرار التأويل:
ومؤلفه هو: الشيخ الإمام، قاضي القضاة، ناصر الدين أبو الخير عبد الله بن عمر بن محمد بن علي البيضاوي، الشافعي، أصله من «شيراز» في جنوب إيران، وبها كانت نشأته العلمية الأولى، وبها تخرج في الفقه والأصول، والمنطق، والكمة، والكلام والأدب، وبرع في الأصوليين، وضم علوم العربية والأدب إلى علوم الشريعة والحكمة، ولى قضاء شيراز مدة، وكانت وفاته بتبريز سنة خمس وثمانين وستمائة١ وقيل: سنة إحدى وتسعين وستمائة٢، ومن مؤلفاته القيمة: كتاب المنهاج وشرحه في أصول الفقه، وكتاب «الطوالع» في أصول الدين، وأنوار التنزيل، وأسرار التأويل، وهو ما نحن بصدده وغيرها.
تفسيره وقيمته العلمية:
وتفسيره جامع بين التفسير والتأويل على مقتضى القواعد اللغوية والشرعية، وهو متأثِّر في طريقته في بيان الألفاظ، والتراكيب، ونكت البلاغة- بتفسير الكشاف للزمخشري، ولكنه قرر فيه الأدلة على أصول أهل السنة، وهو في هذا متأثر بالإمام فخر الدين الرازي.
وقد صاغ الإمام البيضاوي تفسيره صياغة محكمة دقيقة، فهو لا يضع الكلمة إلا بميزان، ونحا فيه منحى الإيجاز والتركيز، فمن ثم: وضعت عليه التعاليق، والحواشي؛ لشرح دقائقه، وحل رموزه وأَجَلُّ حواشيه حاشية الشهاب الخفاجي٣، وهي ديوان علم وأدب، وفيها غاية التحقيقات، والتدقيقات فيها عرضت له من مسائل وقضايا علمية.
وقد كان تفسير البيضاوي وحواشيه -ولا يزال- مشغلة الدارسين في الجامعات الإسلامية أحقابا من الزمان، وحبب الناس فيه: خلوه من النزعات الاعتزالية التي نفرت الكثيرين من تفسير الكشاف، الذي هو كأصله.
١ البداية والنهاية ج ٣ ص ٣٠٧.
٢ التفسير والمفسرون ج ١ ص ٢٩٧.
٣ وهناك غيرها: حاشية زادة، وحاشية النووي.
 
والإسرائيليات في هذا التفسير قليلة جدا، ولكن مما أخذ عليه: اشتماله على بعض الروايات الموضوعة، التي لا تدلك بالعقل والنظر، وإنما يعرف حقيقتها حفاظ الحديث، ونقاده، ولا سيما في باب الفضائل١ فقد ذكر في آخر كل سورة، الحديث الطويل الموضوع في فضائل السور سورة سورة، ومن ثم نرى أن البيضاوي على جلالته وعلمه لم يسلم مما وقع فيه صاحب الكشاف قبله من ذكره هذا الحديث وغيره من الأحاديث، من غير بيان لدرجتها من الصحة، أو الحسن، أو الضعف، أو الوضع، وهو أمر وقع فيه معظم المفسرين، ممن ليسوا من أهل العلم بالحديث رواية ودراية، وقد كفاه وكفى الدارسين لهذا الكتاب الإمام المحدث الشيخ عبد الرءوف المناوي، فألف كتابا سماه: «الفتح السماوي في تخريج أحاديث البيضاوي»، وكذلك قام الإمام الشهاب الخفاجي ببيان هذه الروايات الموضوعة، والضعيفة، فلهما من الله جزيل الجزاء.
١ البداية والنهاية جـ ٣ ص ٣٠٧.
 
٤- الجامع لأحكام القرآن، والمبين لما تضمنه من السنة وآي الفرقان:
ومؤلفه هو: الإمام أبو عبد الله: محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرْح١ الأنصاري. الخزرجي الأندلسي، القرطبي، المفسر، كان من عباد الله الصالحين، والعلماء العارفين الورعين، الزاهدين في الدنيا المشغولين بما يعنيهم من أمور الآخرة كانت أوقاته كلها معمورة مشغولة ما بين عبادة، وتأليف، وكانت وفاته سنة إحدى وسبعين، وستمائة، ومن مؤلفاته كتاب: «الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى»، وكتاب: «التذكار في أفضل الأذكار»، وكتاب: «شرح التقصي وغيرها»٢.
تفسيره وقيمته العلمية:
تفسير القرطبي من أجل التفاسير، وأعظمها نفعا، أسقط منه القصص والتواريخ،
١ بسكون الراء، ثم حاء مهملة بعدها.
٢ مقدمة في تفسير القرطبي.
 
وذكر عوضا عنها أحكام القرآن بتوسع، حتى حافَ بها على التفسير، واستنباط الأدلة وذكر القراءات والإعراب والناسخ والمنسوخ.
ومن محاسن هذا التفسير: أنه يخرج الأحاديث، ويعزوها إلى من رووها من الأئمة غالبا، كما أنه صان كتابه عن الإكثار من ذكر الإسرائيليات والأحاديث الموضوعة، كما أنه إذا ذكر بعض الإسرائيليات والموضوعات مما يخل بعصمة الملائكة، أو الأنبياء، أو يخل بالاعتقاد؛ فإنه يكر عليها بالإبطال، أو يبين أنها ضعيفة، وذلك كما فعل في قصة هاروت وماروت، وقصة داود، وسليمان وقصة الغرانيق، وقصة زواج النبي بالسيدة زينب بنت جحش، وربما ينبه أيضا على بعض الموضوعات في أسباب النزول، وذلك: مثل ما رواه القصاص، وأمثالهم، في سبب نزول قوله تعالى: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا﴾ الآيات١.
غير أنه قد وجد فيه بعض الإسرائيليات والموضوعات على قلة مثل ما ذكره عند تفسير قوله تعالى: ﴿قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْض﴾ ٢ وعند تفسير قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّه﴾، فقد ذكر في البرهان أمورا إسرائيلية، ولا تصح، وعند تفسير قوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ، إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ، الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلاد﴾ ٣ إلى غير ذلك مما سأعرض لبيانه، وتزييفه، فيما يأتي إن شاء الله تعالى.
١ الإنسان: ٨-١٢.
٢ الكهف: ٩٤.
٣ الفجر: ٦-٨.
 
مدارك التنزيل وحقائق التنزيل
...
٥- مدارك التنزيل، وحقائق التأويل:
ومؤلفه هو: الإمام أبو البركات: عبد الله بن أحمد بن محمود النسفي الحنفي١، المتوفى سنة إحدى وسبعمائة للهجرة.
١ نسبة إلى نسف بلد من بلاد ما وراء النهر.
 
كان إمامًا بارعًا في الفقه، والأصول، عالمًا بالتفسير والحديث، وإن لم يكن من حفاظه وأئمته، وله من المؤلفات كنز الدقائق في الفقه، والمنار في أصول الفقه والعمدة في أصول الدين، ومدارك التنزيل، وحقائق التأويل، وهو ما نحن بصدده، وغيرها.
قيمة تفسيره العلمية:
هو من كتب التفاسير الوسيطة، لا هو بالطويل الممل، ولا بالقصير المخل، وهو يعتبر بحق مختصرًا لتفسير الكشاف غير أنه صانه من الآراء الاعتزالية التي بثها الزمخشري في تفسيره، وحذف منه طريقة السؤال والجواب، في الإفصاح عن وجوه البلاغة، وأسرار الإعجاز، وبيان المعاني، وهي الطريقة التي عرف بها الزمخشري، وهو من التفاسير التي تعنى بالتنبيه إلى القراءات السبع المتواترة، ونسبة كل قراءة إلى قارئها.
وقد جاء الكتاب كأصله مقلًّا من ذكر الإسرائيليات، وقد يذكر بعضها وينبه على عدم صحته، وذلك كما صنع في قصة داود وسليمان والغرانيق، وقد يذكر بعض الخرافات والموضوعات، من قصص وأحاديث ولا يفطن إليها، وذلك: كما ذكر في تفسير قوله تعالى: ﴿وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيه﴾، فقد ذكر الرأي الباطل، وهو: إخفاء حبها في قلبه، وتفسير قوله تعالى: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا﴾، فقد ذكر: أنها نزلت في على، وفاطمة، والحسن والحسين، مع أن السورة كلها مكية، وتفسير: ﴿إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَاد﴾: فقد ذكر هنا: أن المراد بها مدينة وذكر في وصفها عجائب وغرائب، وهي من خرافات بني إسرائيل وكذلك ذكر في كتابه الحديث الموضوع في فضائل القرآن سورة سورة، فلتكن على حذر من كل هذا.
 
٦- لباب التأويل في معاني التنزيل:
ومؤلفه هو: علاء الدين أبو الحسن على بن محمد إبراهيم، الشيحي١ البغدادي، الشافعي الصوفي، المشهور بالخازن؛ وذلك لأنه كان خازن كتب خانقاه٢
١ نسبة إلى بلد اسمها شيحة من أعمال حلب.
٢ أصل الخانقاه: مكان يسكنه أهل الصلاح، والخير، والصوفية، معربة، حدثت في الإسلام في حدود الأربعمائة وجُعِلَت لمتخلي الصوفية فيها لعبادة الله.
 
السميساطية، بدمشق، ولد ببغداد سنة ثمانٍ وسبعين وستمائة، قال ابن قاضي شهبة: وكان من أهل العلم، جمع، وألَّف وحدث ببعض مصنفاته. وكان صوفيا، حسن السمت، بشوش الوجه، متوددًا للناس، ومن مؤلفاته: شرح عمدة الأحكام، ومقبول المنقول في عشر مجلدات، جمع فيه بين مسندي الشافعي، وأحمد بن حنبل، والكتب الستة، والموطأ وسنن الدارقطني، ورتبة على الأبواب، وهذا يدل على أنه كانت له مشاركته في العناية بالحديث وإن لم يكن من حفاظه، ونقاده، و«لباب التأويل، في معاني التنزيل» وهو ما نحن بصدده.
منهجه في تفسيره وقيمته العلمية:
وقد صدر كتابه هذا بمقدمة مفيدة في فضل القرآن وتلاوته، ووعيد من تكلم في تفسير بغير علم، وجمع القرآن وترتيبه ونزوله على سبعة أحرف، ومعنى التفسير والتأويل، وقد جمع كتابه هذا من تفسير البغوي، وغيره من التفاسير التي تقدمته، وليس له فيه كما يقول في ديباجته سوى النقل، والانتخاب، مع حذف الأسانيد وتجنب التطويل.
ومن حسنات هذا الكتاب: عناية صاحبه بتخريج الأحاديث: أي بيان من رواها من الأئمة في كتابه، مشيرا إلى صاحب الكتاب بالحرف تارة، وذاكرا الاسم تارة، وما لم يكن في الكتب المشهورة ورواه البغوي؛ عزاه إليه، وما أخذه البغوي عن الثعلبي بينه.
وقد امتلأ هذا التفسير كأصليه: تفسير البغوي، وتفسير الثعلبي بالقصص، والأخبار، والإسرائيليات الباطلة، ولا سيما في قصص الأنبياء، وأخبار الأمم الماضية، والفتن، والملاحم، ومن الحق أن نقول هنا: إن الخازن قد يكر على بعض الإسرائيليات والموضوعات ولا سيما ما يتعلق منها بالطعن في عصمة، وما يخل بالعقيدة الصحيحة بالإبطال والإطناب في ذلك: كما فعل في قصة الغرانيق، وقصة هاروت وماروت، وداود، وسليمان ونحوها.
كما أنه قد يذكر الكثير من الإسرائيليات المشتملة على العجائب والغرائب، والتي لا يشهد لها نقل صحيح، ولا عقل سليم، ولا يعقب بتضعيف أو إبطال، وسأنبه عليها إن شاء الله تعالى.
 
٧- البحر المحيط لأبي حيان:
ومؤلفه هو: الإمام أثير الدين أبو عبد الله محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان الأندلسي، الغرناطي، الجياني، الشهير بأبي حيان، ولد سنة أربع وخمسين وستمائة من الهجرة، وتوفي سنة أربع وخمسين وسبعمائة.
كان رحمه الله ملمًّا بالقراءات؛ متواترها، وصحيحها، وشاذها، كما كان على جانب كبير من العلم باللغة وآدابها، والعلم بالنحو والصرف حتى صار إماما فيهما، وذا رأي معتبر في مسائلهما، ولذلك غلب عليه في تفسيره: الإكثار من النحو، والصرف، واللغة؛ كما أسلفت وله مؤلفات منها: غريب القرآن في مجلد، وشرح التسهيل وهو كتاب جليل، وكتاب «البحر المحيط» في التفسير، وهو ما نحن بصدده الآن، وقد عكف على تأليفه لما نصب مدرسا للتفسير في قبة السلطان الملك المنصور، وفي دولة ولده: الملك الناصر. وكان ذلك في أواخر سنة عشر وسبعمائة، وقد خطا سنه نحو السابعة والخمسين من عمره المبارك١.
منهجه في تفسيره وقيمته العلمية:
وقد اعتمد أبو حيان في تفسيره على تفاسير من تقدمه، ولا سيما تفسير الإمامين الجليلين: أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري، وأبي محمد عبد الحق المعروف بابن عطية، وعلى ثقافته اللغوية، والنحوية، والصرفية، والأدبية، التي يظهر أثرها واضحا في كتابه، وهو من كتب التفسير بالرأي والاجتهاد الممدوح.
وكتاب التفسير لأبي حيان لم يخلُ كغيره من كتب التفسير من ذكر الروايات المأثورة عن النبي ﷺ، وعن الصحابة، والتابعين.
وهو: من التفاسير التي يقل فيها ذكر الإسرائيليات، والموضوعات وقد عني بالتنبيه إلى الكثير منها، وبيان عدم صحتها، وتحذير القارئ من الاغترار بها، وكثيرا ما يضرب عن ذكرها، مشيرا إلى بطلانها، وقد يوجزها، ثم يكر عليها بالإبطال والتزييف،
١ مقدمة في تفسير أبي حيان.
 
ولا سيما فيما يدرك بطلانه وكذبه بالعقل والنظر، لا بنقد الأسانيد، والتعديل، والتجريح؛ لأنه لم يكن من أئمة الحديث، ونقاده المميزين بين صحيحه وضعيفه.
وذلك مثل ما فعل في تزييف قصة هاروت وماروت١، وما روي في قصة يوسف عليه السلام وهَمِّهِ والبرهانِ الذي رآه٢، وقصة داود عليه السلام وزوجة أوريا٣، وقصة سليمان عليه السلام٤، وما روي في سبب فتنة أيوب، على ما ذكره الزمخشري٥، وإن كان وافق على بلائه، على ما روي، وذكر في ذلك حديثا عن النبي، وأنه تساقط لحمه.
ولم يسلم تفسير أبي حيان من الإسرائيليات، والروايات الموضوعة المكذوبة على النبي ﷺ أو على الصحابة، وذلك مثل ما ذكره في حجر موسى، وعلى أي هيئة كان، وما ذكره من الحديث المكذوب على النبي ﷺ في أسماء الكواكب الاثني عشر التي رآها يوسف عليه السلام، وكذا وقع فيما وقع فيه الزمخشري وغيره: في ذكر الروايات الباطلة في قصة إرم ذات العماد٦. مهما يكن من شيء فتفسير أبي حبان من التفاسير المتحفظة، والمقلة في ذكر الإسرائيليات والموضوعات، فرحمه الله، وأثابه.
١ تفسير أبي حيان جـ ١.
٢ المرجع السابق ج ٥ ص ٢٩٥.
٣ ج ٦ ص ٣٩١.
٤ ج ٦ ص ٣٩٧.
٥ ج ٦ ص ٤٠٠.
٦ ج ٦ ص ٤٩٦.
 
٨- السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير:
ومؤلفه هو: الشيخ العلامة: شمس الدين محمد بن محمد الشربيني الشافعي، الخطيب، نشأ بالقاهرة، وعلى شيوخ عصره أخذ، ولما رأوه أهلا للفتوى، والتدريس أجازوه بهما، فدرس، وأفتى، وانتفع به خلق كثير.
 
وقد كان رحمه الله على جانب من الصلاح، والورع، والزهد، وكثرة العبادة، وكان يعتكف طوال شهر رمضان من كل عام، توفي عصر يوم الخميس الثاني من شعبان سنة ٩٧٧، سبع وسبعين وتسعمائة هجرية.
ومن مؤلفاته: شرح كتاب المنهاج، وشرح كتابه التنبيه، و«السراج المنير» في التفسير، وهو ما نحن بصدده الآن.
منهجه في تفسيره وقيمته العلمية:
وهو تفسير وسط بين الإطناب والإيجاز، اقتصر فيه على أصح الأقوال غالبا، ولم يذكر من الأعاريب إلا ما كانت الحاجة ماسة إليه، اعتمد فيه صاحبه على تفاسير من سبقه كالزمخشري والبيضاوي، والبغوي، والرازي وغيرهم، وقد ينقل فيه بعض تفسيرات مأثورة عن السلف، كما التزم فيه أن لا يذكر من الأحاديث إلا صحيحها، وحسنها، دون ذكر الضعيف والموضوع، ولذلك يتعقب الزمخشري، والبيضاوي في ذكرهما للحديث الموضوع الطويل في فضائل السور سورة، سورة، كما ينبه على الأحاديث الضعيفة إن روى شيئا منها في تفسيره١.
ولم يخلُ تفسير الخطيب من ذكر بعض القصص الإسرائيلي، منها ما يمر عليها مرورا مع غرابتها، من غير تعقيب لها بتصحيح، أو تضعيف، أو بيان منشئها، ومن أين جاءت، وغالب ذلك فيما يحتمل الصدق والكذب من أخبار بني إسرائيل، وليس فيه طعن في عصمة الأنبياء ومنها ما يذكره، ثم يتعقبه بما يدل على ضعفه، أو بطلانه، وهو يصنع ذلك في القصص الإسرائيلي الذي فيه ما يخل بعصمة الأنبياء، وذلك: مثل ما فعل في قصة سيدنا داود، على ما يرويها القصاص.
١ التفسير والمفسرون ج ١ ص ٣٣٨ وما بعدها.
 
٩- إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم:
ومؤلفه هو: الإمام القاضي المفتي أبو السعود محمد بن محمد بن مصطفى العمادي الحنفي، ولد سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة، بقرية قريبة من القسطنطينية، ونشأ في
 
بيت عرف بالعلم، والفضل، والدين، تتلمذ على والده، وغيره من العلماء، وعلَّ من معينه بعد نَهْلٍ، حتى صار علما من أعلام العلم، تولى التدريس مدة، ثم ولى القضاء، وصار يتنقل فيه من بلد إلى بلد، حتى انتهى به الأمر إلى الإفتاء، وكان أبو السعود عالما، أديبا، متمكنا من اللغات الثلاث العربية، والفارسية، والتركية، وقد مكنت له معرفته بهذه اللغات الاطلاع على الكثير من الكتب التي أُلِّفَتْ بها، فاكتسب علمًا غزيرًا، ولم يدع له التدريس، وولاية القضاء، والتنقل بين البلاد مجالا للتأليف، فلم يترك لنا إلا تفسيره هذا، وبعض حواشٍ أخرى على تفسير الكشاف، وعلى شرح العناية على الهداية، وهي ناقصة، وبعد هذه الحياة العلمية الحافلة توفي بالقسطنطينية في أوائل جمادي الأولى سنة اثنتين وثمانين، وتسعمائة من الهجرة، ودفن بجوار الصحابي الجليل: أبي أيوب الأنصاري، فرضي الله عنه، وأرضاه.
منهجه في تفسيره وقيمته العلمية:
اشتغل العلامة أبو السعود في حياته بتدريس الكتابين المشهورين: الكشاف، وتفسير البيضاوي، حتى في الأوقات التي كان يخرج فيها مع السطان سليمان القانون غازيا، كان يشتغل بالتدريس لطلبته الذين كانوا لا يفارقونه، وقد كانت نفسه تتوق إلى تفسير جامع بين تفسير الكشاف، وتفسير البيضاوي، وأن يضيف إليهما ما اكتسبه من غيرهما من الكتب، ومن الفهوم التي فتح الله بها عليه في تفسير القرآن حتى حقق الله هذه الأمنية في آخر حياته، فكان ثمرة ذلك هذا التفسير العظيم الذي اشتهر بشهرة صاحبه، وعكف أهل العلم من يومها على دراسته، وسماه: «إرشاد العقل السليم، إلى مزايا القرآن الكريم»١، ولكنه خلصه من اعتزاليات الزمخشري، ونهج فيه منهج أهل السنة.
ومن أهم مميزات هذا التفسير: أنه خال من الاستطرادات والتوسع في ذكر الأحكام الفقهية والنحوية، ويكاد يكون خالصا للتفسير، وقد عني فيه عناية بالغة بإبراز وجوه البلاغة وأسرار الإعجاز في القرآن الكريم، ولا سيما في باب الفصل والوصل، ووجوه المناسبات بين الآيات، ولما كان أبو السعود ليس عربي المربى، وتغلب عليه الناحية العقلية، فقد جاءت عباراته وأساليبه في تفسيره فيها شيء كثير من العمق والدقة اللذين
١ تفسير أبي السعود على هامش تفسير الفخر الرازي ص ١٩ وما بعدها.
 
يبدُوَانِ في نظر القارئين له لونا من ألوان التعقيد والغموض والإغراب، وقد يذكر المبتدأ، أو الشرط ولا يذكر الخبر، أو جواب الشرط إلا بعد بضعة أسطر، ومن مميزاته خلوه غالبا من القصص الإسرائيلي، وإذا ذكر شيئا منه فإنه يذكره مضعفا له، أو منكرا أو مبطلا، ومبينا منشأه، وذلك مثل ما صنع في قصة هاروت، وماروت، قال: «وأما ما يحكى من أن الملائكة عليهم السلام لما رأوا ما يصعد من ذنوب بني آدم عيروهم..... فمما١ لا تعويل عليه؛ لما أن مداره رواية اليهود، مع ما فيه من المخالفة لأدلة العقل والنقل٢» وقصة يوسف عليه السلام، في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّه﴾: فقد ذكر ما روى من الإسرائيليات في رؤيته برهان ربه، ثم قال: «إن كل ذلك إلا خرافات، وأباطيل تمجها الآذان، وتردها العقول، والأذهان، ويل لمن لاكها ولفقها، أو سمعها وصدقها»٣.
نعم: قد ذكر بعض الإسرائيليات التي لا تخل بعصمة الأنبياء، ولكن فيها غرابة وبُعد، ولم يعقب عليها، وذلك مثل ما ذكره في الحجر الذي ضربه سيدنا موسى بعصاه، فانفجرت منه اثنتا عشر عينا، وما ذكره في صفة يأجوج ومأجوج، وأن طول الواحد منهم ستمائة ذراع، وصفة إرم ذات العماد، مما هو من خرافات بني إسرائيل ومما يؤخذ عليه، ذكره متابعا للزمخشري والبيضاوي الأحاديث المروية في فضائل القرآن سورة سورة، وهي موضوعة باتفاق أهل العلم بالحديث، ومثل الحديث الذي ذكره في فضل سورة الفاتحة، حيث قال: وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «إن القوم ليبعث الله عليهم العذاب حتما مقضيا، فيقرأ صبي من صبيانهم في»الكتاب«٤!!: الحمد لله رب العالمين، فيسمعه الله، فيرفع عنهم العذاب أربعين سنة»، وما ذكره متابعا للزمخشري وغيره في سبب نزول قوله تعالى: ﴿وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ﴾، وسأعرض لهذا ولغيره عند التفصيل. إن شاء الله تعالى.
١ هذا يشهد لما قلته عن خبرة ودراسة، فقد ذكر جواب الشرط بعد نحو صحيفة.
٢ تفسير أبي السعود على هامش تفسير الفخر من ص ٦٥٠- ٦٥٢.
٣ المرجع السابق ج ٥ ص ١٧٩.
٤ مما يدل على وضعه فضلا عن الطعن في سنده هذه اللفظة لأن كلمة «الكتاب» مستحدثة.
 
١٠- روح المعاني في تفسير القرآن، والسبع المثاني:
ومؤلفه هو: خاتمة المحققين، وعمدة المدققين، وإمام المفسرين، أبو الثناء شهاب الدين السيد الإمام محمود بن عبد الله الآلوسي١ البغدادي، الحنفي٢، مفتي بغداد، وعالمها في القرن الثالث عشر الهجري.
وُلِدَ سنة سبع عشرة ومائتين بعد الألف من الهجرة، في جانب الكرخ من بغداد.
نبغ في العلوم من صغره، وأخذ عن كثير من فحول علماء عصره منهم والده، والشيخ خالد النقشبندي، واشتغل بالتدريس، والتأليف وهو ابن ثلاث عشرة، وقد تتلمذ عليه كثيرون، وتخرج على يديه بعض العلماء الفضلاء من بلاد مختلفة، ولما ولي الإفتاء شرع يدرس كل العلوم في داره، بجوار جامع الشيخ عبد الله العاقولي بالرصافة، وقد ساعده على ذلك: نبوغه في علوم شتى، وجمع إلى العلم النقلي والعقلي الأدبَ وفنونَه، فمن ثم عرف بجزالة التعبير، وسلاسة الأسلوب، وحسن التصرف في القول، وبروحه اللطيفة الفكهة، ومن تعبيراته اللطيفة التي لا تخلو من الفكاهة تسميته للحروف الزائدة بأنها: «سيف خطيب»، وعن النكات البلاغية بأنها: «كالوردة، إن دعكتها أزلت ما فيها من رائحة وجمال».
ولم يترك لنا من المؤلفات كثيرًا، على ما كان يمتاز به من التبحر في كل علم، وفن، وسعة الإطلاع، وإجادة الاختيار والاختصار ومن مؤلفاته: شرح السلم في المنطق، وقد فقد، «والأجوبة العراقية عن الأسئلة الاهورية»، و«الأجوبة العراقية على الأسئلة الإيرانية» و«درة الغواص في أوهام الخواص»، و«النفحات القدسية في المباحث الإمامية»، و«الفوائد السنية في علم آداب البحث»، وبحسبه «روح المعاني»، الذي اشتمل على مباحث: بعضها يصل إلى رسالة صغيرة، وكانت وفاته بعد هذه الحياة.
١ نسبة إلى «آلوس» جزيرة في نهر الفرات بين بغداد والشام، كانت موطن أهله وأجداده.
٢ لست مع الذين يقولون: إنه كان شافعيا ويقلد أبا حنيفة في كثير من المسائل، فكتاب التفسير طافح بقوله: وعندنا..... ثم يسوق مذهب الحنفية.
 
العلمية المباركة: عام سبعين ومائتين وألف١ بعد الهجرة، فرضي الله عنه وأرضاه.
منهجه في تفسيره وقيمته العلمية:
وتفسير «روح المعاني» خير تفسير، وأجمعه، وأوفاه، وقد جمع فيه خلاصة كل كتب التفسير قبله وحواشيها، ولا سيما حاشية: تفسير الكشاف، وحاشية الشهاب الخفاجي على تفسير البيضاوي، وقد حل بعض رموزها، وعباراتها الخفية التي استعصى فهم المراد منها على العلماء، وله استدراكات قيمة، وتعقبات دقيقة لمن سبقه من العلماء.
وكثيرًا ما يدلي برأيه بين الآراء، فهو ليس مجرد ناقل، بل له شخصيته العلمية البارزة، وأفكاره النيرة، وليس في تفسيره ما يؤاخذ عليه إلا كثرة الاستطرادات، والتوسع فيما يستطرد إليه، حتى يكاد يغرق القارئ لكتابه في بحر هذه الاستدراكات، ولو أن أحدا نزع ما استطرد إليه من كتابه، لجاءت في رسائل كثيرة، وكذلك ذكره للتفسير الإشاري، فليس ثمة ما يدعو إليه؛ ولعله فعل ذلك لنزعة تصوُّفية، وليجيء كتابه جامعا لكل الألوان التفسيرية، ومرضيا لجميع الأذواق.
ولما كان الإمام الآلوسي من المتأخرين، وكانت له مشاكرة علمية في كثير من العلوم، وسعة اطلاع على كلام من سبقوه، ولا سيما علماء الحديث، وأئمته العارفين بمتونه وأسانيده، فمن ثم لم يقع فيما وقع فيه بعض المفسرين السابقين له من ذكر الأحاديث الموضوعة في الفضائل وغيرها، وكذلك خلا تفسيره من الاغترار بالإسرائيليات، وهو إنما ذكرها لينبه إلى اختلاقها، وبطلانها وتحذير المسلمين ولا سيما طلبة العلم وأهله من التصديق بها أو أن لها أصلا في الإسلام، ولم أعلم أحدا من المفسرين، بعد العلامة الحافظ ابن كثير في تفسيره، حارب الإسرائيليات، والموضوعات، مثل ما فعل الإمام الآلوسي في تفسيره، فقد أفاض في رد هذه الإسرائيليات والمختلفات، كما صنع في قصة اسماعيل، وإسحاق، وأيهما الذبيح؟ وبيان أن كونه إسحاق رأي باطل تدسس إلى الرواية الإسلامية وفي قصة يوسف وداود وسليمان وأيوب ونحوها الغرانيق......... وقد
١ انظر ترجمته في أول الجزء الأول من النسخة الأميرية المطبوعة في بولاق.
 
مكث هذا الإمام في تأليف كتابه خمس عشرة سنة١؛ بحث ونقب، وقرأ، واختصر، وسهر فيه الليالي الطوال، وكان كثيرا ما ينشد، وحق له ذلك:
سهري لتنقيح العلوم ألذَّ لي ... من وصل غانية وطيب عناق
وتمايلي طربا لحل عويصة ... أشهى وأحسن من مدام الساقي
وألذ من نقر الفتاة لدفها ... نقري لدفع الرمل عن أوراقي٢
١- ابتدأ تأليفه في رجب سنة ١٢٥٢هـ، وفرغ منه في ربيع الآخر سنة ١٢٦٧هـ أي قبل وفاته بنحو ثلاث سنين.
٢ كان من عادة السابقين، وقد أدركناهم أنهم يجففون كتاباتهم بوضع التراب عليها.
 
والخلاصة:
أن كتب التفسير ما عدا القليل منها سواء منها ما كان بالمأثور صرفا، أو غلب عليه المأثور أو كان بالرأي والاجتهاد، لم تخل غالبا من الإسرائيليات الباطلة، والأحاديث الموضوعة، والواهية.
وبحسبنا ما قدمته من ذكر أشهر كتب التفسير أيا كان لونه، والتعريف بكل تفسير، ولا سيما من الجهة التي ألفت لأجلها كتابي هذا، لأن هذا الكتاب ليس دراسة موضوعية لكتب التفسير، وإلا لتناولت كل تفسير من جوانبه المتعددة.
ولا يضير القارئ: أني لم أذكر كل كتب التفسير: مخطوطها، ومطبوعها؛ لأن منهجي كما أسلفت: التنبيه إلى الإسرائيليات، والموضوعات، وبيان من ذكرها في تفسيره في حدود ما استطعت، واطلعت عليه، فإذا وجدها القارئ في أي كتاب في التفسير، بل وفي غيره ككتب الوعظ والأخلاق، والتاريخ، والقصص، والأدب..... فلا يغتَرَّ بها، وليحذر من اعتقاد ما فيها، أو إذاعته ونشره، وبذلك تكون الفائدة بهذا الكتاب أعم، وأشمل إن شاء الله تعالى.
 
نقد التفسير بالمأثور إجمالا:
ذكرت فيما سبق: نقد بعض العلماء الأئمة المحدثين للتفسير بالمأثور إجمالا.
فمن ذلك: قول الإمام أحمد: «ثلاثة ليس لها أصل: التفسير، والملاحم، والمغازي».
١- ابتدأ تأليفه في رجب سنة ١٢٥٢هـ، وفرغ منه في ربيع الآخر سنة ١٢٦٧هـ أي قبل وفاته بنحو ثلاث سنين.
٢ كان من عادة السابقين، وقد أدركناهم أنهم يجففون كتاباتهم بوضع التراب عليها.
 
وقد حملها المحققون من أصحاب الإمام: على أن مراده أن الغالب أنه ليس لها أسانيد صحيحة متصلة، وقيل: لأنها يغلب عليها المراسيل، وقال الخطيب البغدادي: هذا محمول على كتب مخصوصة في هذه المعاني الثلاثة، فأشهرها كتابان للكلبي، ومقاتل ابن سليمان، وقد قال الإمام أحمد في تفسير الكلبي: إنه من أوله إلى آخره كذب، لا يحل النظر فيه.
وكذلك: روي عن الإمام الشافعي أنه قال: «لم يثبت١ عن ابن عباس في التفسير إلا شبيه بمائة حديث»، ومهما كان فيه من مبالغة: فهي تدل على كثرة ما وضع على ابن عباس.
١ لم يثبت: أعم من: «لم يصح»؛ لأن الثابت أعم من أن يكون صحيحًا، أو حسنا.
 
نقد الطرق والرواة تفصيلا
الطرق عن ابن عباس
...
نقد الطرق والرواة تفصيلا:
وكذلك نقد العلماء المحدثون النقاد الرواة الذين رووا التفسير بالمأثور، والطرق التي رويت بها هذه التفاسير تفصيلا، وتنصيصًا.
وسأذكر جميع ما ذكروه في هذا، ليتبين لنا أنهم رضي الله عنهم قاموا بما يجب عليهم من البيان خير قيام، وإنما الناس هم الذين فرطوا في الوقوف على كلامهم، والسير على منهجهم، حتى يتبين الصحيح من الضعيف، والحق من الباطل، والجيد من الرديء.
١- الطرق عن ابن عباس:
طريق على بن أبي طلحة عن ابن عباس:
من جيد الطرق والأسانيد عن ابن عباس: طريق علي بن أبي طلحة الهاشمي عنه، قال الإمام الجليل أحمد بن حنبل: بمصر صحيفة في التفسير، رواها علي بن أبي
 
طلحة، لو رحل رجل إلى مصر قاصدا ما كان كثيرا، أسنده أبو جعفر النحاس في «ناسخه».
وقال الخليلي في الإرشاد: تفسير معاوية بن صالح قاضي الأندلس، عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، رواه الكبار عن أبي صالح، عن معاوية.
وأجمع الحفاظ على أن علي بن أبي طلحة لم يسمعه من ابن عباس.
طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس:
وقال أيضا: وهذه التفاسير الطوال، التي أسندوها إلى ابن عباس غير مرضية، ورواتها مجاهيل، كتفسير جويبر، عن الضحاك، عن ابن عباس.
الطرق عن ابن جريج ١:
قال الخليلي أيضا: وعن ابن جريج٢ في التفسير: جماعة رووا عنه، وأطولها ما يرويه بكر بن سهل الدمياطي، عن عبد الغني بن سعيد، عن موسى بن محمد، عن ابن جريج، وفيه نظر.
وروى محمد بن ثور عن ابن جريج نحو ثلاثة أجزاء كبار، وتلك صحيحة. وروى الحجاج بن محمد، عن ابن جريج، نحو جزء، وذلك صحيح، متفق عليه.
طريق شبل بن عباد المكي:
وتفسير شبل بن عباد المكي، عن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس قريب إلى الصحة.
١ هو أبو الوليد عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الأمور مولاهم أصله رومي نصراني، كان من علماء مكة ومحدثيهم، وهو من أوائل من دوَّن الحديث، وصنف الكتب، وقد اختلفت فيه أنظار العلماء، فمنهم من وثَّقَه، ومنهم من ضعفه، وقالوا: إنه كان يدلس، والموثقون له أكثر من المجرحين، وقد ذكر الخزرجي في «خلاصته»: أنه مجمع عليه من أصحاب الكتب، وقد رويت عنه في التفسير أجزاء كثيرة عن ابن عباس؛ فيها الصحيح والضعيف، والمقبول والمردود، ولد سنة ثمانين ٨٠هـ وتوفي سنة خمسين ومائة ١٥٠هـ وقيل: سنة تسعة وخمسين ١٥٩هـ.
٢ يعني عن ابن عباس.
 
تفسير عطاء بن دينار، وأبي روق:
وتفسير عطاء بن دينار يكتب، ويحتج به، وتفسير أبي روق نحو جزء صححوه.
تفسير إسماعيل السدي:
قال: وتفسير إسماعيل السدي يورده بأسانيد إلى ابن مسعود، وابن عباس.
وروى عن السدي: الأئمة مثل: الثوري، وشعبة، لكن التفسير الذي جمعه رواه أسباط بن نصر، وأسباط لم يتفقوا عليه، غير أن أمثل التفاسير: تفسير السدي.
فأما ابن جرير؛ فإنه لم يقصد الصحة، وإنما روى في كل آية من الصحيح والسقيم.
تفسير مقاتل بن سليمان:
قال: وأما تفسير مقاتل بن سليمان: فمقاتل في نفسه ضعفوه، وقد أدرك الكبار من التابعين، والشافعي أشار إلى أن تفسيره صالح١، يعني: للاحتجاج به.
مقالة الإمام الحافظ ابن حجر:
وللإمام الحافظ ابن حجر كلام طويل في هذه المرويات عن الصحابة والتابعين، ونقد الطرق التي رويت بها، ذكره في أوله كتابه: أسباب النزول الذي سماه: «العجب العجاب، في بيان الأسباب». قال رحمه الله وأجزل ثوابه: «والتابعون من أصحاب ابن عباس رضي الله عنهما والطرق عنهم والذين اشتهر عنهم القول في ذلك من التابعين أصحاب ابن عباس رضي الله عنهما وفيهم ثقات، وضعفاء».
روايات الثقات عن ابن عباس:
فمن الثقات: مجاهد، وابن جبير، ويروى التفسير عنه من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد، والطريق إلى ابن أبي نجيح قوية.
١ الإتقان ج ٢ ص ١٨٨.
 
ومنهم: عكرمة، ويروى التفسير عنه من طريق: الحسن بن واقد النحوي عنه، ومن طريق: محمد بن إسحاق، عن محمد بن أبي محمد؛ مولى زيد بن ثابت، عن عكرمة، أو سعيد بن جبير هكذا بالشك ولا يضر؛ لكونه عن ثقة.
ومن طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، وعلي صدوق، ولم يلقَ ابن عباس، لكنه إنما حمل عن ثقات أصحابه، فلذلك كان البخاري، وأبو حاتم، وغيرهما يعتمدون على هذه النسخة.
ومن طريق ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس، لكن فيما يتعلق بالبقرة، وآل عمران، وما عدا ذلك هو الخراساني، وهو لم يسمع من ابن عباس، فيكون منقطعا، إلا إن صرح ابن جريج بأنه عطاء بن أبي رباح١.
روايات الضعفاء عن ابن عباس، وطرقها:
محمد بن السائب الكلبي «متهم بالكذب»:
ومن روايات الضعفاء عن ابن عباس رضي الله عنهما التفسير المنسوب لأبي النصر محمد بن السائب الكلبي؛ فإنه يرويه عن أبي صالح وهو مولى أم هانئ عن ابن عباس، والكلبي متهم بالكذب، وقد مرض فقال لأصحابه في مرضه: كل شيء حدثتكم عن أبي صالح كذب.
السدي الصغير «كذاب»:
قال: ومع ضعف الكلبي فقد روى عنه تفسيره مثله، أو أشد ضعفا محمد بن مروان السدي الصغير، وروى عن محمد بن مروان مثله، أو أشد ضعفا، وهو صالح بن محمد الترمذي.
١ هذا مثل من أمثلة دقة المحدثين، وتمييزهم بين الأشخاص، وبين ما رواه هذا مما رواه ذاك ولعل في هذا زاجرا للذين يتقولون على أئمة الحديث، وزيادة علم ويقين لمن يعرفون لهم فضلهم.
 
من روى التفسير عن الكلبي من الثقات والضعفاء حفظا:
وممن روى التفسير عن الكلبي من الثقات، سفيان الثوري، ومحمد بن فضيل بن غزوان، ومن الضعفاء من قبل الحفظ حبله بكسر الحاء المهملة، وتثقيل الموحدة، وهو على العنزي بفتح المهملة، والنون بعدها زاي منقوطة.
ومنهم١ جويبر بن سعيد وهو واه: روى التفسير عن الضحاك بن مزاحم وهو صدوق عن ابن عباس وهو لم يسمع منه شيئا.
من روى التفسير عن الضحاك:
وممن روى التفسير عن الضحاك: علي بن الحكم وهو ثقة، وعلي بن سلمان وهو صدوق وأبو روق عطية بن الحارث، وهو لا بأس به.
عثمان بن عطاء الخراساني:
ومنهم: عثمان بن عطاء الخراساني، يروي التفسير عن أبيه، عن ابن عباس، ولم يسمع أبوه من ابن عباس:
إسماعيل بن عبد الرحمن السدي الكبير:
ومنهم: إسماعيل بن عبد الرحمن السدي٢ بضم السين المهملة وتشديد الدال وهو كوفي صدوق، لكن جمع التفسير من طرق منها:
- عن أبي صالح عن ابن عباس، وعن مرة بن شراحيل عن ابن مسعود وعن ناس من الصحابة رضي الله عنهم وغيرهم وخلط روايات الجميع، فلم تتميز روايات الثقة من الضعيف، ولم يلقَ السدي من الصحابة إلا أنس بن مالك، وربما التبس بالسدي الصغير الذي تقدم ذكره.
١ ومنهم أي: من الضعفاء، كذا كل ما عطف عليه بعدما بين ضعفه.
٢ نسبة إلى سدة مسجد الكوفة كان يبيع فيها المقانع والسدة: رحبة المسجد التي تكون أمامه، قال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال ابن عدي: مستقيم الحديث، صدوق، وعن يحيى بن معين أنه ضعيف. توفي سنة ١٢٧هـ فهو يحتج به عند من يقول فيه صدوق، أما السدي الصغير محمد بن مروان فمتهم بالكذب بل قيل: إنه كذاب.
 
طريق إبراهيم بن الحكم:
ومنهم: إبراهيم بن الحكم بن أبان العدني، وهو ضعيف، يروي التفسير عن أبيه، عن عكرمة؛ وإنما ضعفوه لأنه وصل كثيرا من الأحاديث بذكر ابن عباس، وقد روى عنه تفسيره عبد بن حميد.
طريق اسماعيل بن أبي زياد:
ومنهم: إسماعيل بن أبي زياد الشامي وهو ضعيف جمع كثيرا؛ فيه الصحيح والسقيم، وهو في عصر أتباع التابعين.
طريق عطاء بن دينار:
ومنهم: عطاء بن دينار وفيه لين يروي التفسير عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، ويرويه عنه ابن لهيعة، وهو ضعيف.
قتادة والطرق عنه:
ومن تفاسير التابعين: ما يروى عن قتادة رحمه الله تعالى وهو من طرق منها: رواية عبد الرزاق عن معمر عنه.
ورواية آدم بن أبي إياس، وغيره، عن شيبان عنه.
ورواية يزيد بن زريع، عن سعيد بن أبي عروبة.
تفسير الربيع بن أنس عن أبي العالية:
ومن تفاسيرهم: تفسير الربيع بن أنس، عن أبي العالية، واسمه: رفيع بضم الراء، وفتح الفاء وسكون الياء الرياحي بالمثناة التحتية، والحاء المهملة وبعضه لا يسمى الربيع فوقه أحدا، وهو يروي من طرق؛ منها رواية أبي عبيد الله بن أبي جعفر الرازي، عن أبيه عنه.
تفسير مقاتل بن حيان:
ومنها: تفسير مقاتل بن حيان، من طريق محمد بن مزاحم، عن بكير بن معروف
 
عنه، ومقاتل هذا صدوق١، وهو غير مقاتل بن سليمان الآتي ذكره.
تفسير زيد بن أسلم:
ومن تفاسير ضعفاء التابعين فمن بعدهم: تفسير زيد بن أسلم من رواية ابنه عبد الرحمن عنه، وهي نسخة كبيرة يرويها ابن وهب وغيره، عن عبد الرحمن عن أبيه، وفيه أشياء كثيرة لا يسندها لأحد، وعبد الرحمن من الضعفاء، وأبوه من الثقات٢.
تفسير مقاتل بن سليمان:
ومنها: تفسير مقاتل بن سليمان، وقد نسبوه إلى الكذب، وقال الشافعي: مقاتل قاتله الله، وإنما قال الشافعي رضي الله عنه فيه ذلك؛ لأنه اشتهر عنه القول بالتجسيم وروى تفسير مقاتل هذا أبو عصمة: نوح بن أبي مريم الجامع، وقد نسبوه إلى الكذب٣.
ورواه أيضا عن مقاتل الحكم بن هذيل، وهو ضعيف، لكنه أصلح حالا من أبي عصمة.
تفسير يحيى بن سلام المغربي:
ومنها: تفسير يحيى بن سلام المغربي، وهو كبير، في نحو ستة أسفار، فيه النقل عن التابعين وغيرهم، وهو لين الحديث٤، فيما يروي مناكير٥ كثيرة، وشيوخه مثل: سعيد بن أبي عروبة، ومالك الثوري.
١ هو من المرتبة الرابعة من مراتب التعديل عند بعض العلماء، والمراد به أصل الصدق إن كان في الأصل يدل على المبالغة، وبعضهم يرى أن المراد المبالغة فيكون في مرتبة أعلى من ذلك، ومنهم من قال في صدوق مرتبة خاصة.
٢ جمع ثقة وهو العدل الضابط.
٣ هو واضع الحديث الطويل في فضائل القرآن سورة سورة.
٤ من المرتبة السادسة من مراتب التجريح، وهي أدنى الدرجات جرحا.
٥ فلان له مناكير مرتبة فوق السابقة تجريحا.
 
تفسير سنيد:
ويقرب منه تفسير سنيد١، واسمه: الحسين بن داود، وهو من طبقة شيوخ الأئمة الستة، يروي عن حجاج بن محمد المصيصي كثيرا، وعن أنظاره، وفيه لين، وتفسيره نحو تفسير يحيى بن سلام، وقد أكثر ابن جريج التخريج منه.
تفسير موسى بن عبد الرحمن الصنعاني:
ومن التفاسير الواهية، لوهاء رواتها: التفسير الذي جمعه موسى بن عبد الرحمن الثقفي الصنعاني، وهو قدر مجلدين، يسنده إلى ابن جريح، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما وقد نسب ابن حبان موسى هذا إلى وضع الحديث، ورواه عن موسى عبد الغني بن سعيد الثقفي، وهو ضعيف.
١ بضم السين، وفتح النون، وياء ساكنة، ابن داود المصيصي المحتسب، أخذ عن حماد بن زيد، وشريك، وابن المبارك، وعنه أبو زرعة، وأبو بكر الأثرم. توفي سنة ٢٢٠هـ.
 
طرق المرويات في سبب النزول:
وقد يوجد كثير من أسباب النزول في كتب المغازي، فما كان منها من رواية معتمر بن سليمان عن أبيه، أو من رواية إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى بن عقبة، فهو أصلح مما فيه من كتاب محمد بن إسحاق، وما كان من رواية محمد بن إسحاق أمثل مما فيه من رواية الواقدي١.
وقال الإمام السيوطي في الإتقان بعد ما ذكر كلام الخليلي في «الإرشاد» الذى ذكرته آنفا: وتفسير السدي -يعني: السدي الكبير- يورد منه ابن جرير كثيرا من طريق السدي عن أبي مالك: عن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرة، عن ابن مسعود، وناس من الصحابة هكذا، ولم يورد منه ابن أبي حاتم شيئا؛ لأنه التزم أن يخرج أصح ما ورد، والحاكم يخرج منه في مستدركه أشياء ويصححه، لكن من طريق مرة، عن ابن مسعود رضي الله عنه، وناس فقط دون الطريق الأول، وقد قال ابن كثير: إن هذا الإسناد يروي به السدي أشياء فيها غرابة.
١ الدر المنثور ج ٦ ص ٤٢٢.
 
الطرق الجياد عن ابن عباس:
ومن جيد الطريق عن ابن عباس: طريق قيس، عن عطاء ابن السائب، عن سعيد بن جبير، عنه وهذه الطريق صحيحة على شرط الشيخين وكثيرا ما يخرج منها الفريابي والحاكم في مستدركه، ومن ذلك طريق ابن إسحاق، عن محمد بن أبي محمد؛ مولى آل زيد بن ثابت، عن عكرمة أو سعيد بن جبير عنه -أي: ابن عباس- هكذا بالتردد وهي طريق جيدة، وإسنادها حسن، وقد أخرج عنها ابن جرير، وابن أبي حاتم كثيرا، وفي معجم الطبراني الكثير منها أشياء.
أوهى الطرق عن ابن عباس:
وأوهى طرقه طريق الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، فإذا انصم إلى ذلك رواية محمد بن مروان السدي الصغير، فهي سلسلة الكذب، وكثيرا ما يخرج منها الثعلبي والواحدي، لكن قال ابن عدي في الكامل: للكلبي أحاديث صالحة، وخاصة عن أبي صالح، وهو معروف بالتفسير، وليس لأحد تفسير أطول منه، ولا أشبع. وبعده -في أن روايته أوهى- مقاتل بن سليمان، إلا أن الكلبي يفضَّل عليه، لما في مقاتل من المذاهب الردية.
الطرق الضعيفة عن ابن عباس:
وطريق الضحاك بن مزاحم، عن ابن عباس منقطعة؛ فإن الضحاك لم يلقه، فإذا انضم إلى ذلك رواية بشر بن عمارة، عن أبي روق، عنه، فضعيفة؛ لضعف بشر، وقد أخرج من هذه النسخة كثيرا ابن جرير، وابن أبي حاتم.
وإن كان من رواية جويبر عن الضحاك، فأشد ضعفا؛ لأن جويبرا شديد الضعف، متروك، ولم يخرج ابن جرير، ولا ابن أبي حاتم من هذا الطريق شيئا، إنما خرجها ابن مردويه، وأبو الشيخ ابن حيان.
وطريق العوفي عن ابن عباس، أخرج منها ابن جرير، وابن أبي حاتم كثيرا، والعوفي ضعيف، ليس بِوَاهٍ، وربما حسن له الترمذي١.
١ أي قال: إن حديثه حسن.
 
قال السيوطي: ورأيت في فضائل الإمام الشافعي، لأبي عبد الله بن أحمد بن شاكر القطان، أنه أخرج بسنده من طريق ابن عبد الحكم قال: سمعت الشافعي يقول: «لم يثبت عن ابن عباس في التفسير إلا شبيه بمائة حديث».
 
٢- تفسير أبي بن كعب والطرق عنه:
وأما أبي بن كعب، فعنه نسخة كبيرة يرويها أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عنه، وهذا إسناد صحيح.
وقد أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم منها كثيرا، وكذا الحاكم في مستدركه، والإمام أحمد في مسنده١.
ومن الطرق الحسنة عنه: طريق وكيع، عن سفيان، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الطفيل بن أبي بن كعب، عن أبيه، وهذه الطريق يخرج منها الإمام أحمد في مسنده، وهي على شرط الحسن؛ لأن عبد الله بن محمد بن عقيل؛ وإن كان صدوقا تكلم فيه من جهة حفظه، قال الترمذي في سننه: «عبد الله بن محمد بن عقيل، هو صدوق، وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه، وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: كان أحمد بن حنبل، وإسحاق ابن راهويه، والحميدي يحتجون بحديث عبد الله بن محمد بن عقيل، قال محمد -يعني: البخاري: هو مقارب الحديث»، ونص الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد، على أن حديثه حسن٢.
١ الإتقان ج ٢ ص ١٨٨، ١٨٩.
٢ التفسير والمفسرون ج١ ص ٩٣.
 
٣- أشهر الطرق عن ابن مسعود:
١- طريق الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود، وقد قيل: إنها أصح الأسانيد.
 
٢- طريق الثوري، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود، وقد قيل: إنها أصح الأسانيد أيضا١.
٣- طريق الأعمشن عن أبي الضحي، عن مسروق، عن ابن مسعود وهي من أصح الطرق وأسلمها، وقد اعتمد عليها البخاري في صحيحه.
٤- طريق مجاهد، عن أبي معمر، عن ابن مسعود، وهي صحيحة أيضًا، وقد اعتمد عليها البخاري في صحيحه.
٥- طريق الأعمش، عن أبي وائل، عن ابن مسعود، وهذه طريق صحيحة، يخرج منها البخاري في صحيحه، وكفى بتخريج البخاري شاهدًا على صحة هذا الطرق الثلاث.
٦- طريق السدي الكبير، عن مرة الهمداني، عن ابن مسعود، وقد ذكرناها فيما سبق.
١ الباعث الحثيث ص٧، وص ٩ «هامش».
 
٤- أصح الطرق عن علي رضي الله عنه:
١- طريق محمد بن سيرين، عن عبيدة١بفتح العين وكسر الياء السلماني بفتح السين، وسكون اللام عن علي، وقد قال علي بن المديني، وعمرو بن علي الفلاس: إنها أصح الطرق.
٢- طريق الزهري، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي، وقد قال أبو بكر بن أبي شيبة: إنها أصح الأسانيد.
٣- طريق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جدهن عن على، وهي من أصح الطرق أيضا كما قيل.
٤- طريق يحيى بن سعيد القطان، عن سفيان الثوري، عن سليمان التيمي، عن الحارث بن سويد، عن علي، وهي من أصح الطرق أيضا٢.
١ هو ابن عمرو، وقيل: ابن قيس.
٢ الباعث الحثيث إلى علوم الحديث ص ٧، ٨ «هامش».
 
أشهر الطرق الضعيفة والواهية والساقطة:
طريق أبي يعلى، عن إسماعيل بن السدي، عن علي بن عباس، عن مسلم الملائي، عن حبة بن جوين، عن علي، عن أنس بن مالك قالوا: حبة لا يساوي حبة١.
طريق يحيى بن عبد الحميد، عن علي بن مسهر، عن الأعمش، عن موسى بن طريف، عن عباية عن علي.... وموسى بن طريف ضعيف يحتاج إلى من يعدله، وعباية: أقل منه، ليس بشيء حديثه٢. طريق شريك عن كهيل، عن سويد بن غفلة، عن الصنابحي، عن على٣ إلى غير ذلك من الطرق التي نقدها أئمة الحديث، وبينوا الصحيح من الضعيف.
١ البداية والنهاية ج ٧ ص ٣٣٣.
٢ المرجع السابق ص ٣٥٥.
٣ المرجع السابق ص ٣٥٨.
 
٥- المروي عن عبد الله بن عمرو بن العاص في التفسير:
وقد روي عن عبد الله بن عمرو تفاسير كثيرة، فيما يتعلق بالقصص وأخبار الفتحة، والآخرة، وما أشبهها، بأن تكون مما تحمله عن أهل الكتاب الذين أسلموا، وما وجده في كتبهم التي أصاب منها في اليرموك زاملتين، وقد نقد العلماء كل ذلك، وبينوا الصحيح من العليل والمقبول من المردود.
ومما ذكرنا: يتبين جليا أن العلماء المحدثين نقدوا طرق المرويات في التفسير وغيره، وبينوا الصحيح والضعيف، والموضوع ونبهوا إلى الإسرائيليات، وحذروا منها، ولو أن المفسرين كانوا من أهل الحديث، والنقد، لنزهوا كتبهم مما وقع فيها من المرويات من غثاء وزبد، ولما وقع فيها كل هذا الركام من الإسرائيليات، والخرافات، والأوهام، ولنأخذ في بيان المقصود فنقول -وبالله التوفيق: 


Penulis membatasi pembahasan pada kitab-kitab yang sudah dicetak dan banyak beredar, mencakup metodologi (manhaj), kelebihan, serta kritik terhadap penggunaan riwayat Isra’iliyyat (cerita Bani Israil) di dalamnya.


I. Kelompok Tafsir bi al-Ma'thur (Berbasis Riwayat)

1. Jami’ al-Bayan – Ibnu Jarir ath-Thabari

  • Penulis: Abu Ja'far Muhammad bin Jarir ath-Thabari (w. 310 H). Beliau adalah "Puncak para Mufasir".

  • Metodologi: Menyebutkan riwayat dari Nabi ﷺ, Sahabat, dan Tabi'in lengkap dengan sanadnya. Beliau adalah yang pertama menambahkan analisis bahasa (i'rab), istinbat hukum, dan penggunaan syair Arab untuk menjelaskan makna kata.

  • Kritik: Beliau sering mencantumkan riwayat lemah atau Isra’iliyyat tanpa menjelaskan derajat keshahihannya, karena beranggapan bahwa mencantumkan sanad sudah cukup sebagai bentuk tanggung jawab ilmiah.

2. Ad-Durr al-Manthur – Jalaluddin as-Suyuthi

  • Penulis: Imam as-Suyuthi (w. 911 H). Seorang ulama ensiklopedis dengan lebih dari 500 karya.

  • Metodologi: Kitab ini murni berisi riwayat (ma'thur) tanpa komentar pribadi. Ringkasan dari kitabnya yang lebih besar, Tarjuman al-Qur'an.

  • Kritik: Beliau jarang menjelaskan status hadis (shahih/palsu). Banyak mengandung Isra’iliyyat dalam kisah para Nabi yang sulit diterima akal.


II. Kitab yang Menggabungkan Riwayat dan Ijtihad

3. Al-Kashf wa al-Bayan – Ats-Tha'labi (w. 427 H)

  • Kritik: Meskipun alim, beliau dikritik oleh para pakar hadis (seperti Ibnu Taimiyyah) karena mengisi kitabnya dengan hadis palsu dan cerita dongeng. Ibnu Taimiyyah menjulukinya sebagai "pencari kayu di malam hari" (hatib layl), yakni orang yang mengambil apa saja tanpa membedakan yang bermanfaat dan yang berbahaya.

4. Ma’alim at-Tanzil – Al-Baghawi (w. 510 H)

  • Metodologi: Ringkasan dari tafsir Ats-Tha'labi namun lebih bersih. Beliau dijuluki "Muhyis Sunnah" (Penghidup Sunnah).

  • Kelebihan: Sangat mudah dipahami, tidak bertele-tele dalam masalah bahasa atau fikih. Ibnu Taimiyyah memujinya karena telah membersihkan tafsirnya dari ideologi bid'ah dan hadis-hadis yang sangat palsu.

5. Tafsir al-Qur’an al-Adzim – Ibnu Katsir (w. 774 H)

  • Metodologi: Salah satu tafsir terbaik. Metodenya: menafsirkan Al-Qur'an dengan Al-Qur'an, lalu dengan Hadis, lalu perkataan Sahabat.

  • Kelebihan: Sangat teliti dalam mengkritik sanad dan sangat waspada terhadap Isra’iliyyat. Beliau sering memperingatkan bahwa suatu cerita adalah dusta dari Bani Israil. Beliau sangat dipengaruhi oleh gurunya, Ibnu Taimiyyah.


III. Kelompok Tafsir bi ar-Ra'yi (Berbasis Ijtihad/Logika)

6. Al-Kashshaf – Az-Zamakhshari (w. 538 H)

  • Kelebihan: Sangat unggul dalam mengungkap rahasia keindahan bahasa (balaghah) Al-Qur'an.

  • Kritik: Beliau adalah tokoh Mu'tazilah. Beliau sering menyisipkan ideologi Mu'tazilah secara halus di sela-sela analisis bahasanya sehingga sulit disadari oleh pembaca awam.

  • Catatan: Ulama seperti Ibnu Munayyar (dalam Al-Intishaf) dan Al-Hafiz Ibnu Hajar telah membantu mengoreksi penyimpangan ideologi dan hadis di dalamnya.

7. Mafatih al-Ghayb – Fakhruddin ar-Razi (w. 606 H)

  • Metodologi: Tafsir yang sangat filosofis dan teologis (kalam). Fokus pada pembelaan akidah Ahlussunnah melawan Mu'tazilah dan filsuf.

  • Kelebihan: Banyak membahas ilmu alam (kosmologi) sebagai bukti kekuasaan Allah. Sedikit sekali mengandung Isra’iliyyat.

8. Anwar at-Tanzil – Al-Baidlawi (w. 685 H)

  • Kelebihan: Ringkas dan padat. Menggabungkan gaya bahasa Al-Kashshaf dengan teologi Ar-Razi, namun tetap di atas jalur Ahlussunnah.

  • Kritik: Masih mencantumkan hadis palsu tentang keutamaan surah per surah di akhir setiap pembahasan surah.

9. Al-Jami’ li Ahkam al-Qur’an – Al-Qurthubi (w. 671 H)

  • Fokus: Penekanan pada hukum-hukum Al-Qur'an (Fikih).

  • Kelebihan: Sangat objektif dalam mengutip hadis dan sangat keras menolak Isra’iliyyat yang mencela kemaksuman para Nabi.

10. Al-Bahr al-Muhit – Abu Hayyan (w. 754 H)

  • Fokus: Menjadikan tata bahasa Arab (Nahwu dan Sharaf) sebagai pilar utama tafsirnya. Beliau sangat kritis terhadap Isra’iliyyat dari sudut pandang logika.

11. As-Siraj al-Munir – Al-Khatib ash-Shirbini (w. 977 H)

  • Kelebihan: Tafsir moderat yang hanya mengambil pendapat paling shahih. Beliau secara tegas menghindari hadis palsu yang ada dalam tafsir Az-Zamakhshari dan Al-Baidlawi.

LihatTutupKomentar